رياضية

العراق بلد العجائب.. رجاله يتقاتلون وأطفاله يرسمون

[JUSTIFY]تناثرت الضجّة المألوفة للأطفال في قاعة (المرسم الحر) في مبنى وزارة الثقافة العراقية، وراحت الأنامل الغضّة تبحث عن ألوانها وعن أدوات الرسم الأخرى ليرسم كل طفل عالمه الذي يتوق إليه أو الذي انعكس عليه من واقع معاش.
وطوال أسبوعين (بدءا من 8 سبتمبر 2014) ستكون مساحات الأوراق البيضاء مشغولة باستقبال الفن الفطري والعوالم البريئة التي تصنع جمالها الخاص بها بعيدا عن إملاءات الكبار وعالمهم المليء بالدم والتفجيرات في عراق اليوم.

“شفيق المهدي” المدير العام لدائرة الفنون التشكيلية المشرفة على إقامة هذا “المرسم” قال: “الغرض من إقامة هذه الدورة تحرير طاقة الطفل في مكان حر اسمه المرسم الحر، وما أتمناه أن تكون هذه التجربة مستمرة حتى ولو لم تكن هناك إمكانيات مادية خارج نطاق البيت والمعنى التقليدي”.
مضيفا “حرصنا على جمع الأولاد مع البنات سوية لما لهذه التجربة من وقع تربوي ونفسي وبهذا نستطيع أن نؤشر في المستقبل جيلا مستقرا يعرف معنى الحرية والاختلاط البريء”.
أعمالهم تقتنى كما أعمال الكبار
يحرص “المرسم الحر” على خلق أجواء ملائمة للأطفال ليمارسوا هوايتهم في مجال الرسم والتخطيط، وفي ظل متابعة دقيقة لإبراز المواهب المتميزة.
707d00d4 68c8 4004 8720 الفنان “خالد المبارك” ذو الخبرة الكبيرة في الرسم والنحت والفائز بعدّة جوائز محلية ودولية هو من يدير هذا المكان؛ وفي حديثه معنا أشار إلى “أن المشاركين هم من الأطفال الموهوبين الذين لهم مشاركات لمرات عدة في مجال الرسم، كون أن المرسم يتابع وبكل اهتمام البراعم التي تمتلك طاقات مميزة وفاعلة لأنها تمثل جيل المستقبل الذي لم يأخذ الرعاية لقسوة الظروف التي يمر بها البلد”.
ويستطرد المبارك قائلا “في النية إقامة معرض شامل للأعمال المميزة لهؤلاء المبدعين الصغار، علما أن هناك كما هائلا من الرسومات الخاصة بالأطفال عبر العديد من الورش الفنية التي أقامها المرسم الحر من أجل أن يرى الطفل الموهوب أعماله وقد أخذت موقعا مميزا لها على جدران أروقة دائرة الفنون التشكيلية أسوة بالفنانين المعروفين، وبذلك نحقق شيئا مهما للطفل العراقي”.
وتأتي تجربة المرسم الحر في العراق بحسب القائمين عليه ردا على تهميش مادة الرسم في المدارس وقلة الاهتمام بها؛ علما أن العديد من رسامي أطفال العراق قد فازوا في غالبية المسابقات العالمية التي يشتركون بها سواء في اليابان أو ألمانيا.
[/JUSTIFY] [FONT=Tahoma] العربية.نت
م.ت
[/FONT]