رأي ومقالات
صابر يعقوب عبدالرحمن: من للطفلة ( افراح ) ؟
ذهبت اليها بغرض الاطمئنان على صحتها وللوقوف على اخر التطورات فى مراحلها العلاجية ، فوجدتها كما هى نفس الطفلة المؤمنة الصابرة المحتسبة التى لا تفارق الابتسامة العريضة وجهها البرئ على الرغم من يقينها التام انها تحت اى لحظة قد تنتقل الى الرفيق الاعلي كما تصرح بذلك لكل من يعودها ليخفف عنها معاناة المرض ، ( فافراح ) بكلامها وعباراتها والجمل التى تستخدمها فى مخاطبة زائريها تذيب قلب الحجر وتستعطف الناس بصورة تجعل الجميع يبكى اسفاً على براءتها الغضة . جلست فى سرير المستشفى بجوارها ، سألتها عن معنوياتها وعن المستجد فى حالتها ، فقالت لى بالحرف الواحد : الحمد لله هسي انا كويسة خاااالص ، وبعدين الدكاتره طمنونى وقالو لى عندك امل تعيشي وترجعى تانى ذى زمان وطلبوا منى اسافر الاردن اعمل زراعة نخاع شوكى هناك ، قلت لها : الحمد لله بالجد ده خبر سار ، قاطعتنى بالقول : خايفة وكت خلاص ابقى على السفر يجينى التهاب ذى الولد الجنبى ده ويعطلنى من السفر ، قلت ليها : الولد ده كان مسافر ؟ ، قالت لى : ايوة اوراقو جاهزة من رمضان بس جاهو التهاب عطلو … اتخيل من اول يوم فى العيد لحدى هسي ما دخل لقمة فى خشمو بس بتغذه بالدربات ! .. كنت اتحدث مع افراح وانظر تجاه الطفل الذى تحدثنى عنه ، برهة رأيت الطفل ينتفض ويتلوى ، ثم همد ، حضر الدكاترة والممرضين ، اجروا عليه بعص الفحوصات ، بعدها غطوا وجهه بالثوب ، فصاحت والدته بالصوت العالى : ولدى مات يا جماعة الله .
بعد ان هدأ ضجيج العنبر وحمُل جثمان الطفل المتوفى ، عدت الى افراح وظنيت اننى ساجدها فى حالة نفسية سيئة ، لكن بالعكس بادرتنى بالقول : شفت المسألة هنا كيف ؟ قبيل الصباح نفس الحكاية فى واحد مات ، يازوووول العنبر ده اتقلب فوق وتحت . قلت ليها : المرض ما بقتل يا بتى بقتل اليوم ، قالت لى ببراءة شديدة : كلامك صاح والله لو بقتل هسي فى القربة كان مت لى شهرين .
تركت افراح وتحدثت مع والدتها مستفسراً عن حقيقة السفر الى الاردن ، فقالت لى : الدكاترة قالو فى زراعة هناك ومكلفة شديد وانت عارف ابوهم مابقدر على الحكاية دى ، هسي سافر الدهب شان يوفر لينا مصاريف المستشفى . قلت ليها : طيب وين اهلكم يساهمو معاكم ؟ اتهربت من السؤال بالقول : العملية دى قالو بتكلف اربعمية مليون جنيه سودانى . قلت ليها : اها عملتو شنو ؟ . قالت لي : والله مابيدنا حاجة نعملها منتظرين رحمة الله .
خرجت من مستشفى جعفر ابن عوف تقتلنى الحسرة وتعذبنى احوال الاطفال الذين ينتظرون الموت فى صبر وجلد لا يتحمله صناديد الرجال ، تحسرت عليهم ليس لانهم ( غالين على ربهم ) لكن لان المجتمع بخصوصهم ( سادى دى بي طينة ودي بي عجينة ) كما يقول المثل ، شركات الاتصالات تذور المستشفى وتقدم الهدايا من شاكلة الالعاب والبالونات التى ( تطرشق ) مجرد خروج افراد الشركة من ابواب المستشفى فى الوقت الذى بامكان هذه الشركات ان تقدم منح علاجية شهرية تفوج من خلالها الاطفال مرضى الفشل النخاعى للعلاج فى الخارج ، لكن لاننا مجتمع واطى ومجردين من احساس الانسانية فهذه الشركات على استعداد ان تقدم جوائز يومية أو شهرية لمشتركيها الاصحاء تصل تكلفتها المليارات كما فى جوائز السيارات التى كانت تقدمها فى الماضي ، لكن من المستحيل ان تدفع ( مليم ) واحد لعلاج مريض أو لاعادة البسمة للاطفال ، هذه اختصاص الشركات و المنظمات اليهودية والنصرانية ،اما شركاتنا ومنظماتنا فمحلك سر ، والمؤسف بعد كل ذلك نأتى لنتحدث عن انتشار رقعة التشيع ونشجب التنصر والتهود الذى يزحف بسرعة اكبر من التشيع . .
عموماً انا من غرب السودان من منطقة الجنينة وتربطنى اواصر الدين والوطن بأسرة الطفلة المريضة افراح ، فقد كنت اعمل بمصنع سكر حلفا ودارت بى عجلة الايام فقذفتنى بمنطقة القربة فسكنت جوار هذه الاسرة الكريمة ، فنعم الجيرة الصادقة ونعم الاخوة التى يفترض ان تسود بين السودانيين ..
واخيراً … شفاء ( افراح ) فى ذمة كل صاحب ضمير يبتغى الاخرة ويرجو الثواب من عند الله ، نسألكم الدعاء لها بالشفاء ، وللاطمئنان على صحتها يمكن زيارتها بمستشفى جفعر ابن عوف الطابق الثانى قسم امراض الدم .. كما يمكنكم التواصل مع اسرتها على الهاتف 0915030527 – 0121870912
صابر يعقوب عبدالرحمن
اللهم رب الناس اذهب البأس اشف انت الشافي الا شفاء الا شفاؤك اللهم اشفها وعافها وعاف كل مريض يارب العالمين اللهم انا نسألك لها العفو والعافية يارحمن يا رحيم يارب العالمين
نسال الله سبحانه وتعالى لها الشفاء العاجل السودان اكبر بلد في افريقيا تمتلك حكومته سيارات دفع رباعي يساوي ثمنها مليارات لو تم بيعها تكفى لإنشاء اكبر مستشفى فى افريقيا لعلاج الا طفال .