عالمية

آلاف يفرون من مقديشو وعدد القتلى يرتفع إلى 113 شخصا


مقديشو (رويترز) – فر آلاف السكان من شمال مقديشو الذي يشهد تفجيرات قنابل يوم الثلاثاء حيث أدى أسوأ قتال في عدة أشهر بين المتشددين الإسلاميين والحكومة إلى مقتل 113 مدنيا على الاقل وفقا لاحصائيات احدى منظمات حقوق الانسان.

وتخوض حركة الشباب الاسلامية المتشددة والحكومة معارك من أجل السيطرة على العاصمة مقديشو وجنوب الصومال حيث أدت الحرب المستمرة منذ 18 عاما الى زعزعة الاستقرار في المنطقة وخلقت مئات آلاف اللاجئين واجتذبت جيوشا أجنبية ومتشددين وأدت الى ظهور موجة من أعمال القرصنة البحرية لم يسبق لها مثيل.

وقالت منظمة ايلمان للسلام وحقوق الانسان ان المعارك بين حركة الشباب والقوات الموالية للحكومة أدت الى اصابة 330 شخصا في الدولة الواقعة في القرن الافريقي منذ نهاية الاسبوع الماضي.

وقالت ان 27 ألف مدني على الاقل فروا من المدينة.

وتسببت اراقة الدماء في انشقاقات في الجانبين المدججين بالسلاح حيث وقع اشتباك قاتل يوم الاثنين بين الشرطة وجنود الجيش ثم حدث انشقاق في المعارضة بعد ان اثار أحد امراء الحرب خلافات بين فصيلين متمردين.

وسلم شيخ يوسف محمد سياد السيطرة على مئات المقاتلين و19 عربة عسكرية عبارة عن شاحنات مركب عليها أسلحة آلية الى الشيخ حسن ضاهر عويس وهو زعيم بارز اخر من زعماء المعارضة.

وأغضب هذا زعماء حركة الشباب الذين يقاتلون ايضا ضد الحكومة الجديدة الضعيفة في البلاد. وتتهم واشنطن كلا من عويس وحركة الشباب بأن لهما صلة بتنظيم القاعدة.

وقال أحد أقارب أدن حسين “حركة الشباب تريد اعدام شيخ يوسف.” وأضاف “لقد أمروا (عويس) بتسليم نفسه واسلحته لكن عويس قال انه يفضل القتال ضد حركة الشباب.”

وعويس عضو في الحزب الاسلامي الصومالي وهو مجموعة تضم منظمات المعارضة التي تشمل التحالف من اجل اعادة تحرير الصومال.

والسيطرة على أطول خط ساحلي في افريقيا مسألة خطيرة في الصومال. وباستثناء أموال الفدى التي يحصل عليها القراصنة فان مصدر الدخل الرئيسي في الصومال يأتي من صادرات الماشية الى الخليج وان كان خبراء يقولون ان الصومال قد يكون به حقول نفطية مثيرة للاهتمام في الشمال.

وخاضت دول اقليمية وقوى خارجية معارك منذ فترة طويلة من اجل كسب نفوذ في الصومال نظرا للمسارات الملاحية الاستراتيجية التي تربط اوروبا باسيا.

ومنذ عام 1991 عانى الصومال من صراعات داخلية وتدخلات من وقت لاخر من جانب دول في المنطقة بعد الاطاحة بالرئيس السابق محمد سياد بري.

ويوم الاحد قالت حركة الشباب انها تزمع “تطهير” العاصمة.

وقالت في بيان على الانترنت ان حركة الشباب ستطهر مقديشو ان اجلا أو عاجلا من هؤلاء الاشخاص.

ويوم الاثنين اتهم الرئيس الصومالي الجديد شيخ شريف أحمد المتمردين بالعمل مع حكومات أجنبية لم يكشف عنها وقال انها مصممة على تقويض ادارته.

وقتل أكثر من 16 الف مدني في القتال منذ ان بدأ في عام 2007 ونزح أكثر من مليون شخص من ديارهم ويعيش أكثر من ثلاثة ملايين على مساعدات الغذاء.