والد الجندي القاتل: ضباط هددوه فتولى الأمر بنفسه
كشف ويلبورن رسل، والد الجندي الأميركي جون رسل الذي قتل خمسة من زملائه الاثنين الماضي في العيادة النفسية بقاعدة “ليبرتي” العسكرية في العراق، أن ما دفع ابنه للقتل ليس الضغوط النفسية للحرب وإنما زملاءه الذين دفعوه لهذا التصرف. وقال ويلبورن رسل، إن زوجته (زوجة جون) “أبلغتنا بأنه أرسل لها بريداً إلكترونياً وقال فيه إنه يمر بأسوأ يومين في حياته لأن بعض الضباط هددوه.”
وأضاف والد المتهم: “حسناً، ليس ثمة ما يمكنك القيام به عندما يكون هناك ضباط يدفعونك للحضيض.. لقد تولى الأمر بنفسه.” وأوضح ويلبورن أن الأسرة ماتزال تسعى لمعرفة تفاصيل ما حدث، فيما كان يصبو إلى الالتقاء بابنه بعد انتهاء الخدمة العسكرية الطويلة، والعودة إلى الحياة العادية. إلا أن الوالد أشار إلى أنه لا يعرف ما هي التهديدات التي تعرض لها ابنه جون، لكنه قال: “لقد حطموه.. وحطموا حياته.. لقد قالوا له ‘أنت أبله، ولا تنتمي إلينا هنا.'”
وكانت حادثة “ليبرتي” قد أثارت موجة من ردود الأفعال المتباينة، ليس أقلها إعلان البيت الأبيض، أن الرئيس أوباما “مصدوم” من الهجوم، حيث قال الناطق باسمه، روبرت غيبس، إنه سيناقش الحادثة أثناء لقائه بوزير الدفاع روبرت غيتس، الذي أبدى هو الآخر “أسفه البالغ” بسبب الحادثة. وضمن توالي ردود الأفعال تجاه قيام الجندي الأميركي جون راسل بقتل خمسة من زملائه، أشارت شاونا مكلينسكي، والدة مايكل ييتس، الذي قضى في الحادثة، أنها “تعاني من مشاعر متضاربة” تجاه القاتل بين الغضب منه، والتفهم لحالته النفسية.
ففي حديث صحفي لها الأربعاء، مع زوجها ووالد ييتس بالتبني ريتشارد فان بلارغان، بينت أنها “تتعاطف” من ناحية مع القاتل، وبنفس الوقت هي “غاضبة” منه، معتقدة أن راسل كان بحاجة إلى مساعدة عاجلة لوضعه النفسي، وهو الأمر الذي لم يتوافر بالسرعة الكافية مما أدى إلى ما حدث. وأكدت أنها رغم كل مشاعر الغضب التي تحملها تجاهه، إلا أنها تتعاطف معه، لأنها “تعرف بأنه عانى الأمرين بنفس الوقت”، وأكدت أنها لا تبرر فعلته، ولكنها ألقت باللائمة على المسؤولين عنه هناك، حيث أنهم لم يلاحظوا تدهور حالته “بالسرعة الكافية.”
من جهته، أكد بلارغان، أن الغموض لا يزال يلف الحادثة ومجرياتها، حيث أنه اعتبر أن ابنه بالتبني ييتس، كان قد اتصل بوالدته ووصف المشتبه به راسل، على أنه “رجل لطيف للغاية”، مبيناً في الوقت نفسه أنه يعاني من بعض المشاكل النفسية. ورأى بلارغان أنه رغم عدم معرفته الكثير عن راسل، إلا أنه يفترض أن الضغط النفسي كان أكبر عليه من زملائه، بما فيهم ييتس، خصوصاً وأنه كان قد ذهب إلى العيادة طلباً للمساعدة ولكن دون فائدة.
ويخضع “معسكر ليبرتي” لإجراءات أمنية صارمة للغاية، ويفرض على الجنود الأميركيين إخلاء أسلحتهم من الذخيرة، أثناء تواجدهم هناك، باستثناء العناصر التي تقوم على حراسة كبار الضباط أو الشرطة العسكرية. يُشار إلى أن هجوم الاثنين هو الحادث السادس من نوعه، الذي يشهده الجيش الأميركي منذ “غزو” العراق في مارس/ آذار عام 2003.
المصدر :ايلاف