رأي ومقالات
مصطفى ضيف الله بحر: قبل سُويعات الهلاك عند قوارب الموت كانوا هُناك
الولد الداير في دار ابوة يتشكر
يتغرب لدار عدوة ويتحكر
إما جاب مالاً فرح ام لهيجاً سكر
إما توتل فوق عُضاموا ابو صلعة وثكل
العنوان الذى إتخذتة صدراً لمقالى قصة حقيقية لأحد الناجين من قوارب الموت التى يمتطيها الكثير من الشباب السودانى عسى ولعل أن تقلة الى جنان اوروبا ومباهجها ورفاهيتها إنهم لا يعلمون أنها تخبئ لهم الموت الفجائى أنها قوارب الصيد أرخص وسيلة وأسرع طريقه للدخول الى اوروبا واستراليا أذا حالفهم الحظ عبر معابر كثيرة على البحر الابيض المتوسط متخذين عدداً من الدول التى تطل على البحر الابيض المتوسط وغيرها من البحار كقاعدة انطلاق مثل ( ليبيا تونس المغرب – مصر ) وغيرها من المعابر التى تقودهم الى اوروبا
وتؤكد تقارير المفوضية العليا لشؤن اللاجئين التابعة للامم المتحدة أن عدد الغارقين من المهاجرين الغير شرعين في عام 2014 م بلغ عددهم 5594 شخص معظمهم من اثوبيا ارتريا سوريا السودان ودول غرب افريقيا
لكن الأخطر في الأمر أن هؤلاء الشباب يتم ترحيلهم بطرق ووسائل غير أمنة هى عبارة عن قوارب لصيد الاسماك ( قوارب الموت ) غير مصممة ومؤهله لنقل البشر ولكن مع الاصرار الكبير واقبال الشباب على طرق الهجرة الغير شرعية إزدهرت هذه الحرفة فصارالهم الاول والآخر للمهربين هو جنى المال فقط ولا تهمهم سلامة هؤلاء المهاجرين بالتالى يتم شحنهم بصوره غير انسانية كأنهم بضائع وليس بشر بحيث يتم حمل أكثر من 700 مهاجرعلى متن قوارب صيد صغيرة لاتتعدى حمولتها القصوى 10 طن فتكون النتيجة دائماً إنشطار القارب وغرق كل من عليها
فصرنا نسمع كل شهر بغرق قارب من قوارب المهاجرين الغير شرعين قُبالة الشواطى الايطالية وعلى متنها الجنسيات المألوفة التى ظلت تداوم الهجرة على قوارب الموت (الاثيوبين الارترين السودانين وبعض دول غرب افريقيا ) انها مأساة القرن الحالى شباب في مقتبل العمر يهربون من ( جحيم الاوطان الى بطون الحيتان ).
وللاسف الشديد اصبح المهاجرين من الشباب السودانى يتصدر قوائم الموت في الكثير من حوادث الغرق للمهاجرين ففى الشهر الماضى غرقت احدى قوارب الهجره الغير شرعية قبالة السواحل الايطالية وكان على متنها اكثر 500 مهاجر غير شرعى لم ينجو منهم الا 23 مهاجراً ولقد أكدت التقارير الوارده من مفوضية شئون اللاجئين التابعة للامم المتحدة بخصوص هذا الحادث أن هنالك عدد من الجنسيات من بينها السودانيون ولم يُكتب النجاة لأحداً منهم هنا إنتابنى الشعور بالحزن الشديد على السودانين الذين قضوا نحبهم على قوارب الموت كمان إنتابنى الشعور بالخوف الشديد على أبناء قريتى ومنطقتى الذين يقيمون في ليبيا أن يكونوا من بين قوائم الموت الذين غدر بهم البحر وتمنيت أن يكونوا بخير ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن فلم امكث سوى ثلاثة ايام فقط حتى نعى الناعى شاباً من منطقتُنا في مقتبل العمر( لم يبلغ سن العشرين فكان من بين الغارقين )
عندها أنتابنى الخوف الشديد مرة أخرى على أصدقائى الذين تركتهم في الجماهرية الليبية منذ عام 2001 م فقُمْتُ بالاتصال على بعض الاصدقاء فوجدتهم على خير الا صديقاً وأحيداً كان من أبناء كردفان رجلاً يفيض حُباً وحنان كسائر اهل كردفان لم يرن تلفونه كما كان في الماضى عندها قلت لصديقى احمد على إتصلتُ بالكردفانى ولاكن لم يرن تلفونه قال لى منذ فتره لم نرأه ولم نسمع عنه خبر أو نجد له أثر بسبب الحرب الدائرة في ليبيا لكن بعض الاخوان قالوا أنهم رأوه بالقرب من القارب الذى غرق قُبالة السواحل الايطالية مع مجموعة من الشباب السودانين وقال أنة منذ فترة كان يحدثنا بأنه ينوى الهجرة الى ايطاليا من ثم بعد ذالك الى النرويج لكن ليس هنالك خبر مؤكد بأنة كان على متن ذاك القارب لذالك تكتمنا على الخبر حتى يتثنى لنا البحث عنه من ثم نقرر ماذا نفعل .
عندها تأكد لى دون ادنى شك ان تلفون صديقى الكردفانى قد لن يرن مرةً أخرى للأبد وأن صديقى الوفى الصدٌوقٌ قد تكون رحلة أبدية صداها أحزان وآلام غير منسية وقبل أن تُبارحى ُظنون الخوف والشك من المجهول
جاءنى الخبر اليقين
أن صديقى من الغارقين
وإن الفراق فراقاً مبين
اسأل الله رب العالمين
ان يكون مع الخالدين
بهذة الابيات نعيةُ وهكذا قال لى الاصدقاء أنهم رأوة عند مرسى قوارب الموت بسٌويعات قبل الابحار ولاكنهم ما كانوا يدرون أن الكردفانى ومن معه من ابناء بلادى إنهم في رحلهة أبدية لن يعودوا منها ابداً الى أرض الوطن .
ولقد أعلنت المنظمة الدولية للهجرة في جنيف بتاريخ 17/9/2014 م والتى كانت قد اكدت بدأها تحقيقات للوقوف على ملابسات غرق مركب يحمل مايقارب 500 من المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط من جنسيات مصرية وفلسطينية وسودانية أعلنت أنها استمعت اليوم في جزيرة كريت إلى شاهد مصري نجا من سفينة الموت وكان ضمن ركابها منذ انطلقت من ميناء دمياط في مصر وحتى قام المهربون بإغراقها عمدا في عرض البحر بعد مشادة مع الركاب الذين رفضوا إجبارهم على تغيير المركب إلى مركب أصغر وغير صالح للإبحار.
عودوا الى وطنكم يرحمكم الله أيها الشباب خيراً لكم من قوارب الموت المجانى قبل أن تغرقوا وتُدُفن أحلامكم في قاع البحار والمحيطات عودوا الى الوطن رقم الاوضاع الاقتصادية المتدهورة ولاكن يجب أن نصبر ونساهم في دفع عجلة الاقتصاد من خلال المساهمة في الانتاج عسى ولعل أن ينصلح الحال بدلاً من الغرق على قوارب الموت أن مأساة صديقى الذى غُبر في البحر وغُبرت معة كل أحلامة إنها مأساة كل الشباب السودانى الذى يناضل جاهداً تأمين مستقبلة بشتى الطرق فأتمنى من الله أن يعى جميع الشباب الدرس أن البحر وقوارب الموت هى ليستُ الوسيلة الأنسب للهجره حتى لا نراهم عند قوارب الموت قبل سُويعات الهلاك
لعمرك ماضاقت بلاد بأهلها
ولاكن أخلاقُ الرجال تضيقُ
مصطفى ضيف الله بحر
لك التحية أخى الحبيب مصطفى وانت تحمل هم اولائك النفر الكريم من الشباب الذين يبحثون عن سبل العيش الكريم فى بلاد الاحلام كما يعتقدون ، ولكن على حساب المغامرة والمجازفة بأرواحهم وهذا لا يتسق ورؤية الاسلام الذى يوجب على الانسان أن يحافظ على نفسه ولا يوردها موارد الهلاك المحقق يقول تعالى:(وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (195)البقرة.لذلك ندعوهم أن يوطنوا أنفسهم وأن يحسنوا إن أحسن الناس وأن يسلكوا سبل السلامة لتحقيق أحلامهم المشروعة.