ثقافة وفنون
عندليب قصر الشوق “زيدان إبراهيم” .. جميل ماسألناه .. لكنا هويناه
ظروف عصية
وحب الغناء يسري مجرى الدم في روح (فراش القاش) لذلك لم يأبه الشاب “زيدان” لكل المتاريس والعقبات التي وقفت في طريقه ابتداءً من معارضة ذويه وعدم اختياره في احتفالات (معهد بخت الرضا) لعدم صلاحية صوته، لكنه لم ييأس ولم يفقد الأمل حتى أجيز صوته بالإذاعة في العام 1963، وذلك في أغنيتي(بالي مشغول يا حبيبي) و(بيني وبينك والأيام)، وكان حب الفن والغناء حاديه لم ينسرب عن مسار الأغنيات، فقد عزفت معزوفة مستقبله وهو مازال غضاً عندما خيره (مدير المدرسة بين الغناء والدراسة، فاختار طريقه دون توانٍ أو نكوص. فقد كان الأستاذ “رحمي محمد سليمان” محقاً عندما أطلق عليه لقب ( العندليب الأسمر) .
ولأن “زيدان” وضاح المحيَّا .. تكاثف الكثيرون من “عمر الشاعر”، “التيجاني حاج موسى” “عوض أحمد خليفة”، “عبد الوهاب هلاوي”، “أحمد زاهر”، “جعفر عثمان”، “عزمي أحمد خليل”، فقد كان منزله قبلة لمحبيه وسكان الحي والعازفين والمعجبين .
ثمة غلادة شفافة تربط بين الأستاذ “التيجاني حاج موسى” والفنان “زيدان إبراهيم” اللذين ارتبطا بحب زائد لأمهاتهما ترجم من خلال الأغنيات. والفنان “زيدان” كان لصيقاً بأمه يجمعه حنين بها جارف حتى الممات، بنى صومعة من الحب بجوارها وعاش.
وداعاً فراش القاش
ولأن العندليب الساحر “زيدان إبراهيم” تطول أغنياته وأقاصيصه .. صارت ذكراه غصة في حلق الأغنية السودانية.. بل عبرة سدت أنفاس شباب السبعينيات والثمانينيات.. وذلك الجيل الذهبي حينها .. ولم يتوقف في نثر الحب في أم درمان بل انتقل لينطلق عبيره ويسكن بمنطقة ( الحاج يوسف)، إلى أن يتوفاه الله (في الليلة ديك) خارج السودان ويصبح (قصر الشوق) خالياً تطوف بين أطلاله (فراش القاش) و(أخونك) (غرام الروح) و(أكون فرحان) وصويحباتهم وفي (بعدك ياغالي).
المجهر السياسي
خ.ي