رأي ومقالات

عبد الباقي الظافر: تركت الخرطوم، وباتت تمارس (البزنس) من القاهرة..داعر- بشهادة- إلا أنها كانت تترفع في خياراتها

ولجت ماجدة إلى الصالة الداخلية لمطار الخرطوم.. عيناها تمسحان المكان بهدوء.. تبحث عن صيد ثمين.. توقفت عند كهل بدين يقبض بكلتا يديه على حقيبة سوداء.. يبدو أنه من تجار المواشي، الذين يزورون القاهرة في رحلة الشتاء والصيف.. هذا الصنف من الناس يتصف بالبخل والشعبوية في التعامل.. في الركن الشمالي وقع بصرها على رجل في بداية الأربعينيات.. ربطة عنقه الأنيقة توحي أنه دبلوماسي.. ربما شخصية سياسية مهمة.. جلست في المقعد المقابل.. لم ينتبه الرجل، وكان يمرر بنانه على هاتف محمول صغير وجميل.. أجرى مكالمة بصوت خفيض.. لم تخرج بشيء غير أنه كان يتحدث الإنجليزية بطلاقة.
فتحت الشابة الأنيقة كتاباً.. بدأت مثل سيدة مثقفة.. أرادت أن ترسل هذه الصورة إلى الرجل الذي شغل عقلها.. انتبهت أنها تقلب صفحات حياتها.. كل الناس ترى في مهنتها العيب.. المجتمع يراها جانية.. مهنة (مومس) لا يمكن الدفاع عنها.. ولكن بمرور السنين طبعت ماجدة علاقتها بالعيب.. أحيانا تدافع عن عملها.. تقنع نفسها أن الدعارة مهنة مثل غيرها من المهن.. وحيناً ترى نفسها ضحية مجتمع طبقي لا يحترم إلا الغني.. لا شيء غير جمالها يمكن أن يمنحها هذه القوة.. لهذا تخشى من المستقبل عندما تذر رياح العمر هذه الطلة الجذابة.
هرول الناس إلى بوابة العبور نحو الطائرة المصرية.. ماجدة وفتاها لم يتعجلا.. في هذه اللحظة رمق دكتور صلاح الشابة التي جعلت شعرها ينساب كيفما يشاء.. أدركت ماجدة أن ضيفها وقع في الفخ.. عاجلته بابتسامة تحمل كل صنوف الإغراء.. حاول الطبيب النفسي أن يبدو خفيف الظل، وقال” لا أعتقد أن الطائرة ستطير دوننا”.. ابتسامة أخرى من الجميلة.. كانت دائما تخشى من أن تخذلها لغتها مع قبيلة المثقفين.
بعد قليل مضى كلاهما إلى الطائرة.. كل منهما كان يتمنى أن يجاوره الآخر.. صلاح رأى فيها فتاة الحلم التي لم يجدها في كل إجازته بالخرطوم.. كان يبحث عن زوجة بمواصفات خاصة.. سودانية جميلة ومتحررة.. ها هو يجدها في اللحظات الأخيرة قبل عودته إلى مقر إقامته في تلك المدينة الإنجليزية الباردة.
ماجدة رغم أنها داعر- بشهادة- إلا أنها كانت تترفع في خياراتها.. صنعت شبكة من زميلات المهنة.. ولكل مقام مقام.. تركت الخرطوم، وباتت تمارس (البزنس) من القاهرة.. في هذه المدينة الضاجة سعة وبراح وحرية.. لا تدري لماذا تمنت أن يكون صيد الليلة من نصيبها.
جلسا متقاربين.. ران صمت طويل.. سألها إن كانت هذه زيارتها الأولى إلى القاهرة.. ابتسمت- ساخرة- وأكدت له أنها تزور القاهرة شهرياً.. عندما رأت تعجب الجار أكدت له أنها سيدة أعمال.. قدم لها نفسه، إنه طبيب تخصص في الطب النفسي في جامعة لندن، ثم تزوج أسكتلندية ماتت قبل عامين في حادث حركة، وتركت له طفل دون العاشرة.
عندما هبطت الطائرة مصر صحبت فتاها.. لم تنتظر دعوة وأكدت له أن شقتها ترحب به ضيفاً عزيزاً.. في عربة التاكسي بدأ هاتفها يرن ويرن.. حيناً تتكلم، وحيناً تتجاهل النداء.. في مدخل العمارة طلبت منه خمسمائة جنيه مصري.. أشعلت سيجارة، ثم دخلت الحمام حتى تتهيأ لليلة حمراء.. شعر الضيف بانقباض ورغبة في التقيؤ.. مضى إلى (البلكونة) الصغيرة، ولكن رائحة الدعارة كانت تطارده.. عاد إلى الصالة، وحمل حقيبته الأنيقة وولى هارباً، من امرأة أرادها زوجة، وأرادته صحبة راكب.

عبد الباقي الظافر– التيار السودانية

‫13 تعليقات

  1. عبدالباقى الظافر
    اسم يتلألأ فى سماء القصة القصيرة
    ودى بعد مايقروها برضو يفطروا بى زبادى مع الوالى ود الخدر ؟!

  2. يا عبد الباقي الظافر قلت كده احسن بدل المجمجة البتسوي فيها انت وصاحبك حسين خوجلي

  3. للاسف بات هذا هو طابع كثييير جدا من السودانيات …. دعاره ومجون علي مستوي العالم … اي بلد اشتهر بالدعاره الا السودانيات علي راس الهرم كمثال الامارات البحرين مصر لبنان وحتي السعوديه ناهيك عن الدول الاوروبيه وامريكا

  4. ياشباب ركزوا شوية الموضوع فيهو تورية سياسية لا تذهبوا بعيد وتتناولوا دعارة السودانيات والكلام الفارغ الموضوع دعارة سياسية

  5. [COLOR=#4A4A0A][SIZE=4]لماذا ندفن رؤؤسنا في الرمال
    ظاهره موجود في مجتمعنا وان حاولنا التهرب منها
    الافضل الاستماع له من بيننا قبل سماعه من غيرنا[/SIZE] [/COLOR]