رأي ومقالات

د. حسن التجاني : الجماعة قالوا أكلوا أكل الحجيج !!

[JUSTIFY]فضيحة كبيرة… وعقوبة أكثر قساوة وألماً ووجعاً صدرت من لجنة الشكاوى السعودية في حق مسؤولي الحج السوداني بأن صدرت ضدهم عقوبة بكلمة مرة لو أطلقوها في محيط لتغيّر لونه وطعمه سواداً ومرارة.. «عيب عليكم»!!
٭ والله فعلاً عيب وعيبين خاصة أنكم سودانيون للأسف… السودانيون الذين اشتهروا بالكرم وحسن الضيافة… أن يشكوكم الحجيج في الأكل للسلطات السعودية.. عيب والله عليكم وعليهم… لكن يبدو أن الظلم بلغ حده بهم… لو لم يصبروا ويكتموا حتى يعودوا.. لكنهم يدركون أنهم بلا فائدة لو انتظروا فلن يجدوا من يحاسب ويعاقب.. وأفضل لهم أن يشتكوهم في بيت الله للسعوديين.

٭ الأخبار طفحت على السطح عبر الوسائل الإعلامية في هذا الأمر.. فهو جد عيب وفضيحة.. كل سنة وكل المصيبة أكبر وألعن… وكله مقدور عليه كمان جابت ليها أكل أكل حق الحجيج فهذه بحق مصيبة.

٭ ما لكم وما لهم.. كانوا ماكلين من حر مالهم وعايشين كويسين.. لكنهم كانوا يعانون أصناف العذاب في السكن والترحيل وغيره من الأشياء… أنتم لم تفلحوا في توفير ذلك لهم.. هابشين أكلهم ما لكم؟!… خلوهم يا أخي يأكلوا براهم ليواجهوا مأساتهم السنوية التي تتسببون فيها لهم.. وهم لا حول لهم ولا قوة.. ألف وأربعمائة ريال كافية لإطعام أسرة كاملة في السعودية لمدة شهر كامل ناهيك أن تطعم فرداً واحداً فقط… والله مع كلمة عيب يجب أن أضيف كلمة «حرام عليكم»… نصف فرخة الدجاج بالرز بمبلغ خمسة عشر ريالاً فقط.. ولو افترضنا الحاج بيأكل دجاجاً في الوجبات الثلاث خلال اليوم تكون حصيلته مالياً في التكلفة خمسة وأربعين ريالاً في اليوم في عشرة أيام فقط.. وتكون الجملة أربعمائة وخمسين ريالاً.. لا حول ولا قوة إلا بالله… قول شرب معها روب يومياً وبارداً.. لا يمكن أن يصل المبلغ لأكثر من سبعمائة وخمسين ريالاً فقط… هذا ربح خرافي دون أن تأكلوا أكلهم وتهضموا حقوقهم بالطبع.. هذا حسب ما ورد بالصحف ولا علم لنا بحقيقة الأمر.. وهذا ما توفر وما اعترف به المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد بالخرطوم حين أعلن معاقبة متعهدي الإطعام حالة ثبوت إخلالهم بالعقودات الموقعة لإطعام حجاج القطاع.. لكن المؤسف أن ذات المجلس عزا ذلك لضعف تجربة المتعهدين في المهمة، وهذا في حد ذاته عذر أقبح من الذنب… مما يجعل ذلك سهلاً ومباحاً أن نسأل لماذا أصلاً صدقتم لهم بالمهمة هذه وهم غير أصحاب خبرة ودراية؟… وهل انعدم من هم بكفاءة أن يقوموا بهذا الدور وهذه المهمة حتى تسمحوا لعديمي الخبرة والمعرفة بتولي هذا الأم؟… بالتأكيد هي أسئلة مشروعة تفتح الباب لما بعدها من تساؤلات كثيرة ربما تصب في خانة الإجابة الصعبة التي تقود للنتيجة المرة… «لا قدر الله طبعاً».

٭ أوسخ المعسكرات في الحج هو المعسكر السوداني وأكثرها فوضى هو السوداني.. والحاج السوداني هو الأكثر إهمالاً وهواناً وسط حجيج بيت الله الحرام… لإهمال لجانهم المشرفة عليهم… كل المعسكرات بالحج تكون نظيفة ومرتبة ومهذبة… إلا أن لجان النظافة يعانون أشد معاناة من سوء هذه المعسكرات السودانية.. حتى أن الإخوة السعوديين يشكون مرَّ الشكوى لنا منهم.. هذا الشعب العريق كيف يكون بهذه الصورة غير المشرفة… ونعجز عن الإجابة ونخجل ونستحي، بل نتحسر ونندم على هذا الحال السيئ الرديء.

٭ صدقوني لن ينصلح الحال إلا إذا غيّر هؤلاء ما فيهم من أنانية «ولف ودوران» واستهتار وأخذوا الأمر مأخذ الجد والولاء لله أولاً وأخيراً…

٭ ولن ينصلح الحال لأن الناس هناك لا يريدون إلا من رحم الله فيهم، فهؤلاء يخافون الله لكن الآخرين هم الذين يسيئون إليهم.. وفي النهاية هي مسؤوليتهم أيضاً.. لأن بيدهم أن يصححوا مسار العملية برمتها كلها لكنهم أحياناً لا يفعلون… وحينها نحن «مكتوون»… أخشى أن يرفع الحجاج الأكف للسماء وهم بين يدي الله الذي قصدوه زيارةً ومحبةًَ لرسوله وطاعةً لله تعالى.. بأن يخسف الله بكل من تلاعب بقوت الحجيج وأكل لقمة منه دون وجه حق فيستجيب الله لهم… وما ذلك على الله بغريب ولا بعيد.

٭ اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت يا رحمن يا كريم.

٭ عيب والله يا جماعة… كلمة حارة تحرق في الجوف.. لا حول ولا قوة إلا بالله… لأنها شملت كل الشعب السوداني وكسرت شوكته.
«إن قُدِّر لنا نعود».

صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. الله وعيب كبير تخيل ياعزيزى لو كان اعطوهم 1400 يمكن ان يعيش عيشة ملوك هنا فى السعودية وبحكم انى اقيم فى مكة لم ارى حجاج يعانون مثل الحجاج السودانيين تخيل الواحد لو بياكل دجاج بس كماذكرت برجع بباقى المبلغ السودان لان احسن الدجاج هنا فى مكة من مطعم البيك ب12 ريا ل فقط حسبى الله ونعم الوكيل