رأي ومقالات

د. ناهد قرناص: المصريون هذه الايام لم يراعوا فينا الا ولا ذمة ,,, أطلقوا فينا لسان أعلامهم الجاد والهازل معا

رجاء لا يحدثني احد عن ثورة اكتوبر أو ابريل ,,,أو ثورة عرابي أو الثورة المهدية او الفرنسية ,,,او حتى الثورة بالنص ولا الثورة بالشنقيطي ,,,,عندما لم اكتب عن يوم الحادي والعشرين من اكتوبر ,,كان ذلك متعمدا حتى اتحاشى أي استفزاز يقودني الى تفريغ ما احس به من غضب ,,,,

ولكني تذكرت اليوم ما قاله لي ابني الصغير يوم أن طلبت منه ان يذهب معي الى بيت الحاجة رحمها الله للقاء أخوتي ,,قال لي (يا ماما انا تعبت من حديث الذكريات بتاعكم دا ,,أصلو مافي بكرة؟؟ كل حاجة زمان ,,زمان),,,,عيب الاطفال أنهم لا يكذبون ولا يجملون الواقع ,,,,وكما تعب ابني تعبت انا من ترديد الذكريات واستعادة ذكرى الثوارت التي تألقنا فيها ونعيش تلك (الوهمة ) ليوم واحد في السنة ثم نعود لنندب حظنا وامالنا ,,,

تعبت حقيقة من تذيلنا لركب الشعوب ومن اننا أصبحنا (ملطشة الاعلام الخارجي) ولا زال التلفزيون يغني (الفينا مشهودة),,,نعيش اسؤا الظروف ونتعرض لاردأ انواع المعاملات فقط لاننا سودانيون و(عارفانا المكارم انحن بنقودها),,, ,,

وصديقتي تسافر لحضور مؤتمر في جنوب افريقيا ,,تقف في صف طويل في بنك لتحول تلك الدولارات التي جمعتها بعد جهد جهيد ,,عندما تصل الى النافذة تمد يدها بالجواز السوداني ,,,يطيل الموظف الجنوب أفريقي نظره الى الجواز ثم يرفع بصره اليها ويسالها (هل أنت من دولة شمال السودان ؟ ام من دولة جنوب السودان؟) ,,ترد بثقة (من شمال السودان),,فيعيد الجواز تلقائيا اليها معتذرا بأن القانون واضح ,,لا يمكنه استلام دولارات من شمال السودان ,,,,

عادت تجر اذيال الخيبة ,,اضطرت الى أن تطلب من احدى زائرات المؤتمر من موزمبيق أن تذهب لتقف في الصف لتبديل العملة ,,,و (أنا سوداني انا ),,,,ويصدح الراحل وردي قائلا (ما لان فرسان لنا بل فر جيش الطاغية),,,كذب صراح وتزييف للتاريخ ,,خدعنا به انفسنا طوال هذه السنين,, صحيح أنهم لم يهنوا ولم يلينوا ولكن في المقابل كذلك جيش الطاغية لم يفر بل حصدهم بالعشرات وماتوا وتساقطت جثثهم كجراد منهمر ,,,,

أذكر ان احدهم قد سألني هل انتم حقا احفاد من أبدع من قدماء النوبة وحكموا العالم ردحا غير قليل من الزمن؟؟ ,,أؤلئك الذين بنوا الاهرامات وخلدوا عبر التاريخ؟؟؟أين ذهبت دماء هؤلاء الاجداد؟؟ هل ذابت عبر الزمن ام طرات عليها عوامل التعرية ؟؟؟,,,,

فجاة اتفقت لمبة عبقرينو مع سعدية النكدية ان هذا الشعب ,,شعب محور وراثيا ,,,أضيفت الى حمضه النووي ,,جينات غريبة مثل الاستسلام والخضوع وتقبل أي شئ ,,,,والا كيف تفسرون علاقتنا بمن نتغني بسيرتهم كل يوم ؟؟؟كيف ندعي الانتماء لهم ونحن لا نشبههم ولا فيهم ملامحنا ؟؟؟

ولا يزال العملاق يصدح (حين خط المجد في الارض دروبه ,,عزم تهراقا وايمان العروبة ,,عربا نحن حملناها ونوبة ),,,,اسمع هذه الكلمات ويقفز الى ذهني المثل المصري الذي يقول (اسمع كلامك أصدقك ,,أشوف أفعالك أستعجب ),,,,

والمصريون ما شاء الله عليهم هذه الايام لم يراعوا فينا الا ولا ذمة ,,, أطلقوا فينا لسان أعلامهم الجاد والهازل معا ولم ينعم الله علينا سوى ببعض (الطنطنات ) هنا وهناك ,,فاجتمع الامرين وانطبق علينا ذلك المثل الذي يقول (وظلم ذوي القربى أشد واكرب ),,

ولكن تلك هي قصة اخرى,,,, متى نفيق من هذه (السكرة) وتاتي الفكرة ؟؟؟متى نتوقف عن ترديد الشعارات والاهازيج ونعمل لنخرج من هذا النفق الذي لا يبدو أن له منفذ الي ضوء الشمس؟؟ متى نقف مع انفسنا وقفة جادة فالحقيقة هي الشافية وان كانت مرة ,,,ووو ( من غيرنا يعطى لهذا الشعب معنى ان يعيش وينتصر ) وووصباحكم خير

د. ناهد قرناص

‫2 تعليقات

  1. الرك عليكم انتو يادكتورة وكل الاعلامين لماذ لاتردو عليهم بالمثل وتردو الصاع صاعين

    انتم من سمح لهم بالتطاول ومن قبلكم كل الحكومات التى حكمت البلاد

    حلب جهلاء يعتقدون اننا نتبع لهم ويعاملون السودان كانه حديقة خلفية لهم

  2. نعم المشكله مننا وفينا .. لكن السؤال. ياابو احمد
    ا
    اين دور الاعلام والحكومة فى التصدى لجهل الاعلام المصرى واستخفافه بنا دور خجول ضعيف