رأي ومقالات

صلاح أحمد عبدالله : في الليلة .. ديك؟!

[JUSTIFY]نعم.. في تلك الليلة أخذت المعارضة (شاكوشاً) كبيراً.. انطلقت إلى أرض (المحنة) لتجمع شتات نفسها.. بعيداً عن أرض المعارض ببري.. التي كانت تحتفل بالمؤتمر العام.. للحزب الحاكم.. الحضور أكثر من (150) شخصية من مختلف الدول والمنظمات من (60) دولة كما قيل لنا.. التكلفة بموارد (ذاتية) من السادة المؤتمرجية، كما قيل لنا أيضاً.. ويطلبون منا بكل (قوة عين).. وصرة جبين أن نصدق..؟!

* طبعاً سنصدق مرغمين.. مش هم الحكومة.. والحزب.. أو حزب الحكومة..؟!!
* طبعاً الموجودين بأرض المعارض أكثر من (6) ألف مؤتمرجي.. ومؤتمرجية وطنية.. القاعة مضاءة جيداً تكشف حجم الضيوف في المقاعد الأمامية.. والمنصة يعتليها أعمدة الحزب وعُمَدُه.. وكحركة إسلامية.. الرجال والشباب في جانب.. والنساء والشابات في جانب آخر..!!
* الإضاءة وضحت بجلاء حجم وذوق الأناقة في الملبس عند الجميع.. والجلاليب البيضاء الناصعة.. والملافح والشالات المزركشة بألوان زاهية تخطف الأبصار.. الأحذية والمراكيب اللامعة التي ما تركت (دابة) على الأرض إلا أخذت بنصيب منها.. (العصي) الأبنوسية والعاجية المزخرفة بشتى الرسومات.. الشباب ببدلهم الكاملة أو السفاري.. أما النساء والشابات فكانت ملابسهن ذات حشمة إسلامية.. وألوانها من كل طيف ولون.. كان الجميع في (الليلة ديك).. يعيشون مهرجاناً كاملاً من الألوان..؟!!
* الإضاءة حتى في التلفزيون الذي التقطنا منه (المناظر والصور).. كانت تبين الخدود الموردة.. ذات اللون البمبي الجميل.. الذي يدل على (الدعة) والاستكانة.. وعظم الترطيبة.
* طبعاً كما ذكرنا من قبل.. كل القوم هؤلاء وضيوفهم محتاجين لأكل وشرب (وترحيل) وسكن خاص.. وحراسة.. (وجازولين وبنزين).. وهدايا.. وجولات سياحية (أين يا ترى)؟!
* هل سيتجرأ (أحدهم) ويأخذ هؤلاء الضيوف إلى سوق ستة.. وجنوب الاستاد وبالقرب من جاكسون.. سوق كرور.. وأسواق قدر ظروفك.. وسوق (الله كتلا).. والكثير من الأسواق الطرفية (السياحية).. ليعلموا أن (المعدة) السودانية في هذا الزمان قادرة على هضم الزلط.. وأن الأطفال الذين يلعبون هناك.. هم الدليل الناطق على أن الإنسان فعلاً خلق من طين..!!؟.. وأن (الماء) هناك صالح للشرب وللأكل أيضاً لما يحويه من طحالب وحشرات صغيرة.. تختفي في البطون تحت شعار (أصغر منك دوسو)!!.. وألا ضير.. إذا سكنت وأكلت وشربت ونمت.. وقضيت حاجتك في مكان واحد.. وفي وطن ذهب ثلثه جنوباً..؟!!
* في الليلة ديك.. جاءت الأخبار تقول إن أعداداً مقدرة من الحضور (هناك) شرق الخرطوم.. قد أصابتهم حالات من التسمم.. لم أستغرب للأمر رغم تأكدي أن لجنة الطعام في مثل هذه المناسبات تكون قد رمت بأقوى (عيدانها) في مكان ممتاز.. ولكن كما تقول بعض (العادات) فيبدو أن (عيون البعض) الجائعة والمجرومة قد رمت بسهامها على أرض المعارض.. وهي ترى (أرتالاً) من الطعام والشراب تدخل إليه تحمله تلك العربات الأنيقة.. والرائحة تملأ شارع المعرض.. مما أصاب الكثيرين من الستة آلاف بوجع البطن..!!.. ترى لو أصابهم إسهال.. أو قئ كيف سيكون الحال في تلك (الأراضي).. والخرطوم أصلاً تعاني من مشكلة نظافة.. مع كثرة نفاياتها التي كادت تسد بعض الطرقات..!!
* على العموم سنتحمل.. الإسهال أو القئ.. ومستعدون كالعادة لتحمل تبعات أي رسوم (رسوم تسمم) من أجل علاج المؤتمرين.. وضيوفهم.. خاصة أنهم (ضيوف) على ولايتنا (الأم).. ووالينا الهمام.. الذي أظن متأكداً أنه سيقوم بواجبه (هذه المرة) أمام ضيوفنا.. لتبييض وجه الحكومة.. ومؤتمره الوطني..؟!!
* في الليلة ديك.. ومن المناظر الجميلة في شارع المعرض.. وذلك الفناء العريض الفسيح جداً كمية العربات الحديثة التي اكتظ بها المكان.. من مختلف الأشكال والألوان والأنواع والموديلات.. مناظر رأيناها من الشارع العام.. تدل على عظمة وثراء حزب الحكومة.. ويقولون لنا بعد ربع قرن من الزمان.. إن الموضوع (شيرنق)؟!!
* وهناك في أرض (المحنَّة).. كانت المعارضة تجتمع لتتوحد.. كان معهم كمال عمر المحامي..
* وفي أرض المعارض ببري.. كان يوجد الشيخ الدكتور.. الذي أحسن الجميع استقباله..
* وفي الشارع العام.. كنا مجموعة من البشر داخل حافلة.. في طريقنا إلى منازلنا..؟!!

صحيفة الجريدة
ت.إ[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. يا سلام يابو صلاح اجمل وصف للمؤتمر قرأته ورأيته من خلال حروفك الناطقة بالصور عافاك الله فعلاً البلاغة في الإيجاز كأني في وسطهم اسمع وآكل وأصاب بالقيء