رأي ومقالات

فهد بن جليد: تكريم شعبي بالسعودية لطبيب استشاري سوداني !

سأروي لكم اليوم قصة الطبيب السوداني (برعي)، والتي تحمل في طياتها معاني عظيمة لا يمكن تجاوزها لأنها تعكس الوفاء المتبادل والكبير بينه وبين أبناء قرية (وادي آل حسين) التي تقع في أقصى جنوب المملكة وتحديداً في منطقة (بالأحمر)!.

الإنسان السعودي (وفي) بطبعه وفطرته، لن تغيره المدنية، ولن تلغي مشاعره وتيرة الحياة (العصرية والمتسارعة)، وهذا ما ينتظر أن نشاهده (مساء اليوم) في الرياض عندما يتم تكريم (الدكتور برعي) من عدد من أبناء القرية بالرياض، فمالسبب؟!.

القصة كما يرويها لي بعض أبناء القرية: إن الطبيب (السوداني) عمل في مستوصف قريتهم (الوحيد) كطبيب عام لمدة – عشرين عاماً – لم يكن فيها طبيباً فقط، بل اختلط بأهل القرية الذين يقدر عددهم بنحو (3 الآف مواطن) ليعرفه الجميع حاضراً في المناسبات، متقيداً بالعادات والتقاليد، مساهماً في كل عمل يقوم به الأهالي، كان الطبيب (برعي) يزور (عجائز القرية) في منازلهنّ برفقة زوجته – رحمها الله – ليقدم لهن الرعاية المنزلية البسيطة، ويعطيهن – إبر الأنسولين – ويتابع حالتهن، عندما يصعب وصولهن للمستوصف!.

تحول الطبيب (برعي) إلى ملجأ – لكبار السن – ليعبروا له عما يضايقهم من تصرفات بعض أبنائهم ومن صعوبات الحياة التي تواجههم ليبحث لهم عن الحلول؟ يتذكر أهل القرية أن الكثير من (الأبناء) صلح حاله، بعدما تدخل الطبيب ونصح الابن، وحذره من خطورة العقوق على صحة الأب أو الأم، من هنا تدرك أن (برعي) ليس طبيباً فحسب؟! فقد أثر في (جيل كامل) من أبناء القرية، ليكملوا دراستهم، ويصنعوا مستقبلهم بأيديهم، وبدأ بنفسه كأول من يسافر لإكمال الدراسة خارج القرية!.

عندما غادر الطبيب عام 1426هـ لإكمال دراساته في الطب في (مصر وكندا وألمانيا) عم حزن شديد أرجاء القرية وشعروا أنهم خسروا أحد – أبنائهم المخلصين – انقطعت أخبار الطبيب الإنسان (برعي) على مدى 10 سنوات تقريباً!.

قبل (سنة) اكتشف أبناء القرية عن طريق (تويتر) أن طبيبهم، عاد للعمل في الرياض بعد أن أكمل دراسته بالفعل، وهو استشاري في أحد مستشفياتها، تواصلوا معه وزاروه وزارهم!.

اليوم الخميس سيكون موعدا لتكريم هذه الشخصية في إحدى (الاستراحات الخاصة بالرياض)، وسيتم نقل الحدث لأبناء القرية عن طريق (سكايبي) حيث ينتظر أن يتداخل بعض كبار السن ليعبروا عن شكرهم مجدداً (لبرعي)!.

أرجو أن تصل هذه القصة ومعانيها العظيمة إلى أسماع كل (طبيب سعودي) يرفض العمل في الأطراف، وبعيداً عن المدن، فنحن من يجب أن نصنع الفارق (لوطننا)!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

فهد بن جليد -صحيفة الجزيرة السعودية

‫10 تعليقات

  1. [FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=4]منذ اثنا عشر عاما وانا في المملكة تجدني أبحث عن تفسير واحد لذلك الحب الكبير والاعجاب من أبناء الشعب السعودي للشعب السودادني , والعكس بالعكس, وقصة الطبيب برعي هي واحدة من عشرات بل ومئات القصص التي تحكي عن حب متبادل ما بين هذين الشعبين الكريمين الاصيلين .[/SIZE][/B][/FONT]

  2. شكراً أبناء القرية وشكراً ايها الطبيب الفاضل فلقد رفعت جباهنا عالية بتكريمك
    وفقك الله

  3. [SIZE=4]الطبيب المعني هو الدكتور برعي عدلان عبدالله استشاري القلب بمستشفى الحرس الوطني بالرياض من مواطني قرية “ود ربيعة” بمحلية جنوب الجزيرة تخرج من جامعة الجزيرة بالسودان. [/SIZE]

  4. لكم الشكر والتقدير على الثناء العطر وهذا معهود في أهل قرى باللحمر بمنطقة عسير وكل من عاشهرهم يعرفهم نبلهم وكرمهم وتدينهم الأصيل ودكتور بري هو سليل شجرة طيبة تربت على القرآن وأخوه الأكبر المهندس الدكتور مصطفى كان مدير لشركة تويوتا في مطلع التسعينات ورجع السودان وتقلد بعد المناصب لكنه كان زاهد في الدنيا فقد تركها جميعا ويسمى الوزير الداعية وهي تعتبر اسرة القرآن وعمل الخير
    ونحن نبعث بهذه التهنيئة لأهل د برعي بالجزيرة قرية ود ربيعة و أم دوينة وكل من أحبه وعرفه وعاشره فلكم التحية يأهل باللحمر ولك التحية يا دكتور برعي

    النيل العوض الحليو
    لاية الجزيرة ـ قرية السوريبة

  5. [SIZE=5]احترام السعوديين وحبهم للسودانيين لم ينتج إلا عن التعامل البسيط والتواضع والطيبة الفطرية في السودانيين
    اسأل في أي بقعة بالسعودية يوجد بها سودانيين تجد ألف برعي وبرعي
    أدام الله المحبة بين الشعبين[/SIZE]

  6. ليس تبخيسا لعمل الطبيب . لكن لماذا لا نظهر هذا الكرم عندما نكون في السودان كلنا كمغتربين ؟؟
    هل السبب المادة؟
    ام نشعر بانا الشعب السوداني بيت واحد والغريب احق بالرعاية وإظهار المحاسن؟
    عقدة النقص واللون الأسود كما ذكر كاتب اخر؟
    كل ما ورد صحيح؟

  7. سلام عليكم
    رغم تقديري وحبي لجميع المسلمين …فإني لا أعذر السعوديين الذين يسيؤون معاملة مكفوليهم ولتجربتي الشخصية … في السنة الأخيرة يطالعنا الإعلام بأن سودانيا قد أحسن رعي الغنم ولم يبع منها شيئا…
    وأن سودانيا وجد أموالا في الطريق ولم يبلع منها شيئا …
    وأن سودانيا عالج السعوديين ولم يبخل عنهم شيئا…
    إن السعوديين يقولون هذا وكأن الأمر نادر في السودانيين وهو ضرب من الفلتات …اتقوا الله يا من تهولون الأمور لتغطوا على عيوب معاملتكم للناس … والدليل عدم رجوع الطبيب للقرية ولو لإلقاء التحية … ألستم أنتم من قلتم.

  8. [SIZE=7]ادام الله الاخوه بين الشعبين المسلمين وكل المسلمين000
    فأهل السودان يحبون السعوديه أرض الحرمين الشريفين وأهلها
    الطيبين الاصيلين 000
    ودوما على دروب الحب والاخاء نلتقى000[/SIZE]