منوعات

هل شوّش التلفزيون ديربي الممتاز؟ +صورة

[JUSTIFY]تلقى تلفزيون السودان الخميس، أربع صفعات (موجعات) الأولى بسبب فشله في استرداد حقوقه الحصرية في بث مباريات دوري سوداني الممتاز، وظفر قناة رياضية «خاصة» بعرس ختام البطولة، رغم تحذيراته التي أطلقها على شاشته، وعلى صفحات الصحف الالكترونية والورقية.
أما الصفعة الثانية، فهي اتهامه بالتشويش على بث المباراة. وهو اتهام لم يوجه اليه صراحةً، لكنه كان أول من رفع يده واضعاً إياها على رأسه متحسساً «الريشة»، مُصدراً بياناً، نافياً فيه التهمة عنه.
الصفعة الثالثة، وهي الأوجع، تلقاها التلفزيون من الداخل، فحين كانت اداراته تصارع قانونياً، لاستراد حقوقه في بث مباراة نهائي دوري سوداني الممتاز، كان عاملين فيه يقودون فريق التلفزة لقناة قوون، حسب مصادر مطلعة أكدت لـ (حكايات) أمس، إنّ أهم عنصرين من فريق تلفزة مباراة القمة يعملان بالتلفزيون، وأن هناك اتجاه قوي داخل ادارة التلفزيون للتحقيق معهم بواسطة لجنة مختصة.
الصفعة الرابعة، انتظار الإدارة الجديدة لتدخل جهات عليا ترد للتلفزيون حقه، كما حدث في السنوات العشرة الماضية، ولكن هذا لم يحدث وطال الانتظار، وربما سيطول أكثر، اذا لم يفلح السموأل خلف الله في اعادة الضبط الاداري وامساك كتابه بقوة، لأن ما يحدث منذ استلامه لدفة القيادة، يوحي بفراغ اداري كبير داخل حوش التلفزيون.
ريشة التشويش
فور اعلان قناة قوون الفضائية، تعرُّضها لتشويش متعمّد، أصدر التلفزيون بياناً عاجلاً بثه على شاشته في عرض (أحداث اليوم) الأخباري، عبر فيه عن أسفه لما بدر من إحدى القنوات الرياضية التي أرسلت إشارات وتلميحات بأن جهات داخل السودان قامت بتشويش بث مباراة الهلال والمريخ التي جرت مساء الخميس في نهائي الدوري السوداني.
وأكد التلفزيون أنه لا يتحكم إطلاقاً في إشارات البث المرسلة إلى الأقمار الاصطناعية من أية قناة فضائية وأنه لا صلة له مطلقاً بالتشويش الذي زعمته تلك القناة الرياضية. وكرر التلفزيون أسفه لعدم نقل هذا الحدث الجماهيري الكبير لقاعدة المشاهدين أياً كانت القناة الناقلة له رغم موقفه المبدئي في أحقيته في نقل المباراة بموجب العقد المبرم بينه والاتحاد السوداني لكرة القدم.
كان على التلفزيون، أن يكون أسرع عجلة، في نفي التصريحات التي نشرتها بعض الصحف الرياضية والالكترونية، منسوبة لمصدر من التلفزيون، قبل يوم من المباراة، أكد فيها عزمهم عدم رفع الشارة لأي قناة تنقل المباراة النهائية للبطولة، وهي ذات التصريحات التي أشرنا اليها في تقرير نشرته (حكايات) يوم المباراة، ولكن التلفزيون آثر الصمت، ليضع نفسه موضع اتهام، لأي فشل هندسي أو فني يصاحب نقل المباراة، وهو الشي الذي جعله يتحسس رأسه باكراً من أول تلميح.

سلاح العاجزين
يشرح العضو المنتدب للشؤون الفنية في الشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات) المهندس صلاح حمزة، كيفية حدوث التشويش بقوله: (يمكن ببساطة شرح ما يحدث بالمثال التالي، فعند جلوس شخصين يتحاوران في غرفة واحدة، ثم أحدث شخص ثالث في الشارع صوت مزعج، فالنتيجة أن الشخصين لن يستطيعا التفاهم، كون الثالث شوش على حديثهما، وبنفس الطريقة؛ فإن القمر الصناعي لا يستطيع التمييز بين الإشارة المرسلة إليه من المحطات التابعة لنا، ومن الإشارة المرسلة إليه من الجهة التي تشوش، والتي تكون على نفس التردد).
وحول إمكانية الحد من التشويش يبين حمزة في حديث مع الشرق الأوسط، إنه من الممكن معرفة مصدر التشويش هندسياً مع توافر بعض الشروط، موضحاً أن هناك إجراءات تقنية تفيد في ذلك، ولكنها محدودة، ففي بعض الأحيان تقوم الشركة بتقوية الإشارة الصاعدة من المحطات إلى القمر الصناعي، بحيث تكون أكبر من إشارة التشويش، ولكن هذا يتم أيضاً بدرجة ما حتى لا يحرق القمر، فهي مجرد إجراءات يستعان بها للحد من التشويش ولكنها لا تنجح كل مرة.
وفي السياق، يشبه حاتم السعدني، مهندس اتصالات في اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، التشويش بما يفعله (الهاكرز) على شبكة الإنترنت، قائلاً: (هو عملية صعبة ومعقدة للغاية وتحتاج إلى مهارة، خصوصاً نتيجة للتطور التقني لأجهزة الإرسال والاستقبال، إلى جانب مهارة تشغيل الأجهزة الحديثة والمعرفة بالترددات المختلفة).

تشويش أم فشل هندسي
ربما لخطورة الاتهام، رفض عدد من المهندسين اتصلت عليهم (حكايات) الخوض في عرض أحداث بث مباراة نهائي الدوري الممتاز لكرة القدم، وفضل من تحدث الينا حجب اسمه. مهندس بالنقل الخارجي، أشرف على هندسة احدى القنوات الفضائية قال: ان ما حدث لبث المباراة لا يمكن أن يكوناً تشويشاً متعمداً أو غير متعمد. وأوضح ما شاهدناه بالأمس يؤكد ذلك، فالشي الطبيعى في حال انقطاع الاشارة من المصدر، أو اعتراضها أن يرجع مخرج المباراة للاستديو لشرح الأمر للمشاهدين، ولكن يبدو أن الفريق الناقل للمباراة من الاستاد عجز حتى في الرجوع للاستوديو. وأضاف الباشمهندس: عندما يحدث تشويش يحدث لكامل الباقة التي تبث على القمر ولا يحدث لقناة دون الأخرى كما كان يحدث سابقاً لتلفزيون السودان أيام ثورات الربيع العربي عندما كان يبث ضمن باقة قناة الجزيرة، أما بالأمس فلم تشتكِ أي قناة ضمن الباقة التي توجد بها قنوات (البحرين والكويت وام بي سي مصر والبحر الأحمر وأنغام).
وعن تفسيراته لما حدث أجاب خبير النقل الخارجي: الذي حدث لا يعدو كونه انقطاع للاشارة من الملعب، إما بسبب أنهم لم يقوموا بعمل حجز مسبق على القمر عربسات، لذلك قام بقطع الاشارة عنهم، أو لديهم مشكلة في الأجهزة أو أن هناك مشكلة في الحيز، وفي هذه الحالة كان يجب عليهم مخاطبة عربسات في حينها لتغيير الحجز فوراً.
*- هل استعجلت قناة قوون في اصدار حكمها علي الواقعة ووصفها بالتشويش؟
نعم، التشويش ونوعه ومصدره لا يمكن كشفه بهذه السرعة، ما حدث فشل هندسي أرادت القناة تغطيته برواية التشويش، مستفيدة من التصريحات والتحذيرات التي أطلقها التلفزيون.
صورة: ‏سلاح العاجزين هل شوّش التلفزيون ديربي الممتاز؟ تلقى تلفزيون السودان الخميس، أربع صفعات (موجعات) الأولى بسبب فشله في استرداد حقوقه الحصرية في بث مباريات دوري سوداني الممتاز، وظفر قناة رياضية «خاصة» بعرس ختام البطولة، رغم تحذيراته التي أطلقها على شاشته، وعلى صفحات الصحف الالكترونية والورقية. أما الصفعة الثانية، فهي اتهامه بالتشويش على بث المباراة. وهو اتهام لم يوجه اليه صراحةً، لكنه كان أول من رفع يده واضعاً إياها على رأسه متحسساً «الريشة»، مُصدراً بياناً، نافياً فيه التهمة عنه. الصفعة الثالثة، وهي الأوجع، تلقاها التلفزيون من الداخل، فحين كانت اداراته تصارع قانونياً، لاستراد حقوقه في بث مباراة نهائي دوري سوداني الممتاز، كان عاملين فيه يقودون فريق التلفزة لقناة قوون، حسب مصادر مطلعة أكدت لـ (حكايات) أمس، إنّ أهم عنصرين من فريق تلفزة مباراة القمة يعملان بالتلفزيون، وأن هناك اتجاه قوي داخل ادارة التلفزيون للتحقيق معهم بواسطة لجنة مختصة. الصفعة الرابعة، انتظار الإدارة الجديدة لتدخل جهات عليا ترد للتلفزيون حقه، كما حدث في السنوات العشرة الماضية، ولكن هذا لم يحدث وطال الانتظار، وربما سيطول أكثر، اذا لم يفلح السموأل خلف الله في اعادة الضبط الاداري وامساك كتابه بقوة، لأن ما يحدث منذ استلامه لدفة القيادة، يوحي بفراغ اداري كبير داخل حوش التلفزيون. تقرير: حكايات ريشة التشويش فور اعلان قناة قوون الفضائية، تعرُّضها لتشويش متعمّد، أصدر التلفزيون بياناً عاجلاً بثه على شاشته في عرض (أحداث اليوم) الأخباري، عبر فيه عن أسفه لما بدر من إحدى القنوات الرياضية التي أرسلت إشارات وتلميحات بأن جهات داخل السودان قامت بتشويش بث مباراة الهلال والمريخ التي جرت مساء الخميس في نهائي الدوري السوداني. وأكد التلفزيون أنه لا يتحكم إطلاقاً في إشارات البث المرسلة إلى الأقمار الاصطناعية من أية قناة فضائية وأنه لا صلة له مطلقاً بالتشويش الذي زعمته تلك القناة الرياضية. وكرر التلفزيون أسفه لعدم نقل هذا الحدث الجماهيري الكبير لقاعدة المشاهدين أياً كانت القناة الناقلة له رغم موقفه المبدئي في أحقيته في نقل المباراة بموجب العقد المبرم بينه والاتحاد السوداني لكرة القدم. كان على التلفزيون، أن يكون أسرع عجلة، في نفي التصريحات التي نشرتها بعض الصحف الرياضية والالكترونية، منسوبة لمصدر من التلفزيون، قبل يوم من المباراة، أكد فيها عزمهم عدم رفع الشارة لأي قناة تنقل المباراة النهائية للبطولة، وهي ذات التصريحات التي أشرنا اليها في تقرير نشرته (حكايات) يوم المباراة، ولكن التلفزيون آثر الصمت، ليضع نفسه موضع اتهام، لأي فشل هندسي أو فني يصاحب نقل المباراة، وهو الشي الذي جعله يتحسس رأسه باكراً من أول تلميح. سلاح العاجزين يشرح العضو المنتدب للشؤون الفنية في الشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات) المهندس صلاح حمزة، كيفية حدوث التشويش بقوله: (يمكن ببساطة شرح ما يحدث بالمثال التالي، فعند جلوس شخصين يتحاوران في غرفة واحدة، ثم أحدث شخص ثالث في الشارع صوت مزعج، فالنتيجة أن الشخصين لن يستطيعا التفاهم، كون الثالث شوش على حديثهما، وبنفس الطريقة؛ فإن القمر الصناعي لا يستطيع التمييز بين الإشارة المرسلة إليه من المحطات التابعة لنا، ومن الإشارة المرسلة إليه من الجهة التي تشوش، والتي تكون على نفس التردد). وحول إمكانية الحد من التشويش يبين حمزة في حديث مع الشرق الأوسط، إنه من الممكن معرفة مصدر التشويش هندسياً مع توافر بعض الشروط، موضحاً أن هناك إجراءات تقنية تفيد في ذلك، ولكنها محدودة، ففي بعض الأحيان تقوم الشركة بتقوية الإشارة الصاعدة من المحطات إلى القمر الصناعي، بحيث تكون أكبر من إشارة التشويش، ولكن هذا يتم أيضاً بدرجة ما حتى لا يحرق القمر، فهي مجرد إجراءات يستعان بها للحد من التشويش ولكنها لا تنجح كل مرة. وفي السياق، يشبه حاتم السعدني، مهندس اتصالات في اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، التشويش بما يفعله (الهاكرز) على شبكة الإنترنت، قائلاً: (هو عملية صعبة ومعقدة للغاية وتحتاج إلى مهارة، خصوصاً نتيجة للتطور التقني لأجهزة الإرسال والاستقبال، إلى جانب مهارة تشغيل الأجهزة الحديثة والمعرفة بالترددات المختلفة). تشويش أم فشل هندسي ربما لخطورة الاتهام، رفض عدد من المهندسين اتصلت عليهم (حكايات) الخوض في عرض أحداث بث مباراة نهائي الدوري الممتاز لكرة القدم، وفضل من تحدث الينا حجب اسمه. مهندس بالنقل الخارجي، أشرف على هندسة احدى القنوات الفضائية قال: ان ما حدث لبث المباراة لا يمكن أن يكوناً تشويشاً متعمداً أو غير متعمد. وأوضح ما شاهدناه بالأمس يؤكد ذلك، فالشي الطبيعى في حال انقطاع الاشارة من المصدر، أو اعتراضها أن يرجع مخرج المباراة للاستديو لشرح الأمر للمشاهدين، ولكن يبدو أن الفريق الناقل للمباراة من الاستاد عجز حتى في الرجوع للاستوديو. وأضاف الباشمهندس: عندما يحدث تشويش يحدث لكامل الباقة التي تبث على القمر ولا يحدث لقناة دون الأخرى كما كان يحدث سابقاً لتلفزيون السودان أيام ثورات الربيع العربي عندما كان يبث ضمن باقة قناة الجزيرة، أما بالأمس فلم تشتكِ أي قناة ضمن الباقة التي توجد بها قنوات (البحرين والكويت وام بي سي مصر والبحر الأحمر وأنغام). وعن تفسيراته لما حدث أجاب خبير النقل الخارجي: الذي حدث لا يعدو كونه انقطاع للاشارة من الملعب، إما بسبب أنهم لم يقوموا بعمل حجز مسبق على القمر عربسات، لذلك قام بقطع الاشارة عنهم، أو لديهم مشكلة في الأجهزة أو أن هناك مشكلة في الحيز، وفي هذه الحالة كان يجب عليهم مخاطبة عربسات في حينها لتغيير الحجز فوراً. *- هل استعجلت قناة قوون في اصدار حكمها علي الواقعة ووصفها بالتشويش؟ نعم، التشويش ونوعه ومصدره لا يمكن كشفه بهذه السرعة، ما حدث فشل هندسي أرادت القناة تغطيته برواية التشويش، مستفيدة من التصريحات والتحذيرات التي أطلقها التلفزيون.‏
1414854758241

صحيفة حكايات
خ.ي
[/JUSTIFY]