الفنان ملك للجميع ويجب أن يحافظ على قوميته ولا ينجرف نحو الكيانات السياسية
{ في مدخل حوارنا سألناه عن أسباب غيابه عن الساحة؟
– رده علينا بصورة سريعة قائلاً: أنا موجود وبكثرة في الحفلات الخاصة والعامة في أجهزة الإعلام، ومازلت أقدم الجديد من الأعمال الغنائية المواكبة.
{ ما تقييمك لما يحدث في الساحة الفنية الآن؟
– الساحة قل فيها الفن الصالح، وكثرت فيها الفوضى.
{ أثناء توليك قيادة اتحاد الفنانين.. لماذا لم تعمل على حسم هذه الفوضى؟
– في تلك الفترة شرعنا في سن قوانين تم تطبيقها، أبرزها منع أي مطرب من التغني بأعمال الغير دون إذن من أصحاب الحق، إضافة إلى منع أي مطرب صغيراً كان أم كبيراً من الغناء في الأماكن العامة إذا لم يكن حاملاً بطاقة عضوية الاتحاد.
{ فترة قيادتك لدفة اتحاد الفنانين هل ترى أنها كانت ناجحة؟
– ناجح مليون مرة.. وحققت ثمارها.
{ ولكن هناك من يرى أنكم لم تقدموا شيئاً والدليل الهجوم المتواصل الذي تعرض له الاتحاد في تلك الفترة؟
– أرى من العيب أن يقال مثل هذا الكلام.. أثناء تولينا قيادة اتحاد الفنانين قدمنا الكثير ولم نقف مكتوفي الأيدي، ومن أبرز إنجازاتنا إنشاء صالة للبروفات وغيرها من الإنجازات والنشاطات، لكن للأسف الشديد هناك بعض الناس ليس لديهم سوى الحديث السالب والنقد الهادم.
{ الاتحاد في عهدك قيل إنه عاش على (الفتات) وهناك مطربون بعينهم ظلوا يصرفون على داره؟
– هذا حديث غير صحيح وأعمال الدار كنا كالعادة نسيرها من رسم الحفلات أو من رسوم اشتراكات الأعضاء، طبعاً رغم تهرب الكثيرين من الدفع.
{ ماذا عن الأصوات الشبابية؟
– توجد أصوات مميزة جداً، لكنها تحتاج إلى رعاية وتوجيه.
{ صوت تتوقع له مستقبلاً مشرقاً؟
– “طه سليمان” صوت مميز وتجربته الغنائية تسير وفق احترافية عالية.
{ ما هو تعليقك على مقولة إن الشباب سحبوا البساط من تحت أقدام المطربين الكبار؟
– هذه مقولة غير سليمة، وإن كان بعض عمالقة الغناء قد اختفوا عن الساحة لأسباب تخص كلاً منهم لكنهم ما زالوا محافظين على مكانتهم وسيرتهم.
{ هناك جدل كثيف أثير حول أجور المطربين التي أصبحت خيالية؟
– للأسف هناك بعض الناس تسببوا في ارتفاع أجور مطربين بعينهم إلى حد فاق الـ(20) ألف جنيه.
{ ماذا تقول عن انتشار البرامج الغنائية على المحطات الفضائية؟
– أنا كنت رئيس أول لجنة كونت لبرنامج (نجوم الغد)، واستطعنا وقتها أن نخرج مواهب غنائية هم الآن نجوم الساحة الشبابية، لكن في الآونة الأخيرة لم أر أية موهبة تخرجت في مثل هذه البرامج أو قدمت شيئاً يذكر.
{ الأغنية السودانية لم تجد حظها من الانتشار في محيط الشرق الأوسط؟
– الأغنية السودانية منتشرة، وهنالك مطربون سودانيون حصدوا جوائز عالمية بها، والكل يعرف الأغنية السودانية في محيط البلدان الأفريقية والعربية.
{ ما رأيك في تجربة الفنان الشاب “نايل” الذي ظهر خلال البرنامج التنافسي (The Voice)؟
– “نايل” منو و(The Voice) يعني شنو؟!
{ (The Voice) أو (أحلي صوت) هو البرنامج الأشهر في الوطن العربي ويبث على قناة (mbc)، فيه وصل المطرب السوداني “نايل” إلى المرحلة الأخيرة، وصار من ضمن الأربعة مطربين الأوائل؟
– أنتم كإعلام تعطون لمثل هذه الظواهر أكبر من حجمها.. أنا تجولت في (44) دولة حول العالم بأعمالي الفنية، وهناك غيري العديد من المطربين السودانيين أصحاب التجارب المميزة، وجميعنا لم نجد من إعلامنا ولا من الإعلام الخارجي مثل هذا الاهتمام.
{ المطربون الكبار ظلوا في حالة هجوم دائم على الشباب؟
– أبداً ليس هنالك أي هجوم من جانبنا على جيل الشباب، وإنما فقط نبدي لهم بعض الملاحظات لتصحيح أخطائهم.
{ بماذا تفسر ظهورك خلال ختام فعاليات المؤتمر العام للمؤتمر الوطني.. هل كان بصفتك مطرباً فقط أم أنك عضو بالمؤتمر الوطني؟
– مشاركتي في هذا الحدث جاءت بصفتي مطرباً، وأنا فنان قومي، ومن حقي أن أغني لأية جهة تطلب مني ذلك.
{ الانتماء السياسي للفنان.. هل يخصم منه؟
– الفنان ملك للجميع، لذلك عليه أن يحافظ على قوميته ولا ينجرف أو ينجذب لأي من الكيانات السياسية حتى لا تخصم من تجربته.
{ رياضياً.. إلى أي الكيانات تنتمي؟
– ريال مدريد في أوروبا.. محلياً لا أشجع أي نادٍ.
{ ولكنك لعبت للمريخ؟
– هذا صحيح، وكنت لاعباً ماهراً جداً وتجربتي مع المريخ كانت ممتازة، وما زالت محفورة في الذاكرة.
{ في الختام.. كلمة عن توتي؟
– توتي التاريخ والأصالة والمهد، وتكويني الفني انطلق منها.. وكل الذكريات الجميلة التي عشتها وعايشتها فيها موجودة في دواخلي.
حوار – محمد جمال قندول
المجهر السياسي
خ.ي