البرشا والريال في دوري آسيا للأبطال
من حق كل إنسان مهما كان موقعه أو مركزه السياسي أو الاجتماعي أو الثقافي أن يكون له النادي الذي يحبه ويشجعه ويقف معه ويسانده بصفته مواطناً نشأ وترعرع على عشق هذا النادي، وهو أمر قد يتوارثه الناس أباً عن جد. ولأننا، عرباً، تعودنا على «كبت كل مشاعرنا وعواطفنا» وبخاصة إذا بات أحدنا شخصية عامة، صدمت عام 1997 يوم كنت أعيش في بريطانيا وسمعت «رئيس وزرائها» آنذاك توني بلير يقول علناً وعلى الشاشة وأمام الملايين إنه من عشاق نادي نيوكاسيل… صدمت لأنني لم أتعود على مسؤول عربي إلا أن يقول أنا لكل الوطن ولست مع أحد ضد أحد وكلهم أبنائي وأنا مع المنتخب الوطني.. إلخ إلخ إلخ…. ولكن الفارق أنهم هناك لا يوجد تدخل حكومي في الرياضة ولا سلطة لرئيس الوزراء ولا غيره في الدولة على أي ناد مهما صغر أو كبر، لهذا فليصرح ليل نهار ما شاء من التصريحات فهو لن يضغط على حكم ولا على الإعلام «الحر» ولا على البرامج التلفزيونية ولا على رئيس الاتحاد ليضع له الجدول على «كيف كيفه» لأن أحداً ببساطة لن يحابيه أو يجامله أو ينافق له أو حتى «يعمله سالفة»… وهناك لا يمكن للإعلامي المنتمي إلى أي ناد أن يحور الحقائق ويقلبها ويغير جوهرها بحسب انتمائه، لأن هناك قانوناً يحاسبه بصرامة على أي كذب أو غش أو خداع للرأي العام حتى لو كان رياضياً… فلا يمكن اتهام حكم بالرشوة أو التلون من دون دليل وإلا فالقانون والمحاكم هي التي تفصل بين الشاكي والمشتكي. والمشكلة أننا في دولنا نخلط الرياضة بالوطنية بالسياسية و«نشخصن» محبتنا أو كرهنا، فتتلون أفعالنا وردود أفعالنا وحتى حقائقنا تبعاً لميولنا، وللأسف فإن ميول كل «زميل» بات معروفاً، وهذا يعني أيضاً أحكاماً مسبقة ومعلبة وجاهزة من الجماهير على أي رأي يصدر عن هذا «الزميل»، ولكن بعض زملائنا في أحيان كثيرة يدافعون عن الغلط عندما يتعلق بناديهم و«يمسحون بمرتكبه الأرض» إن كان من النادي الذي ينافسهم مع أن الخطأ والإثم واحد في الحالين. وعندما تم سحب قرعة دوري أبطال آسيا الحالية قرأت للبعض في «تويتر» وحتى في مقالات وفي بعض العناوين أن مجموعة الهلال السعودي والسد القطري والأهلي الإماراتي وسيباهان الإيراني هي مجموعة سهلة لأن السد بحسب آرائهم متراجع، وسيباهان ليس بطل بلاده، والأهلي الإماراتي يلعب أساساً في دوري ليس قوياً مثل السعودي، ومن يلعب في الدوري القوي؛ أي الهلال فدفاعه وحارسه يسمحان لأي فريق بالفوز عليه؟ ولهذا فهي مجموعة سهلة؟
المشكلة أن الكرة الأرضية كلها رأت غير ذلك، وحتى الروماني كوزمين مدرب ثلاثة أندية في المجموعة نفسها اضطر إلى أن يقول: «كان ينقصنا أن يلعب معنا برشلونة أو ريال مدريد». وأنا شخصياً وصفتها بمجموعة الموت وليس بالمجموعة الحديدية قياساً على ما تضمه أطرافها من نجوم ومدربين وتاريخ وحاضر. من حقك أن تكون برشلونياً مثلاً ولكن ليس من حقك أن تقول إن كريستيانو رونالدو لاعب «أي كلام» أو لاعب «نص كم»… ومن حقك أن تكون ريال مدريدي ولكن ليس من حقك أن تقول إن ميسي «فورة وستنتهي» فهو حرق الأخضر واليابس قبل أن ينتهي… حتماً لن أغمز من قناة ماجد عبدالله أو سامي الجابر ولكن الرأي يعم شئنا أم أبينا.
[/JUSTIFY]