هامليت الإماراتي!
طالما أن الحكم من طينة البشر، فهذا يعني أنه عرضة للخطأ؛ لأن البشر خطاؤون معادلة بدهية، يجب أن نفكر فيها ونتعايش معها، خاصة في كرة القدم التي تولّد فيها بعض الأخطاء البشرية حساسيات وخلافات وانتكاسات، وقد تسلب صاحب الحق حقه وجهده وتعبه، وقد تسهم بشكل أو بآخر في إنهاء مسيرة مدرب أو رئيس نادٍ مع ناديه، وبالتالي قطع رزق الأول، وتعكير حياة الثاني.
وكل هذا بسبب خطأ بشري مثل حكم لم ير عرقلة واضحة لمهاجم يستحق معها ضربة جزاء، ويستحق من عرقله الطرد، فأعطى المضروب بطاقة حمراء للتمثيل، وأعطى الضارب فرصة اللعب بزيادة عددية وحرم المضروب من الفوز عندما حرمه من ضربة جزاء.
وهو ما حدث مثلاً في مباراة العروبة والاتحاد في الدوري السعودي، عندما طرد الحكم لاعب الاتحاد مختار فلاتة في الدقيقة 37 بداعي التمثيل، وهو كان يستحق ضربة جزاء، فلعب فريقه ناقصاً، وخسر المباراة، وخسر معها الكثير رئيس النادي محمد الفايز والمدرب واللاعب والجمهور الذي فلتت أعصابه، وربما «فش خلقه» بأثاث بيته أو بالعصبية على ناديه جراء خطأ بشري من الحكم عامر الشهري الذي وجد نفسه بين لحظة وضحاها متهماً بالتسبب في خسارة فريق، بحجم العميد، وجاء رئيس لجنة الحكام الصديق عمر المهنا، واعترف علناً بخطأ الحكم، وهو عاد واعترف بخطأ مرعي العواجي في التسبب بهدفين على الشباب من أصل ثلاثة أهداف سجلها النصر في شباكه، أي أن الشباب خسر المباراة بخطأ بشري، بعدما كان متقدماً بهدفين، وخسر الهلال فرصة تقليص الفارق على الصدارة.. وأستطيع تعداد مئات وآلاف الأخطاء التحكيمية التي غيرت نتيجة، ليس مباراة، بل كأساً للعالم، مثلما فعل التونسي علي بن ناصر الذي لم ير يد مارادونا في مباراة الأرجنتين وإنجلترا في ربع نهائي كأس العالم بالمكسيك 1986 وحضرها 115 ألف متفرج، في عز الظهيرة، شاهدوا كلهم يد مارادونا، إلا الحكم لم يشاهدها، فكانت طريق الأرجنتين للقب.
وفي تصريحات لـ «بي بي سي» قال ابن ناصر، إنه كان يشك في أن الهدف كان باليد، وقال إنه كان وهو يركض لخط المنتصف ينظر لحكم الراية «لم يكن وقتها هناك مساعد للحكم»، وينتظره أن يقول إن الهدف باطل، كي يتجاوب معه ولكن حكم الراية لم يفعل شيئاً.
أعتقد أنه من وقتها كان يجب أن يتم تطبيق الحكم الخامس، وليس منذ الآن، حيث مازال البعض متردداً في إشراك عين جديدة تخفف من حدة الأخطاء البشرية التي ستحدث لا محالة، وأستغرب حقيقة أن يتردد الاتحاد الإماراتي مثلما تردد هاملت في اتخاذ القرار، وقرر تطبيق «الحكم الخامس»، مع بداية مرحلة الإياب، وليس منذ الآن؛ لأنه وببساطة شديدة فكل مباراة فيما تبقى من الذهاب قد تغير هوية بطل ولقب وبطولة.
[/JUSTIFY]