رأي ومقالات

أرجعوا للصحافة كرامتها..!! ولكني أعلم أيضاً أن الاستسلام شيمة الضعفاء والجبناء..

[JUSTIFY]خلال الوقفة الاحتجاجية للمحامين أمام وزارة العدل بسبب منع المعاقين من فرص الالتحاق بوظائف المستشارين في الدولة تم مصادرة حقوق الصحفيين الدستورية في تغطية الحدث وهددوا بمصادرة كاميراتهم وأجهزة التسجيل في حال معارضة قرار التعتيم.. وهذه ليست المرة الأولى التي تتم فيها مصادرة حقوق الصحافة في أداء رسالتها ودورها الرقابي كسلطة من سلطات الدولة.. بل الآن الصحافة تمر بأسواء فتراتها على الإطلاق رقابة واعتقالات ومصادرة الصحف ووضع خطوط حمراء وصفراء.. والكارثة الأكبر التأميم غير المعلن لصحافة.. الآن معظم الصحف الموجودة على الساحة صحف ممولة برأس مال حكومي وعلى مجالس إدارتها واجهات المؤتمر الوطني.. والعدد القليل المتبقي أيضاً بصورة غير مباشرة تتبع للحزب الحاكم وتعمل بأجندته ويتمتع قياداتها بامتيازات الدعم والسفريات الخارجية المتعددة ورسيبشنات الحزب الحاكم المعدة بما لذ وطاب من أموال المواطن المقهور.. فيما عداء صحيفة أو اثنين التي يمكن أن نحسبها مستقلة.. ولكنهم أيضاً يعيشون رهبة الواقع المرير ويفضلون الصدور بنصف صوت بدلاً عن الغياب في هذه الأوقات العصيبة التي تحتاج فيها البلاد لصوت الرقيب..!!
أين قبيلة الصحفيين الحقيقية الذين ينفذون الآن أجندة ناشرين ورؤساء تحرير انتفاعيين.. وهم يلاحقون الأخبار والأحداث بلا مواقف وأيدلوجية مهنية.. لماذا هذا الصمت الرهيب تجاه ما يحدث للصحافة والصحفيين.. لماذا هذا التشرذم والانقسام.. ولماذا التنازل عن حق دستوري لسلطة من سلطات الدولة.. ولماذا لم يرفع الصحفيون عريضة دعوى للمحكمة في مواجهة مصادرة هذا الحق الدستوري.. ولماذا لم يتم تنظيم وقفة احتجاجية يحشد لها كل فئات الشعب المتضررة أولاً وأخيراً من مصادرة حقوق الصحافة..؟؟
أقولها مرة أخرى أعلم أن الأجهزة الأمنية بالمرصاد لكل فعلٍ يصدر للتعبير عن مصادرة الحقوق.. ولكني أعلم أيضاً أن الاستسلام شيمة الضعفاء والجبناء.. ولو استسلموا من كانوا قبلنا لما وصلت الينا الآن ولما تعاقب على كرسي السلطة أحزاب وأحزاب.. أعلم أن الكيان الوحيد المفروض أنه يجمع الصحفيون ويتصدى ليس فقط لقضايا الصحافة والصحفيين بل لقضايا البلاد..هو كيان حكومي يستلم تمويله من الحكومة ويسير وفق مخططها المرسوم له كاتحاد يحجم الصحفيين.. الكيان الموازي أو الكيان الحقيقي الذي أسسه مجموعة من الصحفيين الشباب (شبكة الصحفيين) وكان يمكن أن يطور في اتجاه كيان قوي يصبح بعبعاً مخيفاً للحكومة بمؤسسية وانتخابات حقيقة لا تحتاج من يعترف بها.. قوبل بحملة شرسة من الحزب الحاكم عن طريق أجهزته الأمنية.. وساعد الصحفيين في (قبر) هذا الكيان بمقاطعته والآن الأجهزة الأمنية تضحك حتى تظهر نوائبها لأن الوسط الصحفي يريحها كثيراً في تحقيق أجندتها.. أحيناً بدراية وفي أحيان أخرى دونما دراية..!!
أنظروا الى الصحافة في دولة مصر التي تجاورنا.. للصحافة هناك شأن كبير في المجتمع المصري.. جميع الاحتجاجات النقابية تحدث أمام مبنى اتحاد الصحفيين باعتبار أن الصحافة هناك سلطة حقيقة وقوية تُحترم وتُقدر من قبل كل المجتمع المصري.. انتخابات نقابة الصحافيين في مصر كأنها انتخابات رئاسة الجمهورية ومجالس الدولة التشريعية.. صحيح إنهم يمرون بما تمر به جميع دول العالم الثالث من سيطرة الحكومات والتزوير والتدليس ولكني أتحدث في اتجاه آخر يعبر عن قوة الصحفيين ونزولهم أرض معركة كرامة الصحافة بالفوز تارة والخسران تارة أخرى والتأسيس لمفهوم الصحافة شعب ووطن.. لايزال أمامنا الوقت اليوم البلاد تحتاج لصحافة حقيقية أكثر من أي وقتٍ مضى.. أناشد الزملاء الصحفيين بتنظيم الصفوف والانتفاض لكرامتهم وكرامة الصحافة.

أجندة جريئة – هويدا سرالختم
صحيفة الجريدة[/JUSTIFY]

تعليق واحد