د. ناهد قرناص: صرخت السعودية ( يالله يا السودانيات تحنون طول الوقت..كيف تسوين مع البصمة الحين ؟)
تفأجات بقرار جديد يلزم كل من تجاوز السابعة عشر من المقيمين (هسع في داعي يجيبوا سيرة العمر دي؟) بعمل بصمة لأصابع اليد العشرة..ذهبت الى دائرة الجوازات ..القسم النسائي..ما ان رات يدي حتى صرخت الموظفة السعودية ( يالله يا السودانيات ..تحنون طول الوقت ….كيف تسوين مع البصمة الحين ؟) .
قلت لها بثقة (لا أعتقد ان الحنة تمنع البصمة ..فهي تخالط الجسم ولا تشكل حاجزا ) ..قالت بابتسامة هازئة ( زين يلا ورينا يا الفالحة ..الحنة اللي تخالط الجسم هاذي..حطي يدك اليمين)…وضعت يدي بثقة في الجهاز …واسقط في يدي ..لم يقبل الجهاز البصمة تصنعت عدم الاكتراث بنظرة التشفي في عينيها وهي تضع يدها على وسطها وتنظر الي…
عاودت المحاولة ..وفشل اخر …مرة اخرى …وعودة بخفي حنين من المحاولة ….اخيرا قالت لي (ها ..كيفها الحنة التي تخالط الجسم؟ اشوف انها خذلتك)…مدت يدها باناء يحتوي على سائل نصحتني ان ادعك يدي به (ما كان من الاول…غايتو جنس غتاتة؟) ..ما ان فعلت ذلك ..حتى ظهرت البصمة والحمدلله..خرجت و(قفاي يقمر عيش ) على قول المصريين …
وصوت الموظفة تقول لي (كلمي خوياتك ..ما حدا يجيني هنا وهي حاطة حنة ..ما عندي وقت انا…قال تخالط الجسم قال). طقوس زينة المراة السودانية برغم جمالها وتفردها ..تحتاج منا الى وقفة…
اعتقد ان النساء في الماضي كن يملكن من الوقت و(قلة الشغلة) ما يكفل لهن التزين بكل أريحية . اليوم يجب ان نعقد مؤتمرا جامعا لشؤون نساء السودان يتم فيه مناقشة هذه الطقوس التي تاخذ من وقتنا ومالنا ما تاخذ …وجدواها في عالم اليوم والايقاع السريع للحياة ..
كما اتضح في نهاية الامر انها قد تعيق سير استصدار الاوراق الثبوتية مثل الاقامة وغيرها. ولكن سعدية النكدية كانت متفائلة بقرار البصمة هذا …فهي ترى فيه أعفاء مؤقت من الحنة وعذر واضح امام النسابة ..(ما اتحننت عشان البصمة) فتصير هناك نظرة ايجابية لعدم الحنة ..تحل محل تلك النظرة التساؤلية والاتهام الخفي (بالبشتنة) واللعنات المكتومة التي تنالها المراة العاملة (زي حلاتنا) وتلك الهمهمات الصغيرة من الحبوبات (اريت الشغل والقريشات طايرات ..ما تسوي لك كدي حنة في كعب رجليك ديل )….
اما لمبة عبقرينو فقالت انه من الممكن ظهور نقشة جديدة اسمها (نقشة البصمة ) وهي ان يتم النقش في باطن الكف ولا تشمل الأصابع العشرة ..ومنها بالمرة تعرفي المراة المقيمة في السعودية من الجاية زيارة وكدا.
اما اقصي الأفكار الاجرامية التي جادت بها سعدية النكدية ..هي ان عدم ظهور البصمة ..يعني ان تستطيعي سرقة (الفيزا كارد) وسحب ما شئت من ماكينة الصراف ..ثم العودة بكل هدوء ..والجلوس ببراءة ويداك مخضبتان بالحناء …ودعي دائرة الاتهام تشمل الكل ..ما عدا صاحبة البصمة المحجبة والمختفية خلف طبقات الحنة التي تخالط الجسم …وووو(حجبوه من عيني والا من قلبي لا ..ما قدروا حجبوه) وصباحكم خير .
د. ناهد قرناص
[SIZE=5]بسبب الحنة حدثت لقريبتي طرفة ونحن في مصر .
كنا نسير وهي معنا وحنتها زي الليل ، شافوها أطفال مصريين واندهشوا فصاح واحد منهم : يااا بص رجليها وسخة ازاي .[/SIZE]
يعني دايرة تورينا انك مقيمة في السعودية ولا شنو
ولعلمك الحنة ما بتمنع البصمة
في جهاز ضوئي صنع خصيصا لمن يخضبن ايديهن
وبعدين السودان ده مالو ما تقعدن في لزوموا شنو مجددة اقامتك