رأي ومقالات

د. ناهد قرناص: يكاد الالم يفتك بي لو صحت المقولات التي نسبت للخال الرئاسي

تفشت في الاونة الاخيرة في كوكب المسؤولين (حماهم الله وحفظهم من كل سوء وربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم )..تفشت ظاهرة غريبة الاطوار ..اطلقت عليها لمبة عبقرينو اسم (متلازمة التصريحات) ومن اهم اعراضها حمى تعترى المسؤول عندما تتزاحم امامه الميكروفونات ويصمت الجميع ويسود الهدوء المكان ..فيبدأ المسؤول في التخبط وقول كلام ما انزل الله به من سلطان ..تسير به الركبان وينشغل به الاهل والخلان..

و يرجع هو الى بيته سعيدا بما قال وبما نثر من درر وينام قرير العين هانئ البال متمثلا بقول المتنبئ (انام ملئ جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصموا). أقرب مثال لذلك هو تصريح وكيل وزارة الخارجية السودانية ..الذي انتظره الناس طويلا لنفى ما طال الجيش السوداني من اتهامات فظيعة يندي لها الجبين ولسان حال الكثيرين يردد (اكاد أشك في نفسي لأني ..اكاد اشك فيك وانت مني )….

اذا بالسيد المسؤول يخرج ليقول لنا (انهم سكتوا طويلا عما يفعله اليوناميد في دارفور من اغتصاب وجرائم وحشية ردحا من الزمن) ..دا اسمه شنو؟؟ ..ساكن وين ؟؟ الحقيقة كنت اتوقع اي شئ الا الرد على شاكلة (انا والكاشف اخوي) هذا. الشئ الغريب ان يصدر هذا التصريح من مسؤول ..

والأغرب ان يصدر من مسؤول في وزارة الخارجية المعنية بالدبلوماسية والمفترض على منسوبيها التزام اعلى درجات الحصافة والقدرة على التعبير. أعتقد وبعض الاعتقاد يمكن الاخذ به ..ان هذا المسؤول وهو يعيش في ذلك الكوكب البعيد السعيد لم يسمع اصلا بما يحدث عندنا في كوكب الشعب الفضل ..اتته الاوامر ذات فجاة بان يذهب ويرد على تصريحات اليوناميد فالتقط كلمة اليوناميد فقط ..وخرج علينا من مكمنه وأشجى اسماعنا بقوله وتركنا نضرب اخماسا في اسداس ونضطر الى تعاطي حبوب الضغط والسكري…

ويكاد الالم يفتك بي لو صحت المقولات التي نسبت للخال الرئاسي انه قال (لم يكن اغتصاب ..بل كان هناك رضى وقبول من الطرفين)..

طيب شكلكم ما لقيتوا مأذون لزواج المسيار الجماعي ؟ ولا ديل تم اعتبارهم ملك يمين؟؟ بس نقبل ووين ونحكي الوجعة . المثال الثاني وهو تصريح المسؤولة عن ادراة الهجرة النسائية في جهاز المغتربين ..خرجت علينا ذات صباح بمطالبتها (بزيادة القيود على سفر النساء السودانيات الى الخارج وذلك لان هناك من اساءت لسمعة البلد) ..شفته كيف؟؟ ..

أعتقد ان هذه المسؤولة قد قالت هذا التصريح بدون الرجوع الى رؤسائها ..فهذا ضد سياستهم التي لا يهمها كم عدد النساء اللائي سافرن ولا ماذا يفعلن ولكن يهمها فقط جباية الرسوم ..والا كانوا سيرفضون التصديق لكل من اضطرتها الظروف للعمل بوظيفة مديرة منزل في الخليج والذي نعلم نحن تمام العلم كيف يعاملون من يخدم عندهم في البيوت ..

كنا ننتظر من جهاز المغتربين المفترض به حماية المغتربين السودانيين والمدافعة عن حقوقهم ان يحتجوا ضد هكذا وظيفة للمراة السودانية ..ولكن كالعادة يبدو اننا (كترنا المحلبية ) فالهدف المعلن لهذا الجهاز هو افراغ السودان من اهله وما بعيد يكون عايزين ياجروهو مفروش بعد الاخلاء .

اتيت بهذين التصريحين على سبيل المثال وليس الحصر وربما لكي تعيشوا معي احساس (المغسة) الذي احسه في هذه الأوقات ولكن أيضا سانقل لكم نصيحة لمبة عبقرينو لي باضافة قسم جديد الى أقسام اكاديمية التبرير عندي وهو قسم (درء الكوارث الناتجة عن تصريحات المسوؤولين ) وفيه يتم اعطاء متلقي التصريحات دروسا في التنفس بصورة عميقة لامتصاص الغضب ..ومن ثم العد من واحد الى مائة قبل اتخاذ أي اجراء عنيف تجاه قائل التصريح ..

واخيرا يتم تدريب المتلقين على كيفية ادخال حقنة (الدرب) او المحلول الملحي في يد جارك الذي قد يقع من هول الصدمة من التصريحات التي على شاكلة جبناهو فزع بقى وجع. الغريبة ان مسجل ادم كان يصدح باغنية ( ما قالوا عليك حنين ..بس نان وينها الحنية ..لا بتسال يوم عن حالي لا تشوف الباقي علي)..وووصباحكم خير

د. ناهد قرناص

‫2 تعليقات

  1. والله يادكتورة من خال الرئيس دا ممكن اي شئ يحصل لانو اينما حلو تحل الفتن وما عايزين للسودان خير بتاتا كمان ما تنسي تصريحاتهم النارية قبل الانفصال والان بعد الانفصال خسؤ وخسرو هؤلاء دعاة الشر ودعاة العنصرية والتفرقة بين ابناء البلد الواحد فصلو الجنوب والان يتباكون عليه ويريدون الان فصل غرب السودان لانو ناس الغرب ما بشبهوهم وبعد ذلك الشرق لانو ناس الشرق ديل كلهم حبش شفتي الاسباب الواهية دي صدقيني اي خشو فيها العنصريون كما وصفه غازي صلاح الدين اراق فيها الدماء اذا انا اتسال دائما ماذا يريد هذا الهجين من السودانيين