رأي ومقالات

محمد الطاهر العيسابي: حملة ” أحضان دافئة ” !!

فركت عيناي مثنى وثلاث ، وأنا أشاهد صورة نشرت بـ ( الإنستغرام ) متداولة على مواقع التواصل الإجتماعي تظهر فيها فتاة وهي ترفع لافتة بكلتا يديها أمام إحدى مراكز التسوق الشهيرة بالعاصمة السودانية الخرطوم كُتب عليها ( HUG ..1SDG ) وتعني بالعربية ( أحضني بجنيه واحد ) .
وما يُدهش ( أكثر ) بقية الخبر كما نشر على المواقع الإلكترونية أهمها ( النيلين ) أن الجنيه يذهب لصالح دعم حملة ( خيرية ) بإسم ( شتاء دافيء ) لشراء ملابس شتاء وتوزيعها على الفقراء ، لكم أن تتخيلوا هذه الطريقة ( الشيطانية ) المغلفة لعمل الخير !! هل نحن نعيش في بقعة غير ( السودان ) الذي عُرف كمجتمع محافظ على قيّمه وتقاليده الأصيلة أم أن العولمة قد قذفت بنا في شواطيء المحيطات وأعالي البحار ، وأرجِّح الإحتمال الأخير من فرط ما أصبحنا نرى في كل يوم أمر عجاب !! . قبلها في مقطع متداول تظهر فتاة وهي تعتلي خشبة المسرح وأمام حشد من الجمهور لـ ( تقبِل ) فنان شاب على مرأى ومسمع من الناس ، وينشر الفنان بعدها توضيح يقول فيه ( أنا لست مسؤولاً عن تصرفات ومشاعر المعجبين ) !!
في أي كوكب نحن ؟! ولماذا نستنكر الظلم ونشكو ( ضيق العيش ) كم علق أحدهم إذا كان هذا هو حالنا وسلوكنا . وبعدها يعتلي شاب خشبة المسرح ليسجد لفنان ! هذه مؤشرات قبيحة توضح حجم إستلاب قيّمنا وبدايات لتصدع في مجتمعنا ( المحافظ ) يقوم بها البعض بوعيّ أو بدون وعيّ لخلق مجتمع متفسخ تشيع فيه الفاحشة لتصبح أمراً عاديّاً مشاهدا ومشاعاً بين الناس ، فإعتياد الشارع على هذه السلوكيات الفاجرة في حد ذاته مصيبة وفاجعة كبرى لانه إماتة لقيّم ديننا و قتل لمبدأ الحسبة ، و تخلي عن الفضيلة و سلوك حضارتنا الإسلاميّة ، كما هو تقليد أعمى للمجتمعات الغربية المنحلة .ليس ( كل ) الشارع بهذا السوء وﻻنقول قد هلك الناس ، ففي ظل هذا السواد من الأحداث يشع نور وضيء ، ومواقف خير نبيلة ﻻتسعها هذه المساحة تؤكد أن بالأمة خير . آخرها ما وقفت عندها مغتبطا ، الحدث الكبير والموقف الأصيل الذي نقلته صحيفة ( الجزيرة السعودية ) ، عن سائق التاكسي السوداني مع المواطن السعودي ” ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻔﺮ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﻧﻲ ” الذي ﻗﺪﻡ في ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺳﻴﺎﺣﻴﺔ إلى السودان ، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ ﻟﻌﺮﺑﺔ ﺗﺎﻛﺴﻲ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺑﺎﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻮﻋﻜﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﻧﻘﻠﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺘﺎﻛﺴﻲ لإحدى ﻣﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺮﺟﺔ مما ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺗﻨﻮﻳﻤﻪ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﺎﻟﺴﻔﺎﺭﺓالسعودية ﻭﺃﻃﻠﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺰﻫﺮﺍﻧﻲ ﻭﺳﻠﻤﻬﻢ ﻭﺛﺎﺋﻘﻪ ﺍﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻭﻣﺒﻠﻎ » 9500 » ﺭﻳﺎﻝ ﺳﻌﻮﺩﻱ ﻭﻫﺎﺗﻒ نقال ﻭﺳﺎﻋﺔ يد كانت بمعيته ﻭ ﻇﻞ صاحب التاكسي ﻣﻼﺯﻣﺎً للمريض إلى أن ﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ كما ﻇﻞ ﻣﺮﺍﺑﻄﺎً ﻣﻊ ﺃﺳﺮﺓ السفارة إلى ﺇﺗﻤﺎﻡ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺴﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻥ ، فمثل هذه القيم تشع فينا أمل رغم ما ذكرنا من سلوك مخزيء ومشين .
والفقراء يتضورون جوعاً وﻻتمتد أيديهم إلى الحرام ، وهم ليسوا بحاجة إلى مﻻبس دافئة إذا كانت ستأتيهم من ( ريع ) أحضان فتيات !! والله المستعان .

بقلم : محمد الطاهر العيسابي
[email]Motahir222@hotmail.com[/email] إلي لقاء ..

‫4 تعليقات

  1. [SIZE=5]الطريقة اصلا غربية واصبحنا نقلدهم ولو دخلوا في جحر ضب ، هناك متطوعات للعمل الطوعي يتبرعن باجسادهن لصالح الفقراء في الغرب ومنها احضان او قبلات تذهب دخلها للجمعيات الخيرية واااااااااااااضح جماعتنا ديل عايزات ينقلن الحكاية هنا
    والغريب لمن شافوا الهجوم بداوا يتملصوا منها ،،، كنا وكنا
    لافض فوك يا استاذ عيسابي[/SIZE]

  2. [SIZE=7]المقال جيد يا مان لكن اذا بتفتكر انو ضيق المعيشة جاي بسبب الاسباب دي فانت واهم..يا عمك ناس الغرب لا دين ولا تدين وبعد ده حياتهم المعيشية والاقتصادية فل الفل…طريقة ربط الامور الاقتصادية والفاسد اثبتت عدم منطقيتها من زمن قابيل وهابيل[/SIZE]

  3. كلامك كلو عين العقل, لكن ماااا اظن انو ده الحاصل او الحايحصل. فى حاجه ما مفهومه فى الموضوع ده. خليك من الدين . نحن مجتمع شرقى

  4. [SIZE=5]حسب وجهة نظري الحضن المقصود هنا الدفء والحنان والتكافل ولو قصدت الفتاة الحضن بمعناه لأعتقلها رجال أمن المجتمع ..ولكنها حملة لجمع الملابس للفقراء والمحرومين[/SIZE]