رأي ومقالات
يوسف عبد المنان : “ود يحيى” مع السلامة
قذفت به أشواق السلام والإصلاح والرجاء والأمل في إخوة الأمس لقلب الخرطوم ليطوي صفحة التمرد بذات جسارته في قول ما يؤمن به وما يعتقد أنه الصواب.. وقع على السلام وعاد للخرطوم بأشواق المسلم الصادق والعبد الفقير والسوداني المتوكل على الواحد الأحد.. أخذ ينظر ويتقرب فجراً من الشرق تبزغ شمسه وليل حالك خيّم على سماء بلادنا.. وحينما أصابه اليأس من الجميع آثر الاعتكاف في المساجد يسأل الله أن يغفر له سيئات النفس وخطاياه ما ظهر منها وما بطن.. ينظر لوجهه في المرآة وقد رسم الزمن تجاعيده على الخدود النايرة الوضيئة.. اعتزله إخوان الأمس خاصة ممن هم في السلطة يمتطون الفارهات من المراكب وينعمون في جنة عرضها المسافة من “الجنينة” حتى “سنكات”.. ينظرون إلى “إبراهيم يحيى عبد الرحمن” بالمتمرد.. كأنه “مني أركو مناوي” أو “عبد الواحد محمد نور” أو بقية الذين لا يعرفونهم إلا بمواقفهم!!
رحل “إبراهيم يحيى عبد الرحمن” عن الدنيا قبل أن يوارى جسده الثرى هذا الأسبوع بانقطاعه عن الفانية وصمته عن الكلام والانكفاء على جراح نفسه التي لم تندمل حتى استراح في مرقده الأخير بـ(مقابر حمد النيل) بأم درمان.. وتداعى لوداعه الأخير رجال تعرفهم بسيماء في وجوههم.. جاء ملح الأرض من الفقراء.. وحفظة القرآن وطلاب الخلاوى من كل فج عميق.. وجاء الأهل من “المساليت” سيراً على الأقدام لوداع رجل قل أن يجود الزمان بأمثاله.. مات “إبراهيم يحيى” وفي النفس شيء وفي الذاكرة أحداث.. طوى أسراره ورحل. ألا رحم الله رجلاً سمحاً توارى عن الأنظار قبل أن نحدق في لحيته البيضاء ونصغي لحديثه الهامس ونأخذ من تجربته العبرة والاعتبار
المجهر السياسي
خ.ي
اللهم أغفر له وأرحمه وأجهلخ من أصحاب الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته.
أظن الأصوب (مسلاتيا) وليس (مساليتيا) كما جاء في متن النعي.
الاخ / يوسف تتبعت قلمك طويلا فارى دائما انك تدافع وتناصر أهل جهة معينة. وعندها تلجأ للوي عنق الحقائق ودائما تستشهد بالدين والزهد كأنه عرف من أهل منطقة بعينهاولم يعرف من سواهم. ولم ار قلمك يوما مدافعا عن كل المظاليم اذا لم ينتموا لأقاليم بعينها. وللأسف دائما تحاول الباس ذلك ثوب الدين.
فإذا ذكر فساد وزير المالية السابق قلت انهم يحاربونه لأنه من جهة معينة. وغندما انتقدت القرارات العشوائية من وزير الصناعة بخصوص مدير كنانة . قلت انهم يهاجمونه لأنه من رهيد البردي وهو الذي تربى في الحركة الاسلامية ووو. وكذلك الحال بالمرحوم. فلما لا تذكر انه فارق الجماعة مع الترابي ثم ذهب مقاتلا وعاد مصالحاولما لا يكون هنالك خطأ من عنده في مواقفه الثلاثة . وكم من مصالح وصديق الامس صار اليوم خارج السلطة والصولجان….
اتق الله في قلمك…. والنيلين ارجو ان تنشروا ولا تفعلوا كما فعلتم بكثير من مقالاتي.