رأي ومقالات

محجوب عروة : أفيقوا أيها الناس والله لقد سئم الشعب مما تفعلون..

[JUSTIFY]ماذا يضير؟
ماذا يضير لو اقتنعت الحكومة بأن تعترف بالجبهة التى كونت نداء السودان فتطلق الحريات وتعفو عن أى مسجون أو معتقل لأسباب سياسية وتقول لهم تعالوا شاركوا فى الحوار بالداخل ولنتفق على دستور وقانون انتخابات يناسبنا جميعا لتقوم على أساسه انتخابات عامة حرة ونزيهة وشفافة نراقبها سويا ولا نحتاج لجهات خارجية أن تراقبها مثلما فعل الشعب التونسى المحترم الواعى فقبل الجميع بنتائجائحها حتى حزب النهضة الذى نال الأغلبية فى الانخابات الأولى ولم يحاول احتكار السلطة له ولم يقل أحد انها انتخابات مزورة.

وماذا يضير قوى المعارضة التى تتشكل ويتوحد بعضها كل مرة فى شكل ثم تتفرق اذا قبلت بحل وسط يمكنها من العمل بالداخل سلميا؟ ان ما فعله الشعب التونسى هو التحضر بعينه وهذا هو أعظم وأفضل مثال عربى يمكن أن نفاخر به العالم ونقول أن الأمة العربية يمكن أن تنجب شعبا محترما كالشعب التونسى يمارس الديمقراطية مثل أكثر المجتمعات والدول ديمقراطية.. اذا فعلت الحكومة السودانية والحركة الاسلامية السودانية بمختلف فصائلها من وطنى وشعبى واصلاح وسائحون وأنصار سنة وسلفيون واتفقت قوى المعارضة فيمكن أن تكون لنا ثلاثة قوائم فى نظام انتخابى يقوم على نظام القوائم بالانتخاب النسبى المطلق دون تحديد نسبة أدنى للتأهل للبرلمان ويمكن أن تكون هناك قائمة أخرى قوامها قوى مستقلة كل ذلك بجانب تحالف أحزاب الحكومة من جانب آخر والتى تشمل حتى حليفه الاتحادى الأصل وغيره ومن جانب آخر قوى نداء السودان.

المهم أن نحقق أعلى درجات التعاطى السياسى المحترم وليس تبادل الاتهامات والعبارات غير اللائقة مثلما يفعل المراهقون. اننى وغيرى كثيرون يحزنون من تبادل عبارات الهجاء والشتيمة وهى لا تليق بساسة محترمون يتبادلون الاتهامات مثل السوقة فمتى نكون شعبا متحضرا مثقفا يدير بلاده كرجال ساسة ودولة من الطراز الأول؟ متى؟؟ نحن نريد أن نفخر ببلادنا وشعبنا و جميع نخبنا السياسية الحاكمة والمعارضة والمستقلة فلا نسمع مثلما ظللنا نسمعه من مراقبون ديبلومسيون وسياسيون من أن هؤلاء السودانيين متعبون لا يريدون حلا لمشاكلهم رغم أن العالم يحاول مساعدتهم ولكنهم متعبون، بل بعضهم يقول أن أموالنا معروفة بالخارج وهى كثيرة يمكن أن تحل مشاكلنا ورغم ذلك نمارس التسول.

يتعين على طرفى النزاع الذين يتفاوضون فى باريس وقبلها فى كثير من عواصم العالم ولا يتوصلون لاتفاقات يمكن تطبيقها لتكرس السلام والاستقرار والتوحد والحكم الرشيد يتعين عليهم أن يدركوا أن ذلك خصم على سمعتهم وسمعة بلادهم وليست ذكاءا” وشطارة سياسية كما يدعون كما هى ليست وطنية فالوطنية الحقة هو ان نتجاوز حظوظ أنفسنا وأحزابنا من أجل مصالح وطننا العليا ومراعاة مشاعر شعبنا وحفظ أمواله و أنفسه وعرضه لا هذه الوضعية البائسة التى أهلكت الحرث والنسل وتركت حرائرنا فى دارفور عرضة لانتهاك أعراضهن من جنود أوباش من قوات دولية كما يؤكد المسئولين. ثم الى متى تظل القوات الدولية تحفظ سلامنا ونعجز نحن أن نحافظ على سلامة وطننا؟ ان هذا لشئ عجاب.. أفيقوا أيها الناس والله لقد سئم الشعب مما تفعلون..

صحيفة الجريدة
ت.أ[/JUSTIFY]

تعليق واحد