الطيب مصطفى : بين الشيخ القرضاوي والإنتربول..!!
مصر صلاح الدين الأيوبي وقطز قاهري الصليبيين والتتار.. مصر الانتصارات الكبرى في التاريخ تنحط إلى هذا الدرك السحيق بحيث تطالب بتوقيف أعظم علماء العصر الحديث والذي يشغل حالياً أعلى منصب بين علماء الإسلام (رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين).. بدلاً من أن تفتخر به وتنزله منزلته تقوم مصر في عصر السيسي بمطاردته خارج موطنه بينما تحتفي بإلهام شاهين وما أدراك ما إلهام شاهين وتمنح إحدى راقصات شارع الهرم لقب الأم المثالية!
القرضاوي الذي يكفيه فخراً أنه ألف أكثر من مائة كتاب في الفقه والثقافة الإسلامية بل إن كتابه (فقه الزكاة) المكوّن من مجلدين كبيرين يعتبر أعظم المراجع في تلك الفريضة الربانية، فقد أعمل الرجل فيه فكره وهو لا يزال شاباً فأفتى بفقهٍ ناضج وعقلٍ حديد في كل مستجدات الحياة العصرية مثل زكاة الأسهم والسندات وزكاة الراتب والمعاملات المصرفية الحديثة ومختلف أنواع المنتجات الصناعية والزراعية، ونال ذلك الكتاب وغيره الكثير من التكريم والتبجيل لدرجة أن العلامة أبا الأعلى المودودي سماه: (كتاب القرن في الفقه) اعترافاً بعظمته وفضله.
كذلك فإن القرضاوي الذي يعتبر أعظم علماء الوسطية في العصر الحديث كان له فضل المشاركة في إشعال الصحوة الإسلامية فقد تُرجمت كتبه إلى عدد كبير من اللغات بل إن الرجل أمَّ المصلين في إحدى صلوات الجمعة في ميدان التحرير بُعيد ثورة 25 يناير في مصر فإذا بالانقلابيين الذين أجهزوا على تلك الثورة يطلبون أحد أبرز دعاتها بعد أن أطلقوا سراح مبارك الذي ما اشتعلت الثورة إلا من أجل إنهاء نظام حكمه البغيض ويا لها من مفارقة إذ لم يكتفِ من أجهزوا على ثورة الربيع العربي في مصر بإطلاق سراح مبارك بعد أن نكّلوا بالثورة والثوار الذين قضوا على حكمه من أمثال الرئيس المنتخب د. محمد مرسي وقتلوا آلاف الثوار في (ميدان رابعة) وغيرها من ميادين مصر إنما أرجعوا مصر إلى نظام عسكري أشد قسوة وأكثر ظلماً وفساداً وإفساداً من نظام مبارك.
الإنتربول ويا للعجب وجّه للشيخ القرضاوي التهم التالية: (التحريض والمساعدة على ارتكاب القتل العمد ومساعدة السجناء على الهرب والحرق والتخريب والسرقة).. تخيلوا أن الرجل الذي لا يخطب إلا من كرسي يجلس عليه يساعد على السرقة والحرق والتخريب، أما ما تمارسه عصابات السيسي من تنكيل بالمتظاهرين والمتظاهرات فهو مما لا يستحق المساءلة إنما التكريم والإشادة!
لم يشفع للقرضاوي أنه بلغ من العمر 88 عاماً وأنه يحتاج إلى المساعدة لكي يتحرك من مكان إلى آخر كما لم يشفع له ما قدم في خدمة الإسلام الذي يعتبر أكبر دعاته فهل بربكم من درك سحيق أعمق وأبشع مما تتردى فيه مصر الآن؟!
يا له من ظلام دامس ذلك الذي يلف أرض الكنانة اليوم والتي تحبس في سجونها أكثر من عشرين ألف معتقل من الإسلاميين بينما يُطلق سراح مبارك الذي سمته دولة الكيان الصهيوني بكنز إسرائيل الإستراتيجي وهاهو السيسي يحل محله بجدارة واستحقاق بل ويبزه في خدمة الدولة العبرية وتطلق عليه الصحافة الإسرائيلية ألقاب التمجيد والتعظيم!
لا أشك لحظة في دور الأنامل الأمريكية والصهيونية فيما جرى في مصر فقد رأى هؤلاء ما فعله مرسي من مناصرة للمقاومة الفلسطينية إبّان الهجوم على غزة، ولذلك كانت الحملة التي أطاحت بمرسي وحاولت أن تطيح بأردوغان في تركيا لتأتي ببني علمان الذين أعادوا مبارك في شخص السيسي وبلغ الانحدار الذي لا نعلم أين سيبلغ قاعه درجة أن يُطارد مقاوموه خارج أوطانهم وهاهو القرضاوي يُسجن داخل دولة قطر حتى لا يشع نوره خارجها.
صحيفة الصيحة
ت.أ
***
إن الله يدافع عن الذين آمنوا فشيخنا الجليل ليس بحاجة الى من يدافع عنه فهو من هو بعلمه ونشاطه وورعه وهو في غنى حتى على الرد على الأنتربول أو على من أشتكى إلى الأنتربول ما أوسخ الطالب وما أوسخ المنفذ وما أجل المطلوب فاللهم خذهم (الطالب والمنفذ) أخذ عزيز مقتدر