رأي ومقالات
صلاح أحمد عبدالله : نشق الأرض ونمدد بداخلها الأعزاء على قلوبنا.. ونهيل على أجسادهم الطاهرة التراب.. ونعود إلى منازل العزاء.. مرحباً يا.. موت!؟!
* العظات ما أكثرها.. والذكريات ما أجملها وأنبلها مع الأعزاء الذين رحلوا في قفزة الموت الأبدية من عالمنا.. إلى عالمه.. وعالمهم الجديد..؟!
* هناك الحياة الأبدية لها طعم آخر.. حكى عنها القرآن الكريم.. وشرحها الرسول صلى الله عليه وسلم.. والتفاسير كلها تحكي عن لذة الحياة الأبدية هناك.. وأن رحمة الله ليس لها حدود.. لأننا عبيده ومن سلالة خلقها بيده.. ونفخ فيها من روحه.. ولذلك نطمع (جداً).. ونحب جداً.. أن يغفر لنا كل خطايانا التي ارتكبناها خلال مسيرتنا في هذه الحياة.. هو قادر على ذلك.. ولا أحد غيره..
* منذ أمدٍ بعيد نتجول بين المقابر.. ما بين عطبرة.. والأبيض.. والخرطوم.. وحتى بعض المدن السعودية.. نشق الأرض ونمدد بداخلها الأعزاء على قلوبنا.. ونهيل على أجسادهم الطاهرة التراب.. ونعود إلى منازل العزاء.. ومنازلنا.. ونمارس حياتنا الطبيعية.. حتى يغادرنا إنسان آخر إلى ذلك العالم.. ومن (كثرتهم) على امتداد أعمارنا أصبح الأمر طبيعياً بالنسبة لنا.. نعم هناك عظة.. ونعم هناك رهبة.. وهناك الكثير من الحزن على الفقدان لهؤلاء الأعزاء.. ولكنها الحياة.. ولكنه الموت.. صنوان متلازمان.. ما دمنا نلازم هذه الحياة.. ونلازم أحداثها.. وكل ما فيها..!!
* وما في الحياة خير كله.. إذا أردناه خير.. وقد يكون (بعض) ما فيها شراً إذا أردناه شراً.. ولذلك يكون الحساب هناك.. جنة أو نار.. ورغم ذلك رحمة الله وسعت كل شئ.. ولن نقنط من رحمة الله أبداً.. حتى لا نكون من الخاسرين..!!
* أفتقد بشدة.. وبشوق الدنيا كلها إلى أبي حاج أحمد.. وأنا في شرخ شبابي.. وإلى أمي.. حاجة الشفاء بت محمود.. وأنا أطرق أبواب الكهولة.. وحنظل اليتم في فمي.. وغرابة الدنيا وأحداثها.. تحيط بي من كل جانب.. أفتقدهما لأنني كنت أنظر إلى الدنيا بسعادة.. وأنا أشق طريقي في الحياة جاهداً.. وأحمدالله كثيراً أن وهبني رفيقة دربي بعد منعطف الدراسة الجامعية.. ورزقني بصبية صاروا ملء السمع.. والعين.. هم المتكأ على صعاب الحياة.. برحمة من الله.. وفضل كثير..!!
* أفتقد بشدة كل الأعزاء من الأهل.. وكلهم أعزاء.. خاصة العزيزة نفيسة بت محمود.. التي كانت بسمتها فقط تملأ الحياة إشراقاً.. وحناناً..!!
* أفتقد بشدة كل المعارف على دروب الحياة.. وقطار العمر يمشي الهوينى والأصدقاء الذين كانوا يزينون لنا طعم ومعنى الحياة.. في عطبرة منهم رفيق الطفولة والصبا.. عثمان ود المك.. وفي الأبيض عبدالمنعم عثمان حامد.. Chinese.. أما في الخرطوم فقد غادروني إلى ربهم سريعاً ما بين الثانوي والجامعة.. عبدالحليم عبدالخير.. عبدالمنعم خميس (زوزو).. عمر حسن علي حسين.. أما الديوم الشرقية، فالذكريات مع الراحلين لا تعد ولا تحصى.. وكلها خير.. وحب.. وجمال.. ووفاء.. لأن الراحلين كلهم وفاء.. رجالاً ونساءً.. صغاراً وكباراً.. لن أحصيهم.. لأن القلب يكفيهم..!!
* الموت.. أصبح عادياً.. وأمراً مقضياً.. وحتمياً.. هو كما قلنا به عظة ورهبة.. ولكن مرارة الحياة.. خاصة إذا فسدت هذه الحياة بلعبة الكذب والسياسة.. قد تجعل من الأمر.. أمراً مستساغاً تتقبله النفس.. راضية مرضية وهي تمضي في طريقها إلى رب غفور كريم.. وهي جد مطمئنة..!!
* ومن الشرق.. من ثغرنا الباسم الحبيب.. يغادرني فجأة رفيق طفولتي الأستاذ الطاهر عبدالقادر الطاهر.. إلى رحمة الله.. سنيناً لم أره.. إلا في مناسبات الأهل العابرة بالخرطوم.. وكلما تراه وتتحدث إليه.. يزيد الاشتياق إليه.. لطيبة قلبه.. وأصالة معدنه.. وقلبه الذي كان يسع الجميع.. وهو من جعلني أكتب هذه العجالة.. أغالب الدمع والحزن.. ولم أستفق بعد من رحيل العزيزة (جداً).. عائشة بت أبو دية.. أيها الأعزاء جميعاً لكم الرحمة..
* ومرحباً يا.. موت..
* يا من تقودنا بكل سهولة ويسر إلى حياة أخرى.. أسعد وأفضل..
* بإذن الله.. وأمر الله..
صحيفة الجريدة
ت.أ
الحمد لله
لله ما أعطى ولله ما اخذ وانا لله وانا اليه راجعون
الموت مصيبه كبيرة
(مصيبة الموت)
انا شخصيا خايف منه جدا وخايف من ربنا لانى اذنبت كتير ولا زلت .