منوعات

“مانيكانات” طبيعية “بيع العراريق”.. مهنة معلقة على فروع الأشجار + صورة

[JUSTIFY]تحت أشجار اللبخ التي لا زالت صامدة رغم شيخوختها، وفي وسط العاصمة الخرطوم، على جانبي الطرق المؤدية إلى حي العمارات الارستقراطي- إن صحت العبارة. تنشط مجموعة من البائعين على عرض بضائعهم على أفرع الأشجار متخذين منها (مانيكانات) طبيعية يعلقون عليها بضاعتهم بطريقة أشبه بنشر الغسيل. ويلاحظ أن الملابس المعروضة خاصة بالأطفال فقط، ويطغى عليها الطابع المحلي (عراريق، سراويل وصديريات).

(1)
يتكئ بائعو الملابس على وسادات من كرتون مستندين بظهورهم إلى جذوع الأشجار الضخمة، بانتظار زبائن عابرين بسياراتهم، ففي تلك الأماكن نادراً ما (يركب) الناس أقدامهم ويتجولون في الطرقات.

ربما تكمن الفكرة الأساسية لهؤلاء (التجار) الصغار، في أن بيع المنتج (المحلي) في أحياء تتخذ طابع (الفرنجة) في كل شيء، يعطيها زخماً باعتبارها ملبوسات تراثية تسهم في تغيير (لوك) أطفالهم الذين لا يخفون إعجابهم بها كلما شاهدوها معلقة على الفروع، فيصيحون (ااااو).

(2)
هؤلاء البائعون، الذين لم تمنحهم الأقدار محلات في الأسواق وسط العاصمة، اختاروا أن تكون فروع الأشجار (البرجوازية) معرضاً لبضائعهم، فانتزعوا أنفسهم بالكاد من دهاليز السوق العربي وأرصفة (جاكسون). حيث تسلخهم الشمس وتشوي جلودهم، وتطاردهم (الكشات) ولا يجدون مشترين حقيقيين، فآووا إلى جذوع وفروع لا يحتاجون معها إلا لبضعة (زبائن) يشترون بعض اللبسات فيبتسم يومهم كله.

(3)
هؤلاء الذين اختاروا أن تكون مهاوى الأشجار العالية (بوتيكاتهم) ربما يستمدون من جذوعها المتينة قوة تجعل عزيمتهم في (معاركة) الحياة لا تلين ولا توهن.. يأتون كل صباح يقومون بنشر بضاعتهم على فروع الأشجار يشدون عليها الحبال ويمسكونها بمشابك الغسيل حتى لا تحملها الريح إلى حيث لا يريدون. ومع مغيب الشمس، يجمعونها ويضعونها على تلك الكراتين المهترئة ويغادرون إلى أحيائهم أطراف المدينة.
d71a3450506bfd3

صحيفة اليوم التالي
ت.أ[/JUSTIFY]