“الوثبة” وتقارب “المؤتمرين” أبرز أحداث 2014
وشهدت الساحة السياسية داخلياً حراكاً متنوعاً، كان أبرزه دعوة البشير لحوار وطني مفتوح مع القوى السياسية، قبل به بعضها ورفضته أخرى.
ومن أبرز الذين قبلوا الحوار المؤتمر الشعبي بزعامة د.حسن الترابي والإصلاح الآن بزعامة غازي صلاح الدين العتباني، إلى جانب الحزب الاتحادي الأصل بزعامة محمد عثمان الميرغني.
أما الذين رفضوا الحوار فتأتي في مقدمتهم الحركات المسلحة في دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وقوى الاجتماع الوطني بقيادة الحزب الشيوعي المعارض.
الأعاصير والتقلبات
[المهدي خرج من المعتقل بعد وساطات من قوى الحوار]
المهدي خرج من المعتقل بعد وساطات من قوى الحوار
وعلى الرغم من أن الحوار انطلق بمن حضر قبل في بادئ الأمر، واعترته الكثير من الأعاصير والتقلبات، أبرزها خروج حزب الأمة القومي بقيادة الصادق المهدي، إلا أنه لا يزال مستمراً.
وجاء خروج المهدي من الحوار بعد اعتقاله من قبل السلطات الأمنية في أعقاب اتهامات وجهها لقوات الدعم السريع التابعة لجهاز الأمن والمخابرات.
وخرج المهدي من المعتقل بعد وساطات من قوى الحوار ذاتها ليغادر البلاد إلى العاصمة المصرية القاهرة ومنها إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث وقع هناك على ما عرف بـ “اتفاق باريس” مع الجبهة الثورية المتمردة، وأيضاً اتفاق نداء السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الذي شمل بعض الأحزاب المعارضة في الداخل.
وأثمر الحراك السياسي بشأن الحوار الوطني خلال العام، تقارباً بين حزبي المؤتمر الوطني الحاكم والمؤتمر الشعبي، وهو أول تقارب بينهما منذ أحداث المفاصلة الشهيرة بين الإسلاميين.
اعتقالات معارضين
[إعادة المؤتمر الوطني ترشيح البشير للرئاسة حدث بارز في 2014 ]
إعادة المؤتمر الوطني ترشيح البشير للرئاسة حدث بارز في 2014
وشهد العام أيضاً اعتقال مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة بعد عودتها من باريس قبل أن يتم الإفراج عنها فيما بعد وأيضاً اعتقال رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ بنفس التهم الموجهة للمهدي.
واعتقل رئيس قوى الإجماع المعارض فاروق أبوعيسى بعد عودته من إثيوبيا التي وقع فيها على اتفاق نداء السودان.
وكان الحدث البارز أيضاً خلال العام هو إعادة المؤتمر الوطني ترشيح الرئيس البشير مرشحاً لرئاسة الجمهورية، كما شرع البرلمان في إجراء تعديلات الدستور وبعض القوانين قد تطيح بعملية انتخابات ولاة الولاية.
أما فيما يخص المفاوضات مع الحركة الشعبية قطاع الشمال، فعقدت عدة جولات لكنها لم تساهم في التوصل إلى اتفاق نهائي بين الطرفين، فيما علقت مفاوضات الحكومة مع حركات دارفور المسلحة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
العلاقات الخارجية
[استضافة الخرطوم لمنتدى التعاون العربي الروسي إشارة واضحة لتطور علاقات السودان الخارجية]
استضافة الخرطوم لمنتدى التعاون العربي الروسي إشارة واضحة لتطور علاقات السودان الخارجية
أما في محور العلاقات الخارجية، فكانت أبرز الأحداث السياسية زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الخرطوم وزيارة البشير إلى القاهرة، فضلاً عن زيارة أخرى قام بها البشير إلى المملكة العربية السعودية أذابت الجمود الذي ضرب علاقة الخرطوم بالرياض خلال الفترة التي استبقت الزيارة.
وأثارت قضية الحكم على (مريم يحيى) بالإعدام بتهمة الردة، جدلاً داخلياً وخارجياً، بالإضافة إلى إبعاد الملحقية الثقافية الإيرانية من الخرطوم.
وشكلت استضافة الخرطوم لمنتدى التعاون العربي الروسي بمشاركة وزير الخارجية الروسي وعدد من وزراء الخارجية العربية إشارة واضحة لتطور علاقات السودان الخارجية، هذا بجانب مؤتمر محاربة الإتجار بالبشير الذي حُظي بدعم أوروبي منقطع النظير.
وجاء انعقاد مؤتمر دول الجوار الليبي بالخرطوم ووساطة السودان بين أطراف الصراع الليبي، لتشكل هي الأخرى دليلاً على علو كعب دور الدبلوماسية السودانية في المنطقة.
وجاءت قضية مزاعم اغتصاب نساء بقرية تابت بشمال دارفور ضمن أحداث العام المهمة لتكون مقدمة لهجوم حكومي على بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور، وإصرار الحكومة على خروجها وفق استراتيجية أممية.
وكان ختام أحداث العام طرد عدد من المسؤولين الأمميين من الخرطوم وفي مقدمتهم علي الزعتري منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان والمدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إيفون هيل.
شبكة الشروق
[/JUSTIFY]