مصطفى الآغا

متخرفن_لا_تكلمني


[JUSTIFY]
متخرفن_لا_تكلمني

الخروف كائن لطيف وجميل وحبوب، وبابنه ضُربت الأمثال في طيب المعشر.. لهذا قالوا إن فلانا «وديع كالحمل».. هو مثل في طريقه للانقراض، على ما يبدو.

والخروف، وفق «ويكيبيديا»، التي عهدتها تكتب كل شيء بدقة، إلا المعلومات عني، فثلاثة أرباعها غلط، وأولها أول سطر فيها، وهو تاريخ ميلادي.. المهم أن الخروف وفق «ويكيبيديا»، من أكثر الحيوانات التصاقاً بالإنسان، الذي يستفيد من لحمه وشحمه وصوفه وصحبته، ولشدة هذه «الصحوبية» تمت تسمية الإنسان الأليف وغير المتوحش، ومن يحسب حساب الآخرين، وتحديدا زوجته، بالخروف.. وأعتقد جازما بأن الكثير من زملائي (المتزوجين) يعرفون عمّا أتحدث، فعندما يسألون المتزوج: هل تخاف زوجتك، ويرد بأنه «يحترمها»، اعلم أنه يخاف منها.. وأنا أحترم زوجتي بشكل لا يمكن وصفه، ولهذا اعترفت عبر «تويتر» وأمام مليون وسبعمئة ألف فولورز أو مُتابع لحسابي، بأنني خروف ابن خروف، رغم أن والدي كان في بداياته من فئة الأسود، ثم تحول مع الزمن إلى خروف بدرجة امتياز، فيما بدأت أنا حياتي الزوجية بمرتبة «خروف مع الشرف»، فأنا لست ممّن يسافرون لباريس ويقولون لزوجاتهم إنهم في البحرين، أو من الذين يسافرون من دون حتى إخبار زوجاتهم أين هم، ولا أستطيع الخروج في يوم «ذكوري»، لأن زوجتي لها مقولة تاريخية مفادها، أنك لو تحب أن تعيش كعزوبي، فكان عليك من الأول ألا تتزوج، وبالتالي اقلب وجهك وخلك بالبيت.

ومع موجة الهاشتاقات في «تويتر»، ومنها #متصدر لا تكلمني التي اخترعها هلالي كرمي لعيون صدارة غريمه النصر، وهاشتاق #متجمد لا تكلمني، أو #غرقان لا تفكر تكلمني، بعد موجة البرد والمطر التي ضربت دول الخليج، فغرقت بعض مدنها في «شبر مية»، وتم استنفار الدفاع المدني، وفُقد بعض الأشخاص، جراء الفيضانات التي ضربتها، والتي كان من الممكن تلافيها بكل سهولة، لو كان هناك تخطيط وبنى تحتية حقيقية.

لهذا، فكرت بهاشتاق يتناسب ووضعي الزوجي، واخترعت #متخرفن لا تكلمني، فجاءني مباشرة دعم كويتي قوي من منطقة الجهراء، عبر أخ من بيت الظفيري أو الضفيري، تحت عنوان «من خاف سلم وأنا أخوك»، ولكن البعض شكك في قواي العقلية، بشكل أو بآخر، عندما أرسل لي صديق عامل نفسه «أسد» على زوجته، وسألني إن كان حسابي التويتري مُهكرا؟

ويبدو أن الفكرة راقت للمتابعات من عازبات ومتزوجات، فالأخوات سارونة وهند ورونا كتبن قائلات «اللهم ارزقنا بخروف مثلك».. وبالتأكيد، كان هناك «رجال» يستنكرون الهاشتاق وآخرون يدعمون، مثل الأخت روان الفيصل، التي كانت قاسية في تغريدتها بقولها «للأسف، هذا هو التفكير المنحط عند الرجال الشرقيين، فالرجل الذي يُحب زوجته يقولون عنه.. خروف»، فيما قالت الأخت ناهد الأحمد «كلما ازداد احترام الرجل لزوجته ازدادت هيبته واحترامه في مجتمعه، وحتى توفيقه من رب العالمين»، وهو ما عارضه طبعا بعض مفتولي العضلات بقولهم «آغا منت طبيعي اليوم.. فيك شيء انت؟».

حتى صحيفة إيلاف الإلكترونية دخلت على الخط، وعرضت حرب التغريدات بين مؤيدين ومعارضين لهاشتاق «متخرفن لا تكلمني»، والذي أعتقد بأنه يصلح أن يكون حزبا لكل الأزواج الخائفين من زوجاتهم، ويكون لنا ممثلون في البرلمانات العربية.

فما رأيكم.. دام خوفكم على اعتبار أن خروفا ينام في سريره أفضل من خروف مطبوخ على مائدة العشاء؟
[/JUSTIFY] [email]Agha2022@hotmail.com[/email]