محمد الطاهر العيسابي: الشقيري في السودان !!
( الشقيري ) إعلامي مفكر ومبدع وذكي وجاذب لدرجة عجزت أن أجد له مثيلا ، وقد وصفه أحد الكتاب قائلاً ( أحمد الشقيري نموذج يصنع نموذجاً ) ، إعتمد في إسلوبه على نظرية الوعظ ( بالصدمة ) لدرجة الشعور بأنك كنت تغط في نومٍ عميق أوفي ( غيبوبة ) لاتدري عن نفسك وسلوكك في الحياة ، فينتشلك ( بقوة ) إلى المثال النموذج الذي يجب أن تقتدي به .
لازالت حلقاته عن ( كوكب اليابان ) راسخة في ذاكرتي ، فقد أحدث ( الشقيري ) صدمة لدى الشعوب العربية في كيفية تعاطي الشعوب الأخرى وخاصة اليابان مع القيّم ، قيم الصدق، وإحترام كبار السن، والوفاء بالعهد، والمحافظة على النظام، والنظافة، وبر الوالدين، والعمل الشريف، والمحافظة على الوقت، بينما ( نلوكها ) نحن صباح مساء ولا نجد لها أثراً ( واضحاً ) للعيان و لانطبقها على واقعنا المعاش . من يصدق أن ( لاشيء يضيّع في اليابان ) !!
ركب الشقيري مع فريق الإعداد في إحدى سيارات الأجرة للذهاب إلى الملحق الثقافي السعودي في طوكيو، ولكن السائق شعر بأنه سار في طريق خاطئ فقام بإغلاق عداد السيارة ، لأنه شعر بأن من الأمانة ألا يدفع الراكب حق الطريق الخاطئ الذي سار فيه !!
في أي كوكب يعيشون وفي أيهما نعيش ؟
وفي تجربة حية أخرى في إحدى حلقات برنامجه قام الشقيري بوضع محفظة تحوي مالا ومعها بطاقة بها بيانات صاحبها وأرقام هواتفه، وجلس في أحد الأماكن العامة المزدحمة في طوكيو وأخرج المحفظة وتركها، فقامت سيدة بأخذها ومعها زوجها، وسارا معا لعدة كيلومترات للبحث عن مركز شرطة وتركا المحفظة لديه وذهب أحمد الشقيري إلى أحد مراكز الشرطة الأخرى؛ فقام ضابط الشرطة بإجراء اتصالات سريعة ليخبروا أحمد الشقيري بأن المحفظة في أحد أقسام الشرطة البعيدة ، مما يؤكد على أمانة الشعب الياباني، فاليابانيون عندهم شعار معروف في كل المدن أنه( لا شيء يضيع في اليابان ) !
ومن الممنوع في اليابان إستخدام الهواتف بصوت عال في المطاعم أو محطات القطار، حتى لا تسبب للموجودين إزعاجا، فيوجد بالهواتف خاصية تدعى ( مانر مود) ومعناها الأخلاق، وهي تقوم بمنع صدور أصوات من الهاتف لعدم إزعاج الموجودين ، الأطفال يذهبون الحدائق بمفردهم لانهم في امان ، الأغنياء لايعتمدون على الخدم في النظافة يقومون بذلك وحدهم ، مارس الشقيري علينا عدة ( صدمات ) ليوقظنا من سُبات !!
أما برنامجه الفريد ( لوكان بيننا الحبيب ) فقد أبكى المشاهدين بفكرته التي يستحضر بها رسول الله في زماننا الحالي ، ليرى هل سيقوم المسلمين بتصرفاتهم الحالية أم لا ، المواقف عبارة عن كاميرا مخفية ثم يرى ماذا سيفعل الناس في الشارع وماهو سلوكهم ، ثم نتخيل الرسول صلى الله عليه وسلم لو يرانا في هذا الوضع ؟!
أهلاً بالشقيري في وطنه ( السودان ) ، فهو داعية معاصر يستحق كل حفاوة وإحترام .
إلى لقاء ..
بقلم : محمد الطاهر العيسابي
[email]motahir222@hotmail.com[/email]
صحيفة السوداني
حللت اهلا ونزلت سهلا اخونا الشقيرى