رأي ومقالات
عثمان ميرغني: لماذا الترابي سعيد؟!!
والمقدمة هذه قصدت بها قفل الباب أمام أية حساسيات قد تنشأ من هذه السطور.. فالمثل السوداني ينص على أن (من قيل له سمين.. فليقل آمين).. فإذا قيل للدكتور الترابي.. أنت اليوم أسعد الناس.. فليس من حقه إلا أن يقول (آميييين)..
مصدر سعادة الترابي الافتراضية من عندي- أنه الآن ينظر إلى رقعة الشطرنج.. فيبدو المشهد تماماً كما هو مطلوب.. مشهد يحقق إحدى الحسنيين.. (تفسير الحسنيين متروك لفطنة القارئ)..
سر سعادة الترابي (السرية!).. إن حزب المؤتمر الوطني يتقدم بسرعة.. إلى الخلف.. إلى مكمن الكمين!!
تسألونني كيف..!! سأجيبكم إذا ساعدتموني بإكمال الجُمل التي أتركها شاغرة عمداً لحسن فطنتكم!!
حزب المؤتمر الوطني خلال العام 2013 وبعد مظاهرات سبتمبر الشهيرة نجح في قراءة الموقف السياسي ورقعة الشطرنج.. وأدرك أنه في حاجة ماسة لنقلة إلى الأمام تلبي مطلوبات الشارع العام والمرحلة التي تظللها غيوم الربيع العربي في الخارج.
من واقع تلك القراءة استنبط حزب المؤتمر الوطني (وثيقة الإصلاح) التي حتى هذه اللحظة لم ينشر نصها.. ثم بدأ الحزب ممارسة (بروسترويكا) محدودة.. أنهى خدمات كثير من رموزه التي كانت تلعب في الدوري الممتاز.. وكانت الخطوة ملبية لـ(صدمة التغيير) المطلوبة بالحاح داخل الحزب و بالضرورة – خارجه..
ثم.. ولمزيد من تأكيد العزم نحو مطلوبات (التغيير).. أعلن حزب المؤتمر الوطني عن (وثبة) مشروع الحوار الوطني.. وكانت براهين نجاح (تدشين) هذه الخطوة الحشد الذي شاهده الشعب السوداني في قاعة الصداقة لمختلف نجوم المعارضة.. مرتين.. مرة في 27 يناير 2014.. وثانية في 6 أبريل 2014.
ثم جاء موسم الـ(Primaries) الانتخابات التمهيدية لمؤسسات حزب المؤتمر الوطني.. والتي تجول فيها البروفيسور غندور في أرجاء السودان.. وانتهت باختيار ممثلي الولايات في مؤسسات الحزب.. وخمسة مرشحين لمنصب الوالي..
على الأقل من الشكل الظاهري هي خطوة ديمقراطية تكمل مشهد (وثيقة الإصلاح) والانفتاح والحوار الوطني والوثبة.. ثم ..!!
ثم.. وضع حزب المؤتمر الوطني عصا تغيير السرعة (التعشيقة) في الموضع المشار إليه بحرف (R) أي الخلف.. وبدأ ينطلق بنفس المسار العكسي.. ولكن بسرعة أكبر..
مسح كل ما تحقق في الانتخابات التمهيدية.. لا انتخابات ولاة ولا يحزنون.. ثم مد لسانه لخارطة طريق الحوار الوطني.. وطلب من السادة أصحاب الظن الحسن من الأحزاب التي أسمت نفسها (المعارضة المحاورة) أن يحاوروا أنفسهم أولاً.. وفعلاً دخلت منظومة الأحزاب المعارضة المحاورة في حوار لفظي ولفظي.. (تلافظ بالألفاظ.. وتلافظ من لفظ أي استبعد).. ولا تزال معركة (التلافظ) حامية الوطيس..
ثم..!! وهنا الأهم..
إذا بحزب المؤتمر الوطني يقرر فجأة تعديل الدستور.. ثم أُضِيفَ إليه بندان آخران.. ثم ثلاثة بنود. فأربعة.. حتى قفزت في تخوم العشرين.. وتحركت عجلة التعديلات تدهس آخر ما تبقى من الدستور..
لماذا الترابي سعيد..؟
أكمل الجملة على مسؤوليتك..!!
عثمان ميرغني- التيار
انت يا عثمان لسه ما تبت من الدق
الترابي سعيد ,,, لأن براقشت جنت على نفسها , ولأن المؤتمر الوطني يخيط في كفنه بتعديل الدستور والانتخابات وغيرها..