رأي ومقالات

المثنى : رحيل علم سوداني

[JUSTIFY]بالأمس القريب نعت قناة الجزيرة الاعلامية الدكتور يوسف نور عوض هرم اعلامي وادبي سوداني ، كان يعمل بقناة الجزيرة ، كثيرون لم يعرفوا من هو عوض ، واخرون حين سمعوا النعي لم يخطر ببالهم انه قامة سودانية او انه ينتمي للسودان العظيم موطن الفكر والعلم ..وذلك لتركيبة الاسم التي تميل للأسماء المصرية ,,

الدكتور يوسف عوض سوداني عاش وترعرع في السودان ورضع من ثدي هذه الارض الطيبة وتربى فيه وتعلم حتى نال الدرجات العليا في الادب والاعلام والصحافة .والتأليف الروائي .وادب النقد

عمل الرجل في جهات علمية كبيرة يشار اليها بالبنان منها جامعة أمدرمان الاسلامية ، وعمل استاذا مشاركا بجامعات عربية واجنبية فقد عمل بالمملكة العربية السعودية بجامعتين هما جامعة الملك عبد العزيز وجامعة ام القرى ,, كما انه عمل بالجزائر ونيجريا ورئيس قسم اللغة العربية بجامعتي نوفا سكوتيا، بجامعة سالفورد ببريطانيا.

احتفل التلفزيون السوداني بمرور خمسون عاما على إنشائه ولكن لا احد يذكر انه سمع اسم الرجل من بين الذين أسسوا لهذا الصرح الاعلامي .. فقد كان الفقيد من ضمن أولئك الذين تم اختيارهم لتأسيس التلفزيون وبدء الارسال .. وهنا رسالة بليغة وهي ان السودان يهتم باللغة العربية ولذا جعل هذا الرجل من بين الذين يراقبون ويراجعون ويضعون اسس المخاطبة والنشر في التلفاز ..

الراحل بجانب عمله في التدريس كان يؤلف وينشر فله الكثير من الادبيات الروائية والنقدية . ومنها على سبيل المثال ( الطيب صالح في منظور النقد الادبي البنيوي) الى جانب روائيات سودانية ..

الى جانب ذلك كله فقد كان الراحل من أولئك الرائعين الذين كانوا شعلة تضيء اذاعة هيئة الاذاعة البريطانية كما رفاقه محمد خير البدوي واسماعيل طه و الطيب صالح وتعاون اخير مع مجموعة الجزيرة قبل ان يكون اضافة علمية بحتة ترتكز عليها قناة الجزيرة في دقة اللغة وسلامة التعبير ..

ان برحيل الدكتور تكون الامة العربية وليس السودان وحده قد فقدت علم من اعلام اللغة والادب والنقد ,, وهذا المجال الان وللأسف لا يطرقه الكثير من الشباب والطلاب وذلك: ربما لصعوبته أو ربما انه غير مساعد في ايجاد وظيفة ذات مردود مادي سريع وكبير كما الطب والهندسة وغيرها من الدراسات العلمية .. ولكن هذا الرجل كان دليل ان هذا العلم ايضا له مكانته وله من يقدره وحتما هناك من يحتاج ان يكون مثل يوسف نور عوض من بين الذين يحققون سلامة اللغة وسلامة الفكر ,,
ان بلادي بها اعلام كبيرة في شتى المجالات ولكن اعلامنا يتجاهلهم كثيرا ولا يعرفهم بالأجيال الحالية والقادمة وانما فقط يهتم بالغناء والمغنين ..

هذا الرجل له ثلاث روائيات يمكن ان تكون مسلسلات ومن اجمل المسلسلات فلم لا يبادر التلفزيون بتبني انتاجها .. او شركات الانتاج السينمائي والمسرحيين .. اعتقد ان بها مادة جميلة وخاصة انها من عقلية كبيرة في مجال الادب والرواية
وخير كلام قيل في حق هذا الرجل ما قاله مدير الجزيرة وهو ينعيه اذ قال ان هذا الرجل اصر ان يواظب على عمله رغم انه يجلس على كرسي متحرك .. لله درك ورحمك الله يا دكتور فقد القمت حجرا لمن ظلوا يرددون كسل السوداني حنقا وحقدا علينا ..

رحم الله الدكتور وليت يصحُ أعلامنا من غفوته ويلجأ للخبرات ويستعين بها ..

المثنى[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. عجبت كيف تجاهل اعلامنا ومنها هذا الموقع وفاة هذه القامة العلمية الكبيرة وكل يوم يصدعوا رووسنا باخبار كيم كاردشيان واحلام واشباه الرجال رحمك الله يا دكتور يوسف نور عوض رحمة واسعه واسكنك فسيح جناته

  2. عرفت هذا الرجل عن قرب فهو يتمتع بذكاء فطري حباه به الله ويعتبر موسوعة علمية فذة فقدها السودان والأمة العربية ، ووجب تكريم هؤلاء الرجال الذين سخروا حياتهم لرفعة العلم ووضع سمعة السودان في القمم أينما حلو.
    أمل من موقع النيلين تسليط الضوء على سيرة الأستاذ الدكتور/ يوسف نور عوض.
    أوصى بأن يتم دفنه في السودان وسيوارى الثرى اليوم بمقابر حلة حمد بمعية بعثة من قناة الجزيرة ، نسأل الله له الرحمة ولآله وذويه الصبر والسلوان ،((إنا لله وإنا إليه راجعون)).