ثقافة وفنون

“48” ساعة في الخرطوم” الفنان خالد أبو النجا: السودان بلد جميل به أكثر من وجه


وصل إلى الخرطوم في زيارة قصيرة لمدة لم تتجاوز يومين، شارك خلالهما في مهرجان السودان للسينما المستقلة في دورته الثانية بفيلم حمل عنوان “عيون الحرامية” يحكي عن تجربة مختلفة، فكان بمثابة مسك الختام على شرف المهرجان الذي اختتمت فعالياته مساء الثلاثاء الماضي.

قدم الممثل والمنتج المصري خالد أبو النجا ورشة تنويرية بمسرح الفنون الشعبية بأم درمان عن دور السينما وحراكها التفاعلي في المجتمع والسياسة وجد خلالها مشاركة واسعة من المنتجين والمهتمين بدور السينما ودهاليزها.

السودان بلدي الثاني

قال أبو النجا لـ(اليوم التالي): كانطباع كل من في العالم العربي يتوق لمعرفة محيطه عن قرب زرت هذا البلد الطيب وما أعرفه أن السودان بلد جميل متعدد وبه أكثر من وجه، وعبركم ألوم الإعلام كثيراً لعكسه أشياء لا وجود لها على أرض الواقع.. وأضاف: وصلت الخرطوم بدعوة من المخرج الشاب طلال عفيفي للمشاركة في مهرجان السودان للسينما المستقلة في دورته الثانية، بجانب ذلك كانت الدعوة فرصة للوقوف على السودان بعين الحقيقة بعيداً عن شاشات التلفزة، ولا أخفي عليك طالما حلمت بزيارته من خلال حكاوي شقيقي الذي درس في جامعة القاهرة فرع الخرطوم، وبجانب ذلك تم عرض فيلمي (عيون الحرامية) وحقاً استمتعت بالرحلة.

تجربة السودان السينمائية

وعن تجربة السودان في مجال السينما قال خالد ابو النجا: صراحة لم أشاهدها من قبل، بل كنت أعرف بعض من المعلومات عنها من خلال أصدقائي بمصر، ولكن بعد زيارتي اطلعت على بعض الريبورتاج، وهو أساس، لكن لنقل أمامها الكثير.. أما عن السينما فأشار خالد إلى أن هناك نقلة جديدة تواكب الثورة التقنية في العالم لم أحضر حفل الافتتاح ولكنني أدهشت ليلة الافتتاح ببصمة الشباب خاصة بالفنان شرحبيل الذي أشجى ختام الفعالية، وعن صناعة الفيلم أكد أنه يتم بأبسط الأدوات، كالهواتف الذكية، وقال: الآن أجد شباباً عبروا من هذا الباب ونجحوا في تحقيق أحلامهم عبر تلك الأجهزة وصنعوا أفلاما وجدت رواجا كبيراً.

السينما المصرية

وعن اعتماد السينما المصرية على نجوم بعينهم قال أبو النجا: هذا الحديث ليس له مكان من الصحة، فالسينما المصرية كل يوم تخرج العديد من الأوجه، لكن تبقى الكاريزما هي الفيصل امام شاشات الكاميرا.. وأضاف: شخصياً أعمل بتوازن فيما بينهما، لكنني أميل للسينما لأنها التي أخرجت خالد الذي يعرفه الناس، وأضاف: لا أحبذ هذا التصنيف لأنه ضيق المحدودية، فقط أعمل بما أشعره بصدق قطعا فقد عملت من قبل الفيلم الكوميدي (حبيبي نائماً) والآكشن (حرب أطاليا) وغيرها الكثير، أما عن اتجاهي للسينما المستقلة فهنالك فئات من المجتمع بها حكاوي لا تمسها السينما التجارية، لذا أسعى لأعكس بعضاً منها، كان نتاج ذلك عدة أفلام أبرزها (مايكروفون) و(عيون الحرامية) التي تناقش ذلك العالم بحسب إمكانياته البسيطة، إلى جانب أنها اكثر افتاحا وقبولا وسط الشباب لما تحمله من قضاياهم الحية.

السينما المصرية بعد 25 يناير

السينما لا تتغير أو تتأثر، إن لم تكن أداة تأثير مباشر، فهي التي شكلت ثورة يناير وذلك يتراءى في افلام كـ (هي فوضي) و(ميكرفون) و(حين ميسرة) التي عكست الحالة العامة للبلاد قبل الثورة، فالسينما تأثيرها أصبح مباشرا.. وحول ما قاله سابقا عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال أبو النجا: بالتأكيد لا أشعر بالندم على هذا الحديث، نحن الآن لدينا حرية تعبير أكثر من ذي قبل، وما قلته رأيي الشخصي وأنا لم أتراجع عنه وإن خالف الكثيرين، لا يجب عليّ أن أرضي الكل فأنا بشر، أما الوضع الحالي بعد الثورة فلكل شيء وجهان بالسلب والإيجاب، نعم كانت هنالك بعض الوقفات وهي أشياء من الطبيعي أن تحدث في تلك الظروف، ولكن ثورة يناير أعطت المواطن والشارع المصري كرامته التي سلبت خلال سنوات مضت، بحمدالله لم نعد كالسابق بات بمقدورنا أن نعبر عن رأينا دون خوف من أحد سوى الله.

الدراما المصرية

وعن غياب الدراما المصرية عن الساحة بعد ظهور التركية والهندية أفاد خالد أبو النجا: لازالت الدراما المصرية مميزة ولم يسحب منها البساط لأنها الأقرب للمجتمع العربي بمختلف أعراقه، نحن نتحدث العربية وتربطنا علاقات الدم، أنا أرى أن الدراما التركية والهندية أيا كانت هي حالة وستذوب لأنهم يختلفون عنا في كثير من الأشياء.

لحن الختام

أشبعت من رغبة كنت أتمنى تحقيقها بمعرفتي للشعب السوداني عبر أشيائه، خاصة تلك السواعد في مهرجان الشباب التي عكست عدة أوجه من أماكن مختلفة سهلت علي المهمة كثيراً، لا اخفي عليك أن المهرجان شحذ همتي لأعمل فيلما مختلفا في المستقبل.

اليوم التالي