مصطفى الآغا

إنصهار في البوتقة القطرية

[JUSTIFY]
إنصهار في البوتقة القطرية

عندما باركت لقطر تتويجها لأول مرة في تاريخها بطلة لغرب آسيا بعد الفوز على الشقيق الأردني جوبهت بعاصفة ربما عاطفيّة آنيّة من الانتقادات التي بدا بعضها مقبولاً، وبعضها الآخر أكيد على الطريقة العربية أي إن لم تكن معي فأنت ضدي، وعندما تختلف في الرأي مع البعض فأنت دائماً قابضٍ مرتشٍ، وقلمك أو رأيك تم شراؤه بالمال كل هذا وأنا لم أختلف بالرأي مع أحد، وإنما كانت مجرد تهنئة لمنتخب دولة تُوجت بلقب..

الهجوم كان على الأسماء التي ضمها المنتخب القطري ومعظمها أسماء غير قطرية المنشأ حسب كلام المُنتقدين وهو كلام لا يخلو نهائياً من الصحة ولكنه يخلو من الدقة.. فأنا شخصياً أحمل الجنسية البريطانية، ولم أكن يوماً من أصول بريطانية وليست أمي ويلزية ولا والدي من ليفربول أو مانشستر، ولكنني أستطيع الترشح للبرلمان ويمكن أن كون وزيراً أو حتى رئيس وزراء لو لدي طموحات سياسية أو دعم مالي وزخم انتخابي.

ورب قائل إنني عشت هناك ودفعت الضرائب حتى نلت جنسيتها بشكل قانوني، ولكني أقول إن غيري أيضاً عاش هناك ولكنه لم يستوف شروط الجنسية التي تقررها الدول وهنا بيت القصيد.. فقد أكون شخصياً ضد تجنيس اللاعبين الوقتي أو الظرفي، ولكني بالقطع مع سيادة الدول ومع ما تقرره مصلحة كل دولة وهنا عندما يرتدي أي لاعب قميص دولة ما فهو يمثلها ويحمل هويتها وجنسيتها ويدافع عن ألوانها حتى لو حدث وواجه منتخب دولته الأصلي، ولا أعتقد أن قطر تختلف عن أميركا وألمانيا وإيطاليا الذين جنّسوا لاعبين أفارقة وأوروبيين وحتى عرباً في كافة الألعاب وليس في كرة القدم وحدها رغم أن بلداً مثل أميركا تعداده السكاني 315 مليوناً و475 ألفاً حسب إحصائيات 2013 وهي بالتأكيد لا تحتاج لمواهب ولا لأسماء تمثلها ولكن لو تابعنا من مئات ممن نالوا لها الذهب الأولمبي ودافعوا عن ألوانها رياضياً سنجد بعضهم لا يتحدث الإنجليزية بطلاقة فلماذا نطنش على الحالة الأميركية ونُضخّم الحالة القطرية وإذا رضي خوخي بوعلام أن يكون قطرياً فهذا شأنه وهو بالتالي لن يلعب للجزائر تالياً أما وجود بلماضي على رأس الجهاز الفني فهو اعتراف بأن قطر تمنح العربي نفس فرصة الأجنبي طالما أنه مؤهل لذلك وسبق لبلماضي أن قاد لخويا للقبين في الدوري ويمكن أن يقود منتخب قطر في وقت من الأوقات.

الأكيد أن قطر ليست بحاجة لمن يُدافع عن سياستها في التجنيس، والأكيد أن هذا شأنها طالما أنه لا يتعارض مع القوانين الدولية أو قوانين الفيفا، ولهذا أجدد التهنئة لقطر ولخوخي وزملائه الذين قدموا أداءً مُبهراً وحسناً فعلت إدارة النادي العربي بتكريم الثلاثي خوخي بوعلام، وعبدالعزيز حاتم ومحمد رزاق الذين مثلوها في المنتخب، وأتمنى لو فعلت كل الأندية مثلما فعل العربي وهذا دليل آخر على انصهار الجميع ضمن البوتقة القطرية.
[/JUSTIFY] [email]Agha2022@hotmail.com[/email]