البداية المتواضعة !
المنطق يقول إنك إن أردت أن تنافس على أية بطولة تشارك بها بطريقة الذهاب والإياب، فعليك أن تقتنص النقاط على أرضك، وأن تخفف من خسائرك لها خارجها، وهو ما لم يحدث في الحالة الإماراتية مع انطلاق دوري أبطال آسيا.
فالوحدة فرط بالتأهل أمام شقيقه السد، رغم أن اللقمة كانت في الفم، ثم جاء الدور على العين ليقدم واحداً من أسوأ مستوياته هذا الموسم، ويتعادل مع الشباب الذي لم يكن في أحسن أحواله «قبل المباراة»، ولكنه خلالها قدم أداءً متماسكاً فاجأ العيناويين والشبابيين، على حد سواء، ولعل أصدق ما قيل بعد المباراة، سمعته من الشيخ عبدالله بن محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة شركة العين الذي قال فاجأني أمران، أداء العين، وأداء الشباب، وهو كلام صريح وفصيح، والأجمل أن الرجل لم يحاول تبرير التعادل الذي يشبه الهزيمة، بل وضع النقاط «الممكنة» على الحروف، تاركاً كل النقاط للغرف المغلقة واجتماعه بزلاتكو ولاعبيه.
المفاجأة الثانية، كانت في الأداء الدفاعي الهزيل من الأهلي أمام شقيقه أهلي السعودية، فاهتزت شباكه ثلاث مرات، ولعل الحسنة الوحيدة كانت في قدرة الأهلي على الرد والتعويض، بعد كل هدف دخل مرماه، وبالتأكيد هناك مليون إشارة استفهام على الهدف الأول، من ماجد ناصر، وهذا الاستهتار الغريب بالكرة، ما سمح بأسرع هدف في التصفيات حتى الآن، وإن بقي الفريقان على هذه الحالة، فإن الوصول لمراحل أبعد من الدور الأول تبدو مستبعدة، رغم قناعتي أن المجموعتين الثانية والرابعة، ليستا من أقوى المجموعات وبختاكور ونفط طهران في حالة العين ليسا بُعبعين، وأيضا ناساف الأوزبكي وتراكتور الإيراني ليسا من طينة الكبار، كما في حالة الأهلي، ولهذا ورغم التعادل في المباراتين، بقي المحللون والنقاد على ثقة، من تأهل العين والأهلي إلى دور الـ 16، ولكني أبني على ما رأيت، فإن كان هدف الفريقين، هو اللقب فما شاهدناه لا يوحي بذلك، وبالتأكيد ستكون هناك محاولات لسد الثغرات وعلاج الأخطاء، وربما تكون كبوة التعادلين في أول مواجهتين مفيدة للطرفين حتى يتداركا الموقف.
آسيا تحتاج للتركيز وتحتاج للصبر، وتحتاج أيضاً لدكة قادرة على صناعة الفارق، وهو متوافر في الأهلي والعين، رغم أن إصابة عموري ما زالت مؤثرة في الحالة العيناوية.