المثنى احمد سعيد

الاتصالات السودانية والصعود للهاوية


حين بدأت شركة الاتصالات السودانية الوحيدة آنذاك سوداتل وتبعتها موبيتل كانت الخدمة من اميز الخدمات في المنطقة وتباهينا بذلك حيث تفوقنا على دول لها باع وسبقتنا في استخدام الاتصالات الخلوية .. حتى انه قيل ذات مرة في برنامج من سيربح المليون كان السؤال ماهي الدولة الافضل في الاتصالات وكان الخيار في الاخر بين السودان وامريكا اجاب الضيف ( طبعا امريكا) الا جورج قرداحي فاجأ الضيف ان الصحيح السودان وفقر الضيف فاه ومستنكرا ان يكون هذا الكلام صحيح ..انا لم اشاهد هذه الحلقة ولكن تروى في كل مكان
مضت السنوات والشركة تطور من خدمة الى خدمة وتتوسع حتى كادت ان تغطي السودان وفجأ اذا بنا نسمع ان سوداتل تود ان تتخلي عن موبيتل وتبيع حصتها لشركة زين الكويتية وبالطيع اتت زين واغلب البنية التحتية للشركة جاهزة ما عدا بعض الارياف والمدن البعيدة لم تصلها الخدمة .. كانت المكالمات واضحة ونقية ودون تقطيع وتهافت المغتربون لشراء الاجهزة وارسلها لذويهم وبذا تم التواصل مع المغترب واهله ..
بالطبع شركة زين شركة اجنبية ويهمها في الاول الربح وتحويل اموالها ،ولكن وقعت المشاكل في السودان احست زين انها تورطت في صفقة موبيتل فهي لا قادرة على تحويل ارباحهم ولا قادرة على ارسال اموال لشراء الاجهزة وقطع الغيار بغرض صيانة القديم .. لم تتوسع الشركة في البنية تدنت قوة الاشارة الصوتية ربما لها ابراج في اماكن لم يزورها فني من يوم ان تم تركيبها .. وهنا ربما فقدت كثير من الاجهزة الحديث وعمرها الافتراضي انتهى ولكن لا سبيل للتغير ..
الى جانب هذه المعمعة انشئت شركة سوداني وهي عرجاء تتكئ على بعض البنية الاساسية لسوداتل التي تشاركها زين كاستخدام المواعين والناقلات . وهذا ادى الى عبء على البنية ايضا ..
دخلت اريبا السوق بقوة وبدت تتوسع وتنتشر وتحولت لشركة قابضة تعم العالم وغيرت اسمها لام تي ان وهي كذلك وقعت في مطب التحويلات و شراء القطع والاجهزة بسبب الحظر على السودان .. ربما تجاوزت هذه الشركات بعض الاشكالات ولكن بقيت منها عدم امكانية التطوير والتوسع فبدل ان تنتقل الشركات الى نطاقات اكبر واكثر تطورا تخلفت عن المنطقة التي حولها .. وتراجعت الكفاءة ,, وهناء اذكّر بقولي اننا ننجز الجديد ولكن لا نعرف المحافظة عليه وهناك ثقافة عدم الصيانة او عدم الاقتناع ان لكل شيء عمر ويجب ان يجدد او يغير ..
هكذا تراجعت الشركات الثلاث في الاداء وتوقفت في التطور الرأسي حيث انها الى الان لم تنتقل الى الجيل الرابع .. وظلت قابعة في امكاناتها القديمة ولم تتوسع افقيا لضعف القوة الشرائية للخدمات الغير هاتفية .. وحتى الهاتفية اكتفت بما هوا واصل ..
واذا كان البرج يغطي دائرة قطرها 12 كيلو ويكون هناك طيف في حدود 2 كيلو لا يكفي لإجراء مكالمات نظيفة اكتفت الشركات ان يكون هذا الطيف واصل لبعض المناطق . ومثال اسوقه لكم .. في منطقة الدبة بالولاية الشمالية ان الثلاث شركات لا تمتاز باي خدمة جيدة بل سيئة بمعني الكلمة .. واهل تلك المنطقة معظمهم محرومون من الانترنت السريع كخلق الله .. وحتى المكالمات العادية عليك ان تتجول في المنطقة حتى تجد منطقة ذات شبكة تكفي للاتصال
جرب المواطنين الشركات الثلاث والحال هو نفس الحال .. ولكن مع تدهور الخدمة في الخرطوم وفي كثير من الاحياء فقد اهلنا في تلك المناطق الامل ان تتحسن الشبكات لديهم ..
تعريجة
الى وزيرة الاتصالات .. هل في مفهومكم في شركات الاتصالات هو فقط ان تكون هناك مكالمات وانترنت في مناطق الحضر .. وهل هذه الشركات حين دخلت الخدمة الا يوجد عقد والتزام تدرج في التطوير لتواكب البلاد العالم ..هل تفكرون ماذا يحدث لو انه فجأة اكتشفنا ان ما لدينا من اجهزة لا يمكنه التواصل مع العالم ..ما هو دور هذه الشركات في البحوث العلمية الخاصة بالاتصالات .. ما هو دور الشركات في تدريب ودراسة علم الشبكات في السودان ؟؟ اليس لها دور ام ( فقط هلو منو معاي )؟؟؟


‫2 تعليقات

  1. الكل مستفيد من هذا الوضع ما عدا المستهلك الذي لا يجد من يحميه !!.

  2. المستهلك الذي لا يجد من يحميه !!. له الله الواحد ألأحد. ونقوووول حسبنا الله ونعم الوكيل عليهم .