تاريخ كرة القدم بين الشمس والظل: كيف استخدم اللاعبون السحر والشعوذة من أجل الفوز؟
انتشرت أعمال السحر والشعوذة في مختلف المجتمعات منذ القدم، وكان يشار إليها في بادئ الأمر بـ«مصادر النكبة»، أو «الأشياء الجالبة للحظ»، وسرعان ما لجأت كرة القدم، سواء من المشجعين أو اللاعبين أنفسهم، إلى بعض الممارسات، اعتقادًا بأنها سترجح كفة فريقهم أمام الخصم، وبخاصة في المباريات التي تتميز بطابع خاص، مثل النهائيات، أو اللقاءات المشحونة بالعداء.
وفي بلاد الغرب شاعت قائمة بمجموعة أعمال «كفيلة بأن تجلب سوء الطالع لممارسيها، وإن كانت ممارستهم لها دون قصد»، وكان من بين هذه الأشياء أن يلمس الإنسان ضفدعًا، أو يدوس على ظل شجرة، أو ينام بالمقلوب، أو يفتح مظلة تحت سقف، أو يعد أسنانه. وانطبقت هذه الأعمال على لاعبي كرة القدم، فكانت بمثابة «المحرمات»، وإذا قربها لاعب فإنه سيواجه سوء الحظ، وربما لن تنصاع له الكرة أبدًا.
وفي كتابه «كرة القدم في الشمس والظل»، يقدم الروائي إدواردو غاليانو عرضًا لتطور استخدام السحر والطلاسم في ملاعب كرة القدم. ويستعرض «المصري لايت»، في الجزء الرابع من «تاريخ كرة القدم»، 7 مواقف سادت فيها أعمال السحر والشعوذة.
طلاسم وتمائم
من أشهر العادات التي يمارسها اللاعبون لدى نزولهم أرضية الملعب، تقديم اليمنى، ورسم إشارة الصليب، وهناك من يتجه مباشرة إلى المرمى الفارغ ويسجل هدفًا، أو يقبّل القائم. وغير ذلك يوجد من يعلق ميدالية حول عنقه، أو يربط معصمه بشريطة سحرية.
ويشاع في ملاعب كرة القدم اعتقاد راسخ بأنه «إذا ضيع لاعب ركلة جزاء فلأن أحدًا قد بصق على الكرة، وإذا ضاع هدفًا مضمونًا فلأن الساحر أغلق مرمى الخصم، أما إذا خسر المباراة فلأنه أهدى قميصه في الانتصار الأخير».
قبعة «كاريثو»
أمضى حارس المرمى الأرجنتيني، أماديو كاريثو، 8 مباريات دون أن تهتز شباكه، وكان ذلك بفضل قدرات قبعة كان يرتديها في الشمس والظل. وفيما بعد اتضح أن «تلك القبعة كانت تعويذة ضد شياطين الأهداف». وفي إحدى الأمسيات، سرق لاعب فريق بوكا جونيورز، أنخل كليمنتي روخاس، قبعة «كاريثو»، ومن حينها لم يستطع الحارس أن يمسك بالكرات، ما أدى إلى خسارات متتالية لفريقه ريفر.
«تومة» ريال مدريد
روى البطل الإسباني، بابلو هيرنانديث كورونادو، أنه «حين وسّع نادي ريال مدريد ملعبه، أمضى 6 سنوات دون أن يحرز بطولة، واستمر على ذلك الحال حتى تغلب على تعويذة الشؤم بفضل مشجع عمد إلى دفن رأس ثوم في منتصف أرضية الملعب».
الخمر الكتالوني
في نادي برشلونة، لم يكن المهاجم الشهير لويس سواريز ميرامونتيس يؤمن باللعنات، ولكنه في المقابل كان يعرف أنه سيحقق أهدافًا كثيرة كلما أريق منه النبيذ وهو يأكل.
لعنة الدجاج
في مونديالي 1986 و1990، حرم المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني، كارلوس بيلاردو، على لاعبيه أكل لحم الدجاج، اعتقادًا منه بأنه «يجلب سوء الطالع للاعبي المنتخب». وفي المقابل فرض «بيلادرو» على الجميع تناول لحم البقر الذي كان يسبب لهم زيادة في نسبة حمض اليوريك.
عقدة بيرلسكوني
أما سيلفيو بيرلسكوني، رئيس نادي إيه سي ميلان الإيطالي، فكان يمنع لاعبيه من ترديد نشيد النادي «أغنية ميلان الشهيرة»، بدعوى أنها «تبعث موجات خبيثة تشل تشل أقدام اللاعبين». وفي عام 1987 أمر بنظم نشيد جديد للنادي حمل عنوان «ميلان يا قلبي».
نبوءة «رينكون»
خيب المارد الزنجي في المنتخب الكولومبي، فريدي رينكون، آمال معجبيه في مونديال 1994، عندما لعب دون أن يظهر أدنى قدر من الحماس. وفيما بعد اتضح أن الأمر لم يكن بسبب انعدام الرغبة لديه، وإنما بسبب الأفراط في الخوف. ذلك أن منجّم من توماكو، مسقط رأس «رينكون» على الساحل الكولومبي، كان قد تنبأ له بنتائج البطولة، وبالفعل جاءت النتائج مطابقة لما تنبأ به، كما أخبره المنجم بأنه سيكسر ساقه ما لم يلتزم بالكثير من الحذر، قائلًا له: «حذارًا من النمشاء (الكرة)، ومن الكبدية ومن الدامية (البطاقتين الصفراء والحمراء)».
المصري اليوم