ثقافة وفنون

رحلة “طربية” ثرّة: عبد الله البعيو.. من المنولوج إلى الغناء الشعبي


يُعد عبدالله عبد القادر الشهير بالــ (البعيو) أحد مطربي الفن الشعبي الذين ساهموا بشكل فاعل أكسب الأغنية الشعبية أبعادا جديدة، من خلال الـ (شو) والاستعراض والغناء الدرامي الرائع الذي يقدمه على خشبة المسرح، الأمر الذي أكسبه محبة الجميع، فاستطاع في فترة وجيزة أن يخلق لنفسه قاعدة جماهيرية كبيرة وعالما فنيا يميزه عن الآخرين. وعبد الله البعيو – بظن كثيرين – وهو كذلك بالفعل يتوفر على إبداعات ثرة وأغان رائعة خاصة في جانب غناء الحماسة والتراث.

التقيناه في هذا الحوار (الخفيف) كي نقلّب معه سريعاً أوراق رحلته الغنائية التي أبحر فيها عبر تيارات الغناء المختلفة خاصة (تخصصه) المفضل، الغناء الشعبي. ونستعرض معه خلال هذه المقابلة أيضاً التحاقه بسلاح الموسيقى حتى غدا أحد أساطينه الذين يشار إليهم بالبنان، بجانب طائفة من سيرته الثرة . وحتى لا نفسد هذه الدردشة دعونا نتوقف عن هذا التقديم هنا، ونذهب مباشرة إلى الحوار، فماذا قال؟

* أستاذ بعيو، حدّثنا عن نشأتك وعن المكان الذي ترك أثراً عميقاً في نفسك؟

– هي كسلا، إنها مدينة تفرض رسوخها الذاكرة، وذاكرتي لن تنسى مدينة كسلا التي تضم بجانب كل أطياف المجتمع السوداني ضريح سيدي الحسن – كسلا التاكا – كسلا السواقي – ولا أقدر أن أصفها بكلمات.

* من ساعدك في نجاح مسيرتك الفنية؟

– يرجع الفضل إلى الفريق جعفر فضل المولى، وقد كان ملحنا وشاعرا وراقصا، وهو الذي أخذني من الفرقة القومية الموسيقية إلى الشعبية، وقدم لي الموسيقار عوض محمود ألحانا وعمل معالجات لأغاني الحقيبة، وهو الذي أدخل غناء الدليب بالموسيقى النحاسية وعمل لكل أغنية نحاسية (نترو)، وطلبت مني مديرة إذاعة (ركن السودان) في القاهرة ثريا جودة أن أسجل أغاني شعبية في القاهرة، وذهبت إلى هناك وسجلت عدداً من الأغاني التي طلبتها، وهؤلاء كانوا سبب نجاحي في مسيرتي الفنية.

* يقال إنك اعتمدت على أغاني التراث تأخذ منها ما شئت، فيما أغفلت إنتاجك الخاص؟

– لا، هذا الكلام غير صحيح، لديّ أغاني حماس من إنتاجي وألحان بعض الشعراء من منطقة الجعليين، وأديت أغاني لعدد من الفنانين مثل الفنان خلف الله حمد والمرحوم بادي محمد الطيب (بتريد اللطام)، لأن هذه الأغنيات قومية ومناهضة للاستعمار.

* الأغنية العاطفية عند البعيو، لا نرى لها أثراً ؟

– لكل مرحلة عمرية غناء معين، وعامل السن له دور، وأنا عندما كنت شابا غنيت أو أديت أغنية (سيدة وجمالها فريد) من كلمات سيد عبدالعزيز وعميد الفن محمد أحمد سرور، أما الآن فقد تغير الوضع، ومن المفترض أن أي فنان يمرحل حياته.

* هل للفن حدود؟

– ليست للفن حدود ولكن له احترام.

* من أين جاءت شهرة البعيو؟

– بدأت من المنولوج، فالسودانيون بطبيعتهم يحبون الغناء الحماسي وهو مرتبط بكل مناسباتنا.

* ما هو تقييمك للغناء الشبابي الماثل الآن؟

– أنا دائما أردد أن الشباب أصواتهم جميلة واستايلهم أيضا جميل، وهم المستقبل للغناء السوداني، لكن أنصحهم بأن يتريثوا قليلاً ولا يستعجلوا الشهرة.

* قانون تنظيم المهن الموسيقية ماذا به؟

– قانون تنظيم المهن الموسيقية جاء نسبة لأشياء لم يجزها المجلس القومي، ومن المفترض أن يكون هناك تصريح بالغناء والعضوية لها شروط، فنحن باعتبارنا درجة أولى مع غيرنا من الفنانين الكبار، أما الفنانون الشباب فهم درجة ثانية، لذلك يجب أن يمتلكوا هذا التصريح.

* هل الدولة كرّمتك؟

– لم تكرّمني بل كرّمني الشعب السوداني.

* جديد الفنان البعيو؟

– أكثر من ثلاث قصائد من أشعار بشير محمد علي من ضمنها (ست الجمال)، وهناك أعمال أخرى في مرحلة التجهيز بالإضافة إلى أغنية للشاعر أمير بشير لوالده.

* شكراً لك أستاذ عبد الله عبد القادر (البعيو).

– شكراً لك، ولصحيفتك الغراء

 

 

 

اليوم التالي