مصطفى الآغا

البرازيل بدون نيمار


فجر أول أيام رمضان المبارك تابعت المواجهة البرازيلية الكولومبية في كوبا أميركا، هذه البطولة الأعرق في التاريخ فهي بدأت عام 1916 أي قبل 14 عاماً من أول بطولة لكأس العالم والتي استضافتها الأوروجواي عام 1930 وبالمناسبة الأوروجواي هي صاحبة الرقم القياسي في الفوز بكوبا أمريكا بـ15 لقبا مقابل 14 للأرجنتين (التي نظمتها 9 مرات وهو رقم قياسي) أما البرازيل فلم تفز بها سوى 8 مرات رغم أنها كانت خلال عقود طويلة أحد القوى العظمى كرويا والبعض يقول إنها ما زالت قوة عظمى ولكني للأسف لا أراها كذلك وأنا من شجعت البرازيل منذ أيام بيليه وجيرزينيو وتوستاو وريفيلينو وكارلوس آلبرتو حين توجوا أبطالا للعالم عام 1970 في المكسيك بقيادة الداهية زاجالو وحملت كأس جول ريميه للابد بنجمتها الثالثة في كؤوس العالم ويومها تم بث النهائيات للمرة الأولى على الهواء، وكنت يومها طفلا ومن وقتها أحببت البرازيل ولا زلت ولكن شتان ما بين برازيل زمان وبرازيل هذه الأيام. فلم نتعود أبدا أن تعتمد البرازيل على لاعب واحد لا في عهد بيليه ولا في عهد سقراط ولا في عهد رونالدو ولا في عهد رونالدينيو وبيبيتو وكاكا، لكنها الآن تتنفس من أقدام لاعب واحد هو نيمار والكل في البرازيل يعرفون ذلك ويقولون إن مدرب المنتخب دونجا يحاول التخفيف من حدة الاعتماد على هذا اللاعب المزاجي المشاكس، والذي خرج مصابا في كأس العالم أمام كولومبيا تحديداً فسقطت البرازيل أقسى سقوط لها في التاريخ على يد ألمانيا ثم على يد هولندا وها هي تسقط من جديد وأمام كولومبيا ولكن بهدف جعل أعصاب من منحه دونجا شارة «الكابتن» وسط امتعاض واستغراب جماهيري كبير، جعل أعصابه تفلت أكثر من مرة وكان أي متابع ولو لا يفقه في الكرة شيئا يدرك أن نيمار سيخرج بالحمراء إن عاجلاً أم آجلاً، وهو الذي اشتبك مع الحكم ومع الكرة ومع لاعبي كولومبيا إلى أن خرج فعلاً مطروداً في نهاية المباراة ليغيب حتى نهاية البطولة، والتي سبق أن هزمت كولومبيا علما أن لجنة الانضباط أوقفته 4 مباريات مما يعني ابتعاده عن البطولة نهائيا. الكرة البرازيلية لم تعد ممتعة كما كانت منذ غيرها كارلوس ألبرتو باريرا وقلل من حجم المهارات لصالح المهام الدفاعية ونال مكافأته نجمة جديدة في كأس العالم بأمريكا 1994 ولكن البرازيل من يومها لم تعد قوة عظمى يهابها الجميع دائما بل باتت لاعبا كبيرا على الساحة الدولية وهي وصلت لنهائيات 1998 وسقطت بالثلاثة أمام فرنسا ثم عوضت عام 2002 باللقب الأخير قبل أن تترك الساحة لإيطاليا وإسبانيا وألمانيا واليوم قال عنها أحدهم «إن البرازيل بدون نيمار فريق مثل باقي فرق أمريكا اللاتينية بل ربما أقل». فمتى تعود لسابق ألقها؟؟
(أرشيف الكاتب)