حوارات ولقاءات

القيادي بالحركة الإسلامية الدكتور قطبي المهدي: طه ونافع والجاز لا زالوا هم الذين يسيرون الأمور على مستوى السياسات

حسب معلوماتي هناك جهد بُذل لتكسير الحركة الإسلامية…
الزبيرأحمد الحسن وجد نفسه أمام هذه المشكلة …
يجب إيجاد الإسلاميين قبل الحديث عن وحدتهم …
مشكلة المفاصلة لم تكن مع البشير، والترابي غاضب من هؤلاء…
بكري حسن صالح منحني بارقة أمل في الحوار الوطني ..
تعيين إبراهيم أحمد عمر لرئاسة البرلمان قرار صحيح في الوقت الخطأ…
القيادات الجديدة في الحكومة لم تملأ الفراغ الذي خلّفه نافع والجاز …
الترابي لم يعترض على نيفاشا، وطه لايتحمّل مسؤوليتها لوحده…
////////////////////
المقدمة …
مثل منتخب الألمان (الماكينات) في كرة القدم.. يجيد الانضباط التكتيكي والالتزام الهادئ غير المخل بضرورة الانفتاح في الملعب، أو هكذا يشاركهم القيادي المميز في الحركة الإسلامية الدكتور قطبي المهدي في تلكم الخصائص، أو يكاد قطبي أن يتميز قليلاً على صاحب (اللقب العالمي) في أنه يزيد على تلك الخصائص كونه ليس بالضرورة أن يكون لديه (خصماً) في الأساس حتى يضطر معه لآلية الانضباط والالتزام، لكنه- أي قطبي- ينطلق في كل معتقداته من خاصية رفض الهزائم والتقهقر الفكري والذهني، وهو ما يجعل الصحافة دائماً تجلس إليه وعلى عنقها شوك من (مسد) الشعور بعناء الحوار مع رجل يجبرها على الخروج من ساحة اللقاء وهي تعترف (همساً) بالهزيمة!.

….
مقاطعة الحركات و المعارضة للحوار رغم إعلان انطلاقته في أكتوبر …….
الحقيقة الحوار من حيث المبدأ كان فكرة ذكية ومبادرة مهمة للغاية من جانب الرئيس عمرالبشير، وكانت بالفعل ستشكل تحول كبير في المناخ السياسي السوداني في المرحلة المقبلة، هذا في حال سلوكها المسار الصحيح، ولكني أصبت بخيبة أمل من طريقة انطلاقته ، و اعتقد أن الآن هناك حالة ارتباك كبيرة وسط الأطراف المختلفة حول ماذا تريد من هذا الحوار، والى أين سيقود؟ وهذا هو السبب الذي عطّل الحوار طيلة هذه الفترة .
مقاطعة ماذاقصد الرئيس من الحوار ؟
قصد الرئيس من الحوار بأن يكون حوار وطني بين القوى السودانية حول مشكلات السودان الرئيسية والتحديات التي يواجهها، وهذا ليس بجديد على الرئيس البشير لأنه منذ أن أتت ثورة الإنقاذ الوطني طرحت موضوع الحوار في حوارات مشهورة جداً، حوارات قومية مع كافة السودانيين، حيث لم يستثنى أحد، وتعرضت للقضايا الرئيسية التي كانت تواجه البلد في ذلك الوقت، وكلنا نتذكرالحوار الاقتصادي الذي أدى للتحرير الاقتصادى ، والحوار الذي جاء بالبرنامج الثلاثي ، وأيضاً الحوار الذي أدى للنظام السياسي بعدما استعرض الناس تجربتهم السياسية في نظام الأحزاب .
أين المشكلة بالضبط ؟
المشكلة أن الحوار أصبح حزبي بين الأحزاب السودانية بدلاً من أن يكون مع المجتمع السودانى، وانتقلت الأجندة من أجندة وطنية تتعلق بالمشكلات التي تواجهها البلد والمواطن السوداني على كافة المستويات أياً كانت سياسية أو اقتصادية، إلى حوارات بين اللأحزاب أجندتها أجندة حزبية محضة، بعضهم يريد أن يستخدم الحوار لتغيير النظام، والآخر يريدها لتوسيع المشاركة ليجد له فرصه في الحكم أو نصيب في (كيكة السلطة)، والبعض الآخر تصفية حسابات مع النظام، وهكذا ضاعت الفكرة الأساسية في هذا الصراع بين الأحزاب المختلفة، والشعب السوداني ليس معني بهذه الأجندة الحزبية على الإطلاق، بل معني بالقضايا الكبرى التي تواجه الوطن وواقعه المعيشي والحياتي، لذلك انحرف الحوار عن أهدافه الأساسية.
كيف تراه الآن بعد تحديد العاشر من أكتوبر موعداً لانطلاقته؟
الآن بعد هذه الفترة ظهرت بارقة أمل، أولاً انا سمعت النائب الأول للرئيس، بكري حسن صالح في مؤتمره الأخير مع الإعلام يتحدث عن ضرورة أن يشمل الحوار فئات المجتمع السوداني كافة، ولأول مرة يقال هذا الكلام، كل ترتيبات الحوار كانت حزبية فقط هذامن شأنه أن يغير الأجندة إلى أجندة وطنية الشأن.
غياب المعارضة المسلحة عن الحوار ؟
بالنسبة للحركات المسلحة على وجه الخصوص لا أعتقد أنها ستستجيب لهذا الحوار ولن يشكل الحوار حلاً لمشكلة الأمن لكل هذه الفئات….
لماذا؟
لسبب بسيط … هنالك عدد كبير جداً من الحركات رفض التفاوض مع الحكومة رغم الفرص التي أتيحت لها مراراً لوضع السلاح والمشاركة السياسية، فالذين يقاتلون من أجل قضايا حقيقية أدركوا أن هناك طرق غير العمل المسلح يمكن عبرها خدمة قضايا مناطقهم، وتوصلوا لقناعة بأن الحكومة من مصلحتها تنمية هذه المناطق وتمثيلها في السلطة ، فكلهم عاد للوطن وشكل احزاب سياسية وبدؤوا نضالهم السياسي من أجل تحقيق مطالبهم، وهؤلاء سيشاركون في الحوار الوطني .
والحركات الأخرى ؟
الحركات الأخرى..،، نحن نعلم تمام العلم بأن هناك جهات خارجية لاتريد لهذا البلد أن يستقر وهذا كلام معلن وليس تحليل ولا اتهام وليس نظرية مؤامرة من خلالها تتم محاولة تضليلنا بها، لكنه كلام معلن من أعداء النظام بالخارج، وزير الأمن الإسرائيلى السابق قال هذا الكلام في محاضرة معلنة ومشهورة في معهد الأمن الإسرائيلي، فهنالك جهاتتحرص على استمرار الأزمات في البلاد وهناك آخرون يسترزقون من السياسات الأجنبية ضد الوطن، وسوف يستمرون في ذلك ، وليس لدي أمل في استجابتهم للحوار الوطني.
تحذيرات المهدي المتكررة للنظام وبقاؤه في الخارج؟
نشكرالصادق المهدي على نصائحه والنظام يدرك المخاطر التي تشكلها المعارضة الداخلية والخارجية، ونرجوا أن يكون هو أدرى بذلك، وقد كان يتهم النظام بأنه هو داعش نفسها وكان يسعى في الخارج مع الحركات المسلحة لإسقاط النظام، وكل الحصيلة التي وصل إليها هي استنزاف للبلد وقدراته في الحرب والحصار الخارجي على البلد، ولم يساعد النظام في مواجهة هذه التحديات المفروضة عليه، وأخيراً إذا كان المهدي يريد فعلاً المساعدة في حل مشكلات البلد كان عليه أن يبقى في الداخل ويستمر في الحوار المطروح، و لم ننتظر منه أن يبدأ الحوار، نحن من بدأنا الحوار وقد كان موجوداً في الحوار، ولكن حينما لم تسر الأمور حسب مزاجه خرج،و هذه مشكلته .
هل هناك انقسام داخل الوطني حول دور المهدي في الحوار؟
صحيح هناك اختلاف حول دور المهدي داخل الوطني لكن للأسف هو نتيجة فوضى وارتباك داخل الحزب الحاكم، ولم يحدد موقفه بشكل واضح، أولاً هناك من يعتقدون بأن الصادق يلعب دور تخريبي رغم إتاحة كل الفرص له للحوار والمشاركة ،ولأجندة شخصية جداً وليست أجندة حزب الأمة بشكل عام هو يمارس بعض التصرفات السياسية غير المسؤولة (بصراحة)، وهناك الذين اعتادوا الجري وراء التأييد بأي ثمن ومازالو يعتقدون بأن المهدي يمكن أن يكون رقماً مهماً جداً في دعم النظام، وبالتالي تسمع تصريحاتهم في الترحيب بالسيد الصادق المهدي وأنه يمكن أن يأتي من دون شروط للوطن، بمعنى أن الحزب حتى الآن ليس لديه وجهة نظر واضحة في قضية المهدي .
كثر الحديث عن وحدة قادمة للإسلاميين تضم العلمانيين والأنصار والشيوعيين؟
أولاً : الآن مطلوب وحدة المجتمع السوداني بالدرجة الأولى وهذا في تقديري ممكن بنسبة 70 %، السودانيون الآن أدركوا أن لديهم مشكلات حقيقية وهم مستعدون للالتفاف حول أي راية توحد صفهم لمواجهة هذه المشكلات، وهذه لحظة تاريخية مهمة جداً يجب اغتنامها،كما أن الأمور في خط سيرها، فإذا لم يحصل توحد الآن سيكون الوقت قد فات على ذلك وسنكون قد دخلنا في مرحلة صعبة جداً لن يكن من السهل الحديث عن صف وطني على الإطلاق .
عذراً… مارأيك في وحدة إسلاميين تضم العلمانيين؟
قبل الحديث عن وحدة الإسلامين يجب أن نجد الإسلاميين أولاً، ومن ثم نتحدث عن وحدتهم، من هؤلاء الإسلاميون وماهو إسلامهم؟؟ لم تعد الأمور بالوضوح الذي كانت عليه في السابق، وحدة إسلاميين تضم الشيوعيين وتضم العلمانيين هذا حديث لا أستطيع أن أفهمه، وأنا في تقديري هنالك مبالغة كبيرة جداً في االحديث عن مجموعات إسلامية في هذا الوقت، لا ننكر أن هناك جهود ومبادرات في هذا الصدد وهم مجموعات صغيرة مختلفة، لكن حركة إسلامية في هذا البلد يجب الحديث عن إيجادها أولاً قبل أن نتحدث عن وحدتها .
توقيت تعيين شيخ الزبير أميناً للحركة،، كيف تراه؟
الإشكالية الكبيرة بين المؤتمرالوطني والحركة أعتقد بأنها لازالت قائمة،ولم يستطع أن يجدوا صيغة واضحة لطبيعة هذه العلاقة وتحديدها، وأعتقد أن شيخ الزبيرأحمد الحسن هو شخص محترم لكنه وجد نفسه في هذه الإشكالية التي لم تحل منذ الحديث عن جبهة الميثاق الإسلاميوالأخوان المسلمين، هذه جدلية ظلت دائرة والناس فشلوا في أن يتوصلوا لصيغة مفهومة، لكن حركة حماس في فلسطين وجدت لها حلاً، وكذلك حركة النهضة في تونس، وأعتقد أن هذه الإشكالية ستظل موجودة، وكانت هناك مجهودات حسب معلوماتي لتحجيم الحركة الإسلامية والسيطرة عليها و تكسيرها، والنتيجة واضحة الآن والدليل ماحدث للحركة الإسلامية من ضعف كبير جداً، هنالك من كانوا يعتقدون أن المؤتمرالوطني يمثل الحركة الإسلامية (وده فيه خلاف كبير داخل الحزب.(
ألم تكن هناك أمانة داخل الحزب تسمى الفكر؟
نعم كان للحزب أمانة اسمها أمانة الفكر وكانت معنية بالتأطير الفكري والعقدي للحزب، وبلورة أيدولوجية الحزب وكان الناس يعتقدون أن الأمانة كافية جداً،ومن الممكن أن تستوعب نشاط الحركة الإسلامية، وبهذا يكون الحزب جمع بين توجهه الإسلامي ونشاطه السياسي، لكن كانت هنالك مقاومة لها ، وظلت هذه الأمانة فاشلة تماماً في أداء دورها، يعني أنه حتى الآن هي من أضعف الأمانات، ونذكر اعتراف البروفيسور أحمد عمر أنه فشل، وهو عميد ومختص في الدراسات الإسلامية فى جامعة الخرطوم، ومن المفترض أن لا يفشل فى هذه المهمة، كل هذا يشعرك بالارتباك بين المؤتمرالوطني و قيادات الحركة الاسلامية، والمعضلة التي فشلوا في حلها .
جدل كثيف لاحق تعيين إبراهيم أحمد عمر بعد الفاتح في البرلمان؟

الجدل حول رئاسة البرلمان دليل آخر على الأزمة التي يواجهها الحزب والحركة، أولاً كان الحديث عن القيادات القديمة التي ظلت لفترة طويلة في القيادة يجب أن تتبدل، لكن موضوع رئاسة البرلمان بالتحديد من المفيد جداً التأمل فيه، فى الفترة الماضية تم اختيار الفاتح عز الدين وكان هنالك انتقاداَ كبيراً لرئاسته، باعتبار أن رئاسة البرلمان على وجه الخصوص تحتاج لشخص كبير ذو تجربة طويلة جداً، تختلف عن المواقع التنفيذية الأخرى في الدولة، ويعني أنه لو عين الفاتح وزيراً ما كان لهذا الجدل أن يثار، لكن أن يعين رئيساً للبرلمان وهي الرئاسة الثالثه في البلد ، بلد فيه تنازع بين فئات إثنية أو سياسية دائماً ماتحتاج لشخص كبير، مع الأسف الشديد في ذلك الوقت اختير الفاتح عز الدين وظل الناس يتحملون النقد المستمر لهذا التعيين، كيف يأتون بشخص شاب لرئاسة البرلمان، في ذلك الوقت كان يجب يؤتى بإبراهيم أحمد عمر إلا أنهم جاؤوا به بعد أ، قالوا بأن هذه القيادات التاريخية يجب أن تترك المجال لجيل جديد .
تعليقك على قرار تعين إبراهيم أحمدعمر؟
أقول: إن تعيين إبراهيم أحمد عمررئيساً للبرلمان قرار صحيح في الوقت الخطأ ، كذلك تعيين الفاتح، وهذا يبرهن أن مفهوم الإصلاح واضح جداً و أنه فيه( غبش كثير في أذهان البعض) .
الوطني لم يطور سياساته والاتهامات ظلت تلاحقه؟
فشل الحزب طوال هذة الفترة في تقديم قيادات جديدة و ظلت القيادات القديمة مسيطرة في قيادة الحزب لفترة غير عادية، وفي هذا الوقت لم يهيئ للجيل الذى جاء بعده أجواء ليكون جاهزاً لحمل الأعباء، وكل القيادات الأخرى لم تستطع أن تملأ مكان علي عثمان أو نافع علي نافع وعوض الجاز.

القيادي بالحركة الإسلامية الدكتور قطبي المهدي (2-2)
طه ونافع والجاز لا زالوا هم الذين يسيرون الأمور على مستوى السياسات
الإصلاح ليست وثيقة نظرية تكتب وإنما هو إعداد وتجهيز
البرنامج الإقتصادي الثلاثي لم ينجح وكذلك حال الخماسي
////////////
*هل السبب طول المدة أم التأهيل؟
-السبب يكمن في أنها طيلة الفترة الماضية كانت تعيش في جلباب القيادات الأخرى ولذلك عندما تخلت هذه القيادات عن مواقعها الناس بدأوا يتحدثون عن علي عثمان يرجع مرة أخرى وكذا.. وهذا يدل على أن هذه القيادات التي أتت لم تستطع ملء هذه المواقع والأمر الثاني يتعلق بالسياسات إلى أي مدى هذه القيادات إستطاعت أن تطرح سياسات جديدة لمواجهة المشاكل.
*في إعتقادك هل القيادات القديمة تخلت عن العمل وجلست في المنازل؟
-أبداً الذين يعلمون بواطن الأمور يعلمون بأن هذه القيادات موجودة ومازالت هي التي تُسيِّر الأمور أمثال علي عثمان، د. نافع علي عثمان وعوض الجاز ومازال الرئيس يستعين بهم في تقديري على مستوى السياسات لأن الفراغ الذي تركه هؤلاء الذين ذكرتهم لن يملأه الشباب الجدد، لسبب أن هؤلاء الشباب رغم تجاوزهم لمرحلة الشباب لم يكونوا جاهزين لتحمل المسئولية من الأول .
*هل أعدت وثيقة الإصلاح قبل تجهيز الطاقم المنفذ؟
-نعم هذا صحيح.. أعتقد أن الإصلاح ليس وثيقة نظرية تكتب وإنما هو إعداد وتجهيز للآليات الجديدة سواء كانت متعلقة بالتنظيم أو الأشخاص لتكون جاهزة لتقود المرحلة الجديدة بكل تحدياتها .
*زيادة تعرفة الكهرباء والمياه تؤكد عدم تجاوز السودان للأزمة الإقتصادية؟
-أولاً بالنتيجة البرنامج الثلاثي لم ينجح في حل الأزمات الموجودة والبرنامج الخماسي بنى على الثلاثي وليس متوقعاً منه حل المشاكل، وحتى الآن هذا هو الوضع، المشكلة في هذه البرامج أنهم عايزين يحافظوا على الوضع كما هو، يعني ما عاوزين أي إنهيار للإقتصاد السوداني وبالتالي كانت طموحاتهم محدودة جداً وكانوا يعتقدون أن هذا هو كل مافي الإمكان عمل معالجات إسعافية لتفادي حدوث أي إنهيار وبالتالي نحن لم نخرج من دائرة الأزمة التي كنا فيها وهذا يدل على أنه ما عندنا الجرأه والشجاعة في أننا ننظر للأمام ويكون هدفنا الخروج من الأزمة مهما كانت الجراحات والتضحيات مكلفة لابد من تعبئة الشعوب للتحمل من أجل التقدم والخروج من الأزمة مهما كان الثمن .
*التقارب بين الشعبي والوطني؟
-المفاصلة التي حدثت هي فوقية.. كثير جداً من عضوية الوطني والحركة الإسلامية لم يكونوا يدركون ما يحدث في القيادة، والخلافات كانت محصورة في القيادة في نزاع حول صلاحيات القيادة أكثر من أنه صراع فكري أو في توجهات سياسية مبدئية وكثير من القاعدة فوجئت بالخلاف وإضطرت تأخذ مواقفها في الشعبي أو في الوطني نتيجة للإنشقاق وظلت القواعد منسجمة مع بعضها ولا تشعر بأي مبرر للصراع الحاصل في القيادة، لكن القيادات كان شعورها مختلف جداً، وفي النهاية أعتقد أن د. حسن عبدالله الترابي أدرك ما كان، وكثير جدًا من تلاميذه وأصدقاءه والمخلصين له يرون بأن دوره الأساسي ليس في نزاع حول مواقع تنفيذية، فهو إنسان مفكر وشيخ وزعيم ولكن نتيجة للمرارات التي بشأن تلاميذه وأقرب الناس إليه هم الذين إنشقوا عليه وأبعدوه هذا خلق فجوة وعدم ثقة كبيرة في الفترة الماضية ما قدروا الناس يقنعوه بأنه يلعب هذا الدور الآن مع المخاطر التي تواجه الحركة الإسلامية نفسها بالإضمحلال والزوال كثير جداً من الإسلاميين بدأوا يشعرون بأهمية إعادة الحيوية للحركة الإسلامية وتوحيدها، ده المناخ الذي يتحرك فيه الترابي الآن ووجد قبولاً كبيراً جداً من الناس إنه بدل الصراع مع قيادات الوطني يلعب دوراً كبيراً جداً في تقارب وجهات النظر وظروف السودان كانت دافعاً للتقارب مع الوطني .
*عذراً.. هل المشكلة في المفاصلة لم تكن مع البشير؟
-نعم المشكلة في المفاصلة لم تكن مع البشير وأنا سمعت الترابي شخصيًا يقول بأنه ليس له مشكلة مع الرئيس البشير وإنما مع بعض القيادات التي ظلت معنا منذ فترة طويلة في الحركة الإسلامية، وهؤلاء كان من المفروض أن لا تحدث بيننا وبينهم هذه المشاكل أنا غاضب على هؤلاء وليس على عمر البشير هذا كان حديث الترابي .
*علاقة الخرطوم وجوبا في ظل القتال الدائر في الجنوب؟
-أعتقد أن الأمريكان كانوا يدركون بأن وجود الجنوب مع الشمال يحفظ إستقراره وحتى الجنوبيين البسطاء كانوا يرددون ذلك الحديث، وقف برهة وكان في صوته نبرة حزن عميقة، وقال: الناس الذين هرولوا وإنطلقوا في مسار نيفاشا تناسوا هذا الحديث، الأمريكان سعوا لفصل الجنوب ولتمزيق السودان وكان هدفهم الوحيد إضعافه ربما في تلك الفترة بدأ الإنهيار في مجهود الحركة العسكري بعد هزيمتهم في توريت، وبعد نيفاشا وعد الأمريكان الجنوبيين بأن الجنوب سيكون جنة بعد الإنفصال وبعد إعلان الإنفصال الأمريكان تركوهم لمصيرهم خاصة وأن أمريكا نفسها وجدت نفسها ومعها أوروبا أمام أزمة إقتصادية كبيرة جداً، إسرائيل دي دولة شحادة عايشة حتى الآن على الدعم الأمريكي ما حصل ساعدت دولة من الدول إلا في الدعم بالسلاح في الحروب، فالشمال البلد الوحيد البساعد الجنوب، الشمال الآن الأمريكان محرجين الجنوب مجاعات وأمراض دايرين السودان يتحمل هذا العبء مرة أخرى من غير ما يستعيد الجنوب .
*خسر الشمال كثيراً بعد نيفاشا.. ما قولك؟
-بعد الإنفصال كنا نعزي أنفسنا بأننا أفضل شريك تجاري للجنوب وموضوع النفط عندنا مفاتيحه ولن يصدر إلا عن طريقنا ونؤمن حدونا مع الجنوب كل هذه الأشياء لم تحدث، أولاً أصبح الملاذ الوحيد للحركات المسلحة الجنوب والحركة الشعبية التي اعتبرنا أنها ذهبت جنوباً أصبحت معانا في الشمال ومدعومة من الجنوب، البترول بسبب الحرب لم نستفد من عائداته، الآن الجيش الأوغندي موجود في الجنوب وعلى حدودنا ولذا من كانوا يراهنون على أن إنفصال الجنوب سيعود بفوائد إقتصادية وأمنية على الشمال الآن هم مجرد صفر (شحمان) على الشمال .
*هناك تشكيك في قدرة الفريق الحكومي الذي فاوض في نيفاشا؟
-الحقيقة كان هناك خطأ في إختيار الفريق أو التيم المفاوض في نيفاشا، الوفد الحكومي ذهب إلى نيفاشا من أجل حل قضية الجنوب مهما كانت التنازلات وحسن النية كان واضح جدًا من طرف الحكومة دون وجود ضمانات من طرف الحركة الشعبية وأنا كنت جزء فيها في مرحلة ما قبل نيفاشا وفي ذلك الوقت كانت مواقفنا مختلفة جداً وموضوع تقرير المصير كان خط أحمر بالنسبة لنا وورد في إتفاقية (لأم أكول علي الحاج) في فرانكفورت ووجه برفض شديد من القيادة في الخرطوم وفعلاً قبر في وقته وبالتالي كانت السياسة وموضوع الجيشين كان في إعتراض عليه رغم أنه في مشاكوس كان المفاوض السوداني مصر في ذلك الوقت على عدم القبول بوجود جيشين وأصر على ذلك د. غازي صلاح الدين وقتها والترتيبات الأمنية كان فيها خلل كبير جداً .
*أصوات حملت علي عثمان مسئولية الإخفاق في نيفاشا؟
-علي عثمان هو الشخص الذي وقع الإتفاقية فهل وحده هو المسئول؟، (علي) ذهب بتفويض كامل من الحكومة ليفعل ما يشاء مع ذلك المجلس الوطني أجاز الإتفاقية ومجلس الوزراء وكل مؤسسات الدولة، بل الشعب كله هل سمعت بمظاهرة خرجت ضد إتفاق نيفاشا؟، مافي، المعارضة قالت إنها فوضت قرنق للتفاوض مع الحكومة كلهم قبلوا من غير أي إعتراض في صورتها النهائية فعلي عثمان ليس هو وحده المسئول نعم هو قاد المفاوضات ولكن بتفويض كامل وقبول لنتائجها ولكن المفاوضات كانت تحتاج لشخص آخر غير (علي عثمان) حسب معرفتي للظروف في تلك الفترة والجانب الآخر (جون قرنق) الأصوات المعارضة كانت قليلة ومدانة وتعد على أصابع اليد لذلك من الصعب الحديث عن مسئولية علي عثمان.
*العلاقات الخارجية للسودان بعد عاصفة الحزم؟
-حقيقة الآن سياسات الحكومة الغالب عليها الآن غريزة البقاء أكثر من أنه للمبادئ ولا الرؤى الإيجابية في الإتجاه التنمية والتقدم السودان في عهده الوطني كان يتميز بموقفه المستقل إستقلال سياسته وبعده عن المحاور هو الذي عزز الثقة في دوره القومي والإقليمي وأصبح كل الناس يقبلون مواقفه وأكبر دليل على ذلك مؤتمر الخرطوم للمصالحة الأخيرة للعرب لحياديته وعواطفة الإيجابية تجاه كل الأطراف وفي علاقتنا مع إيران كنا واضحين جداً بأننا لسنا مع أي محور إنما مصالحنا والمصالح المشتركة محدد أساسي في علاقتنا الخارجية ما تكون على حساب أي محور آخر وكانت علاقتنا مع إيران مفيدة وقوية وإيران ونحن خسرنا علاقتنا مع إيران من دون أي مبرر ولكن هذا لا يعني أن موقفنا من الحوثيين في اليمن أو تطور علاقانتا مع السعودية ومصر كان خطأ هذا لا يعني هذا على الإطلاق أهم علاقتنا بالنسبة لنا هي مع مصر والسعودية أهم حتى من أمريكا وأوروبا وبالتالي حتى لو في خلافات عارضة يجب تحييدها من الثوابت التي تربطنا مع الدولتين ديل والحكومة ذهبت في الطريق الصحيح ولكن يجب أن لا تدخل في أي محور ضد آخر .
*كانت لديك خلافات مع قيادات في الجهاز التنفيذي هل ما زالت حاضرة؟
-عندي إختلافات مع الفريق الذي قاد العمل في الفترة الماضية في الجهاز التنفيذي والحزب وهم رفاقي لفترة طويلة جداً منذ أيام الدراسة وعلاقتي معهم علاقة عمر وهي قوية على المستوى الخاص وقائمة على وحدة الفكر والعلاقة والتنظيم ومهما كانت الرؤى فإحترامي لهذه الشخصيات كبير جداً ومنهم نافع وعلي عثمان والجاز وهم أصدقاء العمر وأحسد علي عثمان على قدراته، ويظل علي هو (علي) وأيضاً لدي توافق كبير جداً مع نافع بنسبة 70 % ولكن لدي بعض الإختلافات معه في الفترة الأخيرة لكن على المستوى الشخصي لا يوجد خلاف وبإبتعادي عن العمل ليس لي خلاف معه الآن .

صحيفة السياسي

‫2 تعليقات

  1. عنوان المقال: طه و نافع و الجاز يسيرون العمل السياسي؟؟
    ده عشم إبليس في الجنه..البشير اكتشف الكيزان على حقيقتهم, نهبوا و ضيعوا السودان. الكيزان خلاس راحوا شمار في مرقه, ناس بقوا مكروهين في السودان لأنهم تاجروا بإسم الدين. هي لله لا للسلطة لا للجاه, و نفس الوقت شغالين تمكين في السلطة و الثروة.