ثقافة وفنون

آصف علي خان : “إيقاعات الصوفية تشعرني وكأني في حضرة الأنبياء”


آصف علي خان هو أحد أشهر منشدي موسيقى القوالي الإسلامية، وهو يرى أن روحانيات الصوفية تحمله دوما إلى عوالم أخرى، يلتقي فيها الرسل والصحابة. وحسب رأيه، فإن الطريقة الصوفية هي أفضل وسيلة لنشر السلام في العالم الإسلامي.
موسيقى القوالي الصوفية تبهر الجمهور الألماني

بعد حوالي عشرين سنة، عاد المنشد الباكستاني آصف علي خان إلى برلين لإحياء عرض صوفي لموسيقى القوالي. إيقاعات القوالي أبهرت الجمهور الألماني، رغم أن كلمات الأناشيد كانت بلغة الأوردو. آصف علي خان يعتبر في باكستان خليفة للموسيقار المشهور نصرت فاتح علي خان. DWعربية قابلت المنشد الصوفي وأجرت معه الحوار التالي:

DWعربية: هناك عشرات الطرق الصوفية المنتشرة بين أندونيسيا والمغرب؟ ما الذي يميز القوالي بالظبط عن باقي هذه الطرق؟

آصف علي خان:في الواقع ليس هناك فرق شاسع بين مختلف هذه الطرق، لكن طريقة القوالي تستنبط كلماتها أساسا من الشعر الصوفي الذي أسسه قبل سبعة قرون الشاعر الهندي أمير خوسرو. نمزج الشعر الهندي والأوردي بالأحاديث النبوية باللغة العربية وبابتهالات شعبية تمجد الأنبياء والأولياء، مستعينين في ذلك بآلات موسيقية كالأكورديون والطبلة والتصفيق الإيقاعي. هذا التراث توارثناه أبا عن جد عبر أجيال عديدة، وحافظنا على هذه التقاليد كما هي. هذا ما يميز القوالي عن باقي الفرق.

ماالذي تعنيه موسيقى القوالي بالنسبة لك؟

القوالي هي موسيقى روحانية تشيع السلام في نفسي. إنها ملجأ للتأمل وللتقرب إلى الله والشوق للقاء الأنبياء. نصرت فاتح علي خان كان ملهمي الأكبر، على يديه تعلمتقواعد الإنشاد الصوفي. فتحت عيني على موسيقى القوالي، فوالدي وقبله جدي كانا يجوبان باكستان لإحياء مجالس القوالي. كنت دوما أرافق والدي إلى هذه المجالس، وهو الذي شجعني. في سنة 1990 أحييت أول عرض لي في باكستان، وبعد ست سنوات أحييت هنا في برلين أول عرض لي في أوروبا.
مقطع من وصلة صوفية لآصف علي خان

منشدو الصوفية يشعرون دوما بنشوة. هل يغمرك نفس الشعور أيضا عند أدائك للقوالي؟

المقامات المقدسة والأذكار الدينية تدمجني في أجواء روحانية خالصة. تحملني إيقاعات القوالي إلى عوالم أخرى، رغم أن جسدي يبقى على الركح، إلا أن قلبي يطوف في مكان آخر. عندما أبدأ بالإنشاد تيمنا بحب لله ورسوله محمد صلى الله عليه، ينتابني شعور وكأني في حضرتهم هم والصحابة.

نقوم بإنشاد “المناقب النبوية” أي ترتيل هذه الأحاديث على إيقاعات القوالي. على سبيل المثال، قال الرسول محمد مرة “من كان يحبني فليحب هذين (أي الحسن والحسين)، فإن الله أمرني بحبهما”. إذن نحن لا نقتدي فقط بوصايا الرسول، بل نعيد نشرها ونغوص في أعماق هذا الجو الروحي شوقا للقاء أهله وأصحابه.

برأيك، ماهي التحديات التي تواجه موسيقى القوالي اليوم؟

القوالي هو تراث قديم، رسالتها الأساسية هي الحب والسلام والأخوة. التحدي الأكبر هو تطبيق هذه الرسالة في منطقتنا الإسلامية المليئة بالصراعات.

هناك صراعات طائفية في المنطقة العربية، هل تعتقد أن هذه الموسيقى قادرة على إخماد هذه الصراعات؟

هناك مدارس دينية مختلفة ومتباينة فيما بينها في كل أديان العالم دون استثناء. الصوفية لا تؤمن بالجماعات أو بالطوائف، بل بكونية الإنسان. نمد أيدينا إلى الجميع ونرحب بأي كان، فلا فرق لدينا بين سني أو شيعي. نحن نسعى لتذكير الناس بقيم الإسلام السمحة وبالتسامح والغفران، هكذا يمكن أن نعيش بسلام مع بعض.

ألا تعتقد أن لغة الأوردو تعتبر عائقا أمام إيصال هذه الرسالة. ألا تفكر في الإنشاد باللغة الإنجليزية مثلا، حتى تعم الرسالة؟

نعم، إنها فكرة جيدة وأود ذلك بالفعل ليس فقط بالإنجليزية، بل أيضا بالفرنسية والألمانية، لقد قمت بغناء القوالي بالهندية والعربية والأوردو، وأفكر في نشر هذا التراث بلغات أخرى، وبالفعل هناك مشاريع لي في المستقبل مع منشدين آخرين. هكذا يمكن التسويق لهذا التراث الأصيل والحفاظ عليه لأجيال قادمة.

DW


‫2 تعليقات