هندي ولا نأكل باسطة” في سيرة جاك طويلة
هلموا لمشاهدة الفيلم الهندي الكبير في عرضه الأول وعلى شاشة سينما كوستي الأهلية بطولة النجم المحبوب (جاك طويلة). لم يكن جاك طويلة سوى نجم الشاشة الهندية (أميتاب باتشان) وهو الاسم الذي يعرف به وسط رواد السينما من عشاق (الأفلام الهندية) الذين كان ينادي عليهم صوت الراحل (دنقور) عبر مايكروفون الإعلان المحمول على عربة أجرة (تاكسي) طالباً حضور ما تعرضه شاشة سينما كوستي الأهلية من ذات الأفلام التي سبق وأن عرضتها شاشات أخرى في قلب الخرطوم، ثم أطلقتها في رحلة (مبدعة) نحو الولايات.
(1)
حالة الشغف بالأفلام الهندية، حالة سودانية عامة، إذ كان الجميع يطلبونها في مساءات المدن الكبيرة والصغيرة، وقت كانت السينما النشاط الوحيد الذي يمنح الشباب حق تجاوز قانون الطوارئ واللجوء إلى النوم في وقت باكر فيسمح لهم حتى بحضور ما اصطلح عليه بـ(الدور التاني).
ولأن كل دور إذا ما تم ينقلب، فقد كانت الألفية الجديدة في أعوامها الأولى تكتب بداية النهاية للحالة الهندية في السودان، فأغلقت الكثير من دور العرض أبوابها وتوقفت (بوليوود) عن مد وكلائها في البلاد بالأفلام، بل توقفت الرحلات بين نيودلهي والخرطوم التي اكتفت أمسياتها بالريموت في اتجاه قناة (زيي أفلام) وانكفأت على شاشة بحجم 24 بوصة تصغر أو تكبر، بينما تبكي الخرطوم زمانها (السمح) حيث اللوردات يجولون في سينما كلوزيوم التي انمحت منها الحياة وانطفأت أنوار شاشتها الباهرة تاركة لسينما قصر الشباب وحدها مهمة عرض الأفلام الهندية (قريباً من البرلمان).
(2)
الحكومة في سعيها لمحاربة التطرف وفي بحثها عن طريق جديد للعبور نحو الأمان تنزلق العبارة من (لسانها)؛ وزير إعلامها أحمد بلال؛ الذي كشف عن إنشاء مركز إعلامي لمخاطبة الجيل الجديد وحثه على الابتعاد عن (داعش)، وقال: “التطرف لا يحارب أمنياً فقط وإنما بالفكر والوقوف في وجه التأثيرات السلبية للوسائط الإعلامية”. الوزير في ثنايا معركة حكومته ضد التطرف يطالب الشباب بعدم الإفراط في مشاهدة الأفلام الهندية واصفاً إياها بالخطيرة. تصريح الوزير لم يمر دون تعليقات عليه، تعليقات جاءت محمولة على ثقافة السينما خاصة الأفلام الهندية إذ قال البعض ساخراً: “يبدو أن الوزير أنشأ مصنعاً للباسطة كاستعادة للجملة الشهيرة أمام شبابيك التذاكر: “هندي ولا نأكل باسطة؟
اليوم التالي