مصطفى الآغا

الخطر القادم من الشرق


< أتمنى ألا يقرأ البعض هذه المقالة بروح العاطفة والتعصب، بل إن يقرأوها بروحها النقدية الخالية من العواطف لأن أساسها الخوف على مصلحتنا (العربية الكروية). والأكيد أنني عروبي الدم والهوية ولم ولن أفكر يوماً بالوقوف مع فريق غير عربي ضد فريق عربي مهما كانت الظروف، فما بالكم لو كان فريقاً (صينياً)؟ ففي الوقت الذي انشغل فيه مشجعو الهلال السعودي والأهلي الإماراتي بالتفكير الجدي بلقب دوري أبطال آسيا وتتويج فريقهم باللقب كما يفعلون كل سنة ومنها السنة الماضية والتي قبلها وقبلها وقبلها، مع اعترافي أنه من حق أي مشجع في الكون أن يحلم ويطمح لأي لقب يشارك فيه فريقه، في الوقت نفسه يجب أن نعترف أن الآخرين يعملون ويخططون يصرفون ويأتون بنجوم عالميين في مجالي اللعب والتدريب وهؤلاء منافسون لنا على نفس اللقب الذي نطمح إليه. فيوم الثلثاء الماضي تابعت شخصياً مواجهة كاشيوا رايسول الياباني وغوانزو إيفرغراندي الصيني الذي لعب خارج أرضه وأمام جمهور رائع ومنظم ويشجع بدون كلل أو ملل وحتى الثانية الأخيرة مهما كانت حال فريقه أو نتيجته. ومنذ عامين وأنا معجب جداً بالفريق الصيني الذي كان يقوده المدرب العالمي مارتشيلو ليبي الذي حمل كأس العالم كمدرب عام 2006، ثم ترك الدفة للبرازيلي سكولاري حامل كأس العالم 2002. الفريق مذهل بإمكانات لاعبيه، وكان الموسم الماضي هو الأحق بالوصول للنهائي لولا الأخطاء التحكيمية التي رافقت لقاءه مع (البطل الأسترالي) ويسترن سيدني، الذي كتبت وحذرت منه ومن طريقه للنهائي قبيل لقائه مع الهلال. غوانزو هزم كاشيوا بالثلاثة وإن تلقت شباكه هدفاً في الدقيقة التسعين ولكن المنطق (رغم أن كرة القدم لا تعترف به)، يقول إن هذا الفريق هو الأكثر ترشيحاً للوصول للنهائي الآسيوي، بوجود نجومه جولارت وباولينيهو وروبينيو وغاو لين، والإنفاق الضخم على الفريق وازدياد قوة الدوري الصيني، حيث يحضر البرازيلي سكولاري والسويدي إيركسون والفرنسي آلان بيران، وانتقال نجوم عالميين لدوريهم مثل روبينيو وآسامواه جيان وديمبا با وجيلاردينيو وديامينتي وبوستيغا وباولينيهو وغيرهم من الأسماء، التي زادت من قوة الأندية ولم تزد من قوة المنتخب بعد، لهذا أحذر من الآن إلى الخطر القادم من الشرق على أنديتنا بعد أن اجتاحت منتخباتنا، وأن على الهلال والأهلي التفكير كثيراً ومتابعة أندية شرق القارة بشكل مستمر، لأنهم كانوا وسيبقون منافسينا على نفس الأحلام والألقاب.