السودان والصين..أكبر شراكة إستراتيجية في العالم
الرئيس عمر البشير في الصين في زيارة تاريخية على رأس وفد ملأ الطائرة.. وهي ليست الأولى وقطعاً لن تكون الأخيرة.. لكن ما تم الكشف عنه عن هذه الزيارة وتوقيع اتفاق أو ميثاق أو بروتوكول الشراكة الإستراتيجية الذي تم أمس بين البشير والرئيس الصيني تي شين بونق يشير إلى أن البلدين دخلا عالماً جديداً تجاوز اتفاقيات التعاون ولقاءات المجالس الوزارية المشتركة. وتستحق هذه الزيارة ما تمت الإشارة إليها بأنها أكبر شراكة استراتيجية بين دولتين.. وقطعاً لن تبلغ شراكة الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل، ولكن إن تكن قريبة منها فهذا هو الموضوع.
كما يقولون البداية بشراء ثلاث طائرات إيرباص متطورة.. ومعلوم أن هذه الطائرات فرنسية الصنع ولكن قطعا دخول الصين قد يضاعف من سعرها كما يتضاعف سعر البضاعة التي تشترى نقدا وبالتقسيط المريح.. وكذلك شراء تسع بواخر وتشييد خط سكة حديد يربط ما بين ميناء بورتسودان وهيا وكسلا وسنار ومدني والخرطوم بأكثر من الف وخمسمائة كيلو متر وباستخدام الألياف الضوئية فهذا حدث كبير جداً.
نتابع الأخبار وتوقيع الاتفاقيات ونحلم بسودان جديد.. وكأنما قد وعينا الدرس الماضي والفرص الضائعة.. ومنها المدينة الرياضية التي شيدتها الصين في معظم العواصم الافريقية ومنها مقديشو وقد شهدناها تحولت الى ثكنات عسكرية للفصائل. وأضاع السودان الهدية مستبدلا إياها بقاعة الصداقة العملاقة، وكنا كمن «رفضها مزعوطة وأكلها بصوفها» ونحن نلهث لبناء مدينة رياضية وقد تكون الوجهة نحو الصين وندفع المليارات بعد أن رفضناها كما تقول نكتة أخينا الحلفاوي حين مطالبته بدفع رسوم دعم الشريعة ولن أكمل النكتة.
بعد هذا الحلم الجميل وبلادنا تجوبها القطارات الصينية على خطوط بكين الحديد.. وسماواتنا تمرح فيها طائرات الإيرباص الصينية الفرنسية وأبراج الكهرباء ومنارات مصافي واستخراج البترول.. إضافة للمستشفيات الصينية وطلب دراسة اللغة الصينية التي تكاد تكون فرض عين.. بعد كل هذا الحلم اللذيذ نخشى ان نصحوا أو تصحو أجيالنا القادمة وتفتح أعينها على ديون هائلة واجبة السداد أو إمكانيات كبيرة لفك رهن الوطن.
سمعت من وزير سابق على علاقة وطيدة بالصين وقال إنه لم ير في حياته العامرة أذكى من الصينيين وحبهم لبلادهم ومصالحها ومستقبلها، وهذا يدعونا لطلب المزيد من المعلومات حول هذه الشراكة الاستراتيجية الهائلة والعقودات الكبيرة.. من أجل أن نطمئن ان سيادة وطننا بخير ومستقبله مضمون..
هذه النظرة للكوب الملئ بالأماني والدهشة والنظرة الأخرى للنصف الخالي من الكوب، وهي نظرة قد تكون مليئة بالخوف والفزع من المستقبل.. ونطلب الكثير من المعلومات والاطمئنان.. ولا أنسى ما سمعناه عن القرض الصيني العجيب لبناء مدينة الإعلام وإعادة تأهيل الإذاعة والتلفزيون والتحول إلى البث الرقمي بكلفة بلغت أكثر من «360» مليون دولار .. واكتشفنا واكتشف أهل الشأن أن القرض ملغوم وينتقص من سيادة الوطن فتم إلغاؤه ورفضه من الرئاسة والبرلمان والرأي العام وتنفس المخلصون الصعداء. والخوف كل الخوف أن يكون قد خرج من الباب وعاد من نافذة الشراكة الإستراتيجية الجديدة.
الانتباهة
هو الوطن ما باعوهو زمااااااان !!!
دي على وزن اكبر احتياطي دهب في العالم ولا شنو ؟؟ تجارتنا مع الصين لا تتجاوز حجم تجارتها مع شركة غربية واحدة يا كذابين