مصطفى الآغا

فداء للوطن


ليس سهلاً أن تفقد الإمارات 45 من خيرة رجالها وبواسلها في يوم واحد، وهم يدافعون عن الحق والعدل في عملية إعادة الأمل باليمن، وليس مصادفة أن تتصادف الفاجعة مع بدء حملة «عونك يا يمن»، التي تهدف لمساعدة عشرة ملايين شخص، وحققت مبالغ قياسية، وأظهرت أن الإمارات هي المانح الأكبر في العالم للمساعدات في اليمن.

وليس مصادفة أن نتذكر كيف أعاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بناء سد مأرب عام 1982 لترتوي الأرض نفسها بدماء شهداء الإمارات بعدها بـ 33 سنة.
لهذا تم إعلان الحداد الرسمي في الدولة ثلاثة أيام، ولكن الدولة في الوقت نفسه وقفت خلف قيادتها بشكل غير مسبوق منذ تأسيسها، وهي التي عودتنا على الوقوف خلف شيوخها، ولكنها اليوم في مرحلة استثنائية قدم فيها العشرات من أبنائها حياتهم فداء للوطن ولنداء الوطن.

ومن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي، وهي ليست لها علاقة بوسائل الإعلام الحكومية أو الموجهة، بل هي نبض الشارع ونبض المواطنين والمقيمين على أرض الإمارات، سيجد أن الجميع متحدون تحت سقف الوطن، وأن الفاجعة قربت بين أبنائه وقيادته وحكامه أكثر، وشاهدنا كيف تقدم حكام الإمارات صلوات الجنازة على الشهداء، وكيف قاموا بواجب العزاء، وكيف استقبلهم أهالي الشهداء، وماذا قالوا لهم وكيف عبروا عن عميق انتمائهم لوطنهم، حتى لو كان الثمن أبناءهم وفلذات أكبادهم.

الإمارات كانت قد أعلنت يوم 30 نوفمبر من كل عام يوماً للشهيد تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة، الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية الإمارات خفاقة عالية، وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة.

رحم الله شهداء الإمارات، وأسكنهم فسيح جنانه.. إنا لله وإنا إليه راجعون.