الفنان عمر إحساس: لا ولم أرغب في الترشح لإدارة الاتحاد ..روح الجماعية مفقودة والبعض يريدون التمسك بالمناصب
استنطقت صحيفة ألوان الفنان عمر إحساس في حوار جرئ حول الراهن وما تشهده الساحة الفنية من قضايا مهمة فكانت إجاباته مليئة بالجرأة حيث وضع يده على الجرح تماماً، إحساس كشف خلال الحوار عن جديده وآخر مشاركاته الغنائية.
كنت في بريطانيا خلال الفترة الماضية بدعوة من المركز السوداني للتنمية وكانت الفعالية عبارة تظاهرة فنية ثقافية معارض وليالي غنائية عدت بعدها لمزاولة نشاطي بالبلاد.
لم أحدد حتى هذه اللحظة في أياً من القنوات سيكون ظهوري وأرجع ذلك إلى القنوات نفسها فهي التي تحدد مع من تتعامل وبصراحة أكثر فان غالبية القنوات السودانية تعتمد على مجانية التسجيل، وبالطبع فان ذلك لا يعني مطالبتنا كفنانين بمبالغ خيالية أو خرافية لكننا نحتفظ بحق الملحنين والشعراء والعازفين.
الفنانين الشباب أكثر ظهوراً في القنوات من النجوم الكبار فبعضهم يدفع أموالاً لكي يظهر في فضائيات معينة، أو يتكفل بمنصرفات التسجيل من حق العازفين والملحنين والشعراء وما إلى ذلك لكن من وجهة نظري فاتن ذلك استغلال من الفضائيات.
هناك مشاكل داخل الاتحاد لم تتمكن اللجنة الحالية أو السابقة من حلها بالإضافة للملفات العالقة، ومن أبرز المشاكل عدم وجود تأمين صحي للأعضاء علماً بأن الفنانين قلة مقارنة بالكيانات الأخرى، فهم فقراء واذا مرض منهم عضو لا يستطيع تحمل نفقات العلاج لأنه لا يمتلك تأمين صحي وأكثرهم الآن مرضى ولا توجد أي مبادرة من الاتحاد السابق او المنتهية دورته أو الدولة لعلاج المبدعين. بالإضافة لموضوع السكن فجل الفنانين والموسيقيين لا يمتلكون بيوتاً وهم من المستأجرين، أنا على سبيل المثال عضو منذ عام 1991م وحتى الآن لم أجد حلاً لهذه القضية الهامة مع العلم أن التملك حق أصيل للمبدعين الذين قدموا الكثير لهذا الوطن.
على المستوى الشخصي كانت لي مبادرة لعمل أذاعه أف أم تخص الاتحاد وكانت بدعم ورعاية من احدي الشركات الأمريكية في شكل منحة مجانية لاتحاد الفنانين آنذاك ولكن للأسف الشديد لم ترى المبادرة النور.
كنت في حاجة لإصدار خطاب من إدارة الاتحاد لا اكثر، ولم أحصل عليه ولا اعرف إلى الآن السبب الحقيقي لرفض أعطائي الخطاب أو ربما استهجن البعض أن تأتي المبادرة عن طريق.
كما اقترحت استغلال مبنى الاتحاد أو جزء منه في عمل استثماري نظراً لموقعه المتميز ويعود ريعه للأعضاء لكن لم تفعل أياً من الإدارات المتعاقبة على الاتحاد شيئاً يذكر.
مشكلة الاتحاد أن معظم أعضاءه يمضون وقتهم خارج أسواره حتى عندما يحضرون اليه يحرصون على البقاء أمامه حتى بروفات الفنانين باتت تقام بعيداً عنه ومسرح الاتحاد صار مهجوراً.
لست راضياً عما قدمته إلى الآن، وعندما يصل الفنان حد الرضى فهذا يعني أنه وصل لسقف طموحاته والأبداع ليس له من سقف محدد وكذلك الطموح وما زلت أبحث عن الجديد وما يسهم في بلوغ الأغنية السودانية العالمية.
أعجبني اتجاه العديد من الفنانين للتراث هذه اللونية المتميزة على نحو ما فعلته شادن فقد كانت من أوائل الذين استمعوا إليها فقد ظهرت في بداياتها بالغناء الحديث ولكنها وجدت نفسها في غناء البقارة لأنها تشربت ببيئة وثقافة المنطقة، وقد كان الأستاذ بدر الدين ركشة دور كبير في ظهور شادن اللافت وتقديمها لهذه اللونية الجميلة وعليها أن تحافظ على خصوصية تجربتها وتسعى لتطويرها باستمرار.
صحيفة ألوان