ثقافة وفنون

بسبب أحمد السقا.. لوحة فنية تعيد محمود المليجي إلى صدارة التريند في ذكرى ميلاده

تصدر الفنان الكبير محمود المليجي محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، تزامنًا مع اقتراب ذكرى ميلاده التي تحل اليوم الاثنين الموافق 22 سبتمبر، في مناسبة تُخلد ميلاد أحد أبرز رموز السينما المصرية، المعروف بلقب «شرير الشاشة»، والذي ترك إرثًا فنيًا ضخمًا تجاوز أكثر من 500 عمل فني لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور.

وجاء تصدر اسم محمود المليجي «الترند» قبل أسبوع، على خلفية مقطع فيديو نشره الفنان أحمد السقا دعمًا للنجم المصري محمد صلاح ونادي ليفربول، حيث أشاد السقا بمكانة صلاح واعتبره رمزًا للاعبي كرة القدم المتميزين في مصر والعالم العربي، موجّهًا رسالة خاصة إلى إدارة النادي.

وبينما حظي الفيديو بتفاعل واسع من الجمهور، لفتت أنظار مستخدمي مواقع التواصل صورة الفنان محمود المليجي الظاهرة في خلفية الفيديو، والتي تعود إلى مشهد من فيلم «الأرض»، حيث ظهر المليجي مرتديًا كمامة، وهو ما أثار فضول المتابعين ودفعهم للبحث عن أصل الصورة.

وتبين لاحقًا أن الصورة هي لوحة فنية مستوحاة من أحد مشاهد فيلم «الأرض»، تجمع بين محمود المليجي وعزت العلايلي وهما يرتديان كمامة، وهي من أعمال الفنان التشكيلي محمد بسيوني، وقد عُرضت ضمن معرض فني متكامل قُدم خلال سنوات جائحة كورونا. وأعرب بسيوني عن دهشته من عودة هذا العمل إلى دائرة الاهتمام بعد نحو خمس سنوات من عرضه الأول.

وحسم أحمد السقا الجدل خلال مداخلة هاتفية في برنامج «الحكاية»، عبر قناة «MBC مصر»، موضحًا أن الصور الموجودة خلفه تحمل قيمة خاصة بالنسبة له، قائلاً: «الناس اللي بتسأل عن صورة الأستاذ محمود المليجي، لو الكادر اتحرك شوية ناحية الشمال، هتلاقوا صورة الأستاذ عزت العلايلي». وأضاف أنه اقتنى هذه اللوحة من أحد المزادات خلال فترة جائحة كورونا، لما تمثّله من قيمة وذكرى خاصة لديه.

ويُعد فيلم «الأرض»، من إخراج يوسف شاهين، علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية، لما يحمله من عمق فني وقصة واقعية مؤثرة. ففي عام 1970، اختار يوسف شاهين محمود المليجي لتجسيد شخصية «محمد أبو سويلم»، أحد أبرز الأدوار في مسيرته الفنية، والذي شكل نقطة تحول حقيقية في مشواره السينمائي.

وتدور أحداث الفيلم في إحدى القرى المصرية عام 1933، حيث يُبلغ العمدة الفلاحين بتقاسم حصة ري أراضيهم مع الإقطاعي محمود بك، ما يشعل حالة من الغضب والرفض، يقودها محمد أبو سويلم. وتتفاقم الأحداث عندما يقترح محمود بك شق طريق يربط قصره بالطريق الرئيسي، الأمر الذي يستدعي نزع أجزاء من أراضي الفلاحين، لتتصاعد حدة الصراع بين السلطة والإقطاع من جهة، والفلاحين من جهة أخرى.

الفيلم من إخراج يوسف شاهين، وسيناريو وحوار حسن فؤاد، ومأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للأديب عبد الرحمن الشرقاوي، وشارك في بطولته إلى جانب محمود المليجي كل من عزت العلايلي، نجوى إبراهيم، يحيى شاهين، حمدي أحمد، وتوفيق الدقن.

وقد عُرض فيلم «الأرض» ضمن فعاليات مهرجان «كان» السينمائي الدولي، ورُشّح لنيل جائزة السعفة الذهبية، وكتب عنه الناقد الفرنسي كلود ميشيل: «من الضروري أن يعرض المصريون أفلامهم في المهرجانات العالمية طالما أنهم يقدمون أعمالًا بمستوى فيلم الأرض».

ويحتل الفيلم المركز الثاني ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، كما جاء في المرتبة الرابعة بقائمة أفضل 100 فيلم في السينما العربية، وفق استفتاء أجراه مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2013 بمشاركة نخبة من النقاد والمثقفين.

يُذكر أن الفنان محمود مرسي كان المرشح الأول لبطولة الفيلم، إلا أنه اعتذر لانشغاله بعدة أعمال آنذاك، ليقع الاختيار في النهاية على محمود المليجي، الذي قدم واحدًا من أهم أدواره السينمائية. وتم تصوير المشاهد الخارجية للفيلم في قرية كفر العجايزة التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية.

1515347

المصري اليوم