حفلات الطلاق .. احتفالات في غير موضعها
أصابت الدهشة أهل ذلك الحي الأم درماني العريق عندما اعتلت فجأة ودونما مقدمات أصوات الزغاريد المكان الذي كان يضج بالسكون، ليخرج الجيران مسرعين بلهفة لمعرفة ما حدث من خبر على ما يبدو سعيداً بعد أن علموا المنزل الذي انطلقت مه الزغاريد فسارعوا للمباركة وقدمت لهم الحلوى ومن ثم كان السؤال عما حدث؟ ليتفاجأوا أن الفرحة كانت بسبب استلام الابنة الكبرى لصاحبة المنزل ورقة طلاقها عن طريق المحكمة بسبب خلافات كبيرة كانت بينها وزوجها الذي رفض بسببها الطلاق من أجل أبنائه والسعي لإيجاد حل للموضوع، إلا أن الزوجة كان أكثر إصراراً على الطلاق لتصدر فيما بعد المحكمة حكمها النهائي بتطليق الزوجة التي غمرتها الفرحة من رأسها حتى اخمص قدميها.
بالمقابل أضحت ظاهرة الاحتفال بالطلاق لدى البعض أمراً عادياً وشائعاً يبذل فيه البعض اقصي ما بوسعهم في ذلك الحفل المقام للتعبير عن حالة الفرح بإنهاء معاناتهم التي عاشوها كأزواج أو أي شئ آخر يدري كنهه إلا أصحاب الشأن أنفسهم، في الوقت الذي اجتاحت فيه عدد من مواقع التواصل الاجتماعي صور لأزواج وثقوا لحظة انفصالهم الرسمية بالتقاط سيلفي يجمعهم سوياً، في الوقت الذي اجمع فيه البعض على أن سيلفي الطلاق بعد حالة صحية تدل على أن الشريكين في حالة وفاق تام فيما يتعلق بالقرار الذي تم اتخاذه، حيث لن يقع أبناؤهم تحت ضغط الاختيار بين الأم والأب نتيجة انفصالهما كما أنها تعبر عن احترام قرارات الطرفين.
رحاب عبد الله – معلمة بمدرسة بالحاج يوسف قالت: أن الظاهرة بالرغم من غرابتها إلا أنها أضحت من الظواهر التي بدأت تتمدد شيئاً فشيئاً، في الوقت الذي تقبل فيه بعض الأسر على مؤازرة بناتهن في أن ينلن الطلاق ويحتفلن فرحاً به بعد استلام الورقة، مردفة: يجب أن يعي أولياء الأمور أن الأمر فيه الكثير من الاحتقار والتقليل من مكانتهم وسط المجتمع المحافظ الذي يلجأ في الغالب لعلاج المشكلة وليس التشهير وشيل الحال كما يحدث.
الموظفة سوسن مصطفى – صاحبة تجربة – قالت بسرعة: عشت حياة زوجية مريرة جداً مع زوجي حتى اضطررت لطلب الطلاق وبعد أن عجز الجميع عن حل مشاكلنا ولكنه رفض أن يطلقني فظللت لفترة متنقلة بين ردهات المحاكم حتى يطلقني، مواصلة: بالفعل حدث ما أردت ويومها لم أتمالك نفسي وكأن روحي عادت لي مجدداً وبمجرد استلامي للورقة أقمت حفل مرطبات دعوت له الأهل الأصدقاء الذين كانوا يعلمون بحجم معاناتي في الوقت الذي استنكر فيه البعض الفكرة.
فيما قال فنان شاب – فضل حجب اسمه – انه تلقى دعوة للغناء في حفل كان سيقام لابنة أحد رجال الأعمال المشهورين بعد أن انفصلت عن زوجها بعد معاناة طويلة حسب قولهم وانهم غير مصدقين ان ابنتهم نالت حريتها بالطلاق، موضحاً: رفضت طلبهم بالرغم من المبلغ المالي الكبير الذي عرض علي وقتها لأنني لم اعتاد الغناء في مثل هذه المناسبات وهي ظاهرة اعتبرها دخيلة ومرفوضة في مجتمعنا.
من جانبه تحدث فضيلة الشيخ عبد العاطي قائلاً: عندما يصل الزوجان إلى طريق مسدود بعد إيجاد حلول للمشاكل التي بينهما يكون الخيار الأخير هو الطلاق فهو أبغض الحلال عند الله تعالى، فالطلاق له آثاره الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي يجب مراعاتها قبل الإقدام على تلك الخطوة التي ستكون بمثابة نهاية لحياتهما الزوجية، فالطلاق يؤثر على الرجل كما يؤثر على المرأة لأن فيه زعزعة للنفس ومصدر قلق وتوتر للطرفين حتى وان كان احد الأطراف فرحاً بهذا الطلاق وتحديداً المرأة التي تشرع في أقامة حفل بمناسبة الطلاق هو أمر لا يجوز وحرام شرعاً، لذلك يجب على الرجل عدم المماطلة اذا رأى أن الزوجة متشددة في أمر الطلاق وتحديداً اذا كان قد رمى عليها يمين الطلاق مرة أو اثنتين.
صحيفة السوداني
شعب عجيب
اخر تقليعه والله علي ما أقول شهيد زوجه تم تطليقها بالثلاثه وأصر زوجها علي تطليقها فذهبت علي المحكمة تطالب بالطلاق حتي تقنع الجميع بأنها من اصرت علي الطلاق وقامت برفع دعوي ظد زوجها