مصطفى الآغا

ما بين فلسطين والسعودية!


< على حد علمي وحتى ساعة كتابة هذا المقال، فموضوع مباراة فلسطين والسعودية ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا وأمم آسيا 2019 في الإمارات لم يتم حله، وكل طرف متشبث برأيه، وسط تشعّب غير رياضي للموضوع، ووسط قال وقيل، أوصلتنا إلى هجوم شخصي على بعض الأسماء، وهو ما أرى أنه أضر كثيراً، واستمراره سيضر أكثر. كل طرف طبعاً يرى أنه المحق، فالسعوديون ليسوا قطعاً ضد الفلسطينيين، ولكن لهم قراراتهم السيادية، وهم لا يريدون المرور عبر متاهات (التطبيع أو الشك بالتطبيع، أو إثارة مثل هذا الكلام من أساسه)، والفلسطينيون يرون أن من حقهم أن يلعبوا على أرضهم ووسط جماهيرهم، و«فيفا» منحهم هذا الحق (قبل أن يسحبه)، والإماراتيون ذهبوا وخرجوا بانطباعات مذهلة، لدرجة أن رئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال قال إنها أكثر زيارة ترحيبية في تاريخ سفراته، وهو صلى في الأقصى صحبة البعثة، وأيضاً لعب على عشب صناعي، وخرج بنقطة. والفلسطينيون يقولون إنهم جاهزون لتوفير طائرات من عمّان إلى رام الله، من دون المرور بأحد، وأحمد عيد ليس صاحب القرار النهائي في الموضوع، والقرار كان واضحاً. و«فيفا» الذي شكّل لجنة فيها رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم، وعضو المكتب التنفيذي لـ«فيفا» الشيخ أحمد الفهد، ورئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني، هم قالوا باللعب خارج فلسطين، ثم تم تسريب وثيقة تقول بضغوط على «فيفا»، وهناك اجتماع بين الطرفين الفلسطيني والسعودي تم تأجيله للثلثاء، وهناك كلام عبر وسائل التواصل لا يصب في مصلحة العلاقات التاريخية بين السعودية وفلسطين، وما قدمه السعوديون لأشقائهم في كل المجالات، وأيضاً هناك نيل شخصي من اللواء جبريل الرجوب، وتشكيك حتى في تاريخه، ومواقفه السابقة، ومن أسماء كبيرة، وليس فقط من مغردين عاديين عبر «تويتر»، حتى تم إطلاق إشاعة أنه اختار إيران ليلعب فيها كأرض محايدة؟ أعتقد أن المسألة أيضاً فيها أطراف أخرى، يحق لها أن تعترض مثل الإمارات وتيمور الشرقية وماليزيا، التي لعبت أو المفترض أن تلعب هناك، ولماذا يسمح «فيفا» ثم يمنع، ومن هو الذي اتخذ القرار، ولماذا كل هذا التخبط الآن، وليس منذ اليوم الأول لمعرفة أن فلسطين ستلعب على أرضها؟ علماً بأن المباراة يوم 13، والجدل ما زال قائماً حتى اللحظة. بالمناسبة... كم أكره الرقم 13