مصطفى الآغا

أمير «فيفا»


< جاءتنا الأخبار صاعقة، والأهم أنها جاءت من دون تبرير، وهو ما زاد في هول مفاجآتها. إيقاف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» 90 يوماً، ومن دون أن نعرف ماذا يعني نهايته كرئيس لهذه المنظمة، وإن كانت لا تعني نهايته كرجل، لأن مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي، والادعاء العام السويسري يلاحقانه، ولا ندري أية جهة أخرى ستطالب برأسه. الخبر الصاعق الثاني كان إيقاف بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي، والمرشح الأوفر حظوة لخلافة بلاتر، حيث علمت بأن الرجل ضمن مسبقاً 140 صوتاً، أي أنه سيتوج من الجولة الانتخابية الأولى فرعوناً جديداً لـ«فيفا»، لولا قصة إيقافه، وقبلها قصة تبريره لمسؤولي بلاده أموراً مالية، جعلته في دائرة الشك، وجعلت الأمير علي بن الحسين المرشح الأوحد في وجه بلاتر سابقاً، يقول إن بلاتيني هو جزء من المنظومة، علماً بأن بلاتيني كان أكبر داعميه في وجه السويسري في الانتخابات السابقة، ولكن في عالمي السياسة والانتخابات لا أصدقاء دائمين، ولا أعداء دائمين. حتى لو بقي بلاتيني مرشحاً للرئاسة - وهو ما أشك به – فأوراقه باتت ضعيفة، ونزاهته مشكوك في أمرها. الضربة الأقسى كانت من نصيب أغنى أغنياء كوريا، والمرشح الثالث لرئاسة «فيفا»، وهو الكوري تشونغ، الذي أوقف لست سنوات، ما يعني قياساً على عمره نهاية عهده مع كرة القدم، ونهاية طموحاته، التي لم تتوج يوماً لا برئاسة الاتحاد الآسيوي ولا بـ«فيفا». لهذا أعتقد أن الرابح الأكبر من كل هذه الإيقافات هو المرشح الأردني، ولا أقول العربي لأن معظم العرب وقفوا مع بلاتر ضده، ثم بصموا لبلاتيني أيضاً ضده، الأمير علي بن الحسين الذي بات فرس الرهان الأكبر لشغل أعلى منصب كروي على سطح الكرة الأرضية مسلحاً بخبرة الانتخابات السابقة وتكتيكاتها، وأيضاً برئاسته اتحاد غرب آسيا، واتحاد بلاده التي قدمت له هدية كبيرة أخيراً بفوز النشامى على أستراليا بهدفين بحضوره، وكأن منتخب بلاده يسانده هو الآخر، ولكن على طريقته الخاصة. بقي على العرب أن يكونوا براغماتيين، وأن يصلوا إلى توافق مع الأمير الذي يفهمهم ويفهم لغتهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، ويعرف ما هي مشكلاتهم أكثر من غيره، وقد يكون عوناً لهم لا سيفاً عليهم.