سياسية

رئيس (المؤتمر السوداني): الحوار الحالي يخص الوطني والشعبي وأحزاب أشبه بـ (أصنام العجوة)

وصف رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض، إبراهيم الشيخ، عملية الحوار الوطني التي بدأت السبت الماضي بـ “غير السوية”، وشكك في جدواها، لعدم شمولها أطراف الأزمة المستوجبة للحوار، وقال إنها محصورة بين المؤتمرين الوطني والشعبي وأحزاب حشدها الحزب الحاكم لكنها لن تقدم أو تؤخر، وأعلن تأييد حزبه خيار الحوار لكن وفق رؤى تختلف عن ما يجري حاليا، مبديا مناصرته لفكرة استصحاب الحزب الحاكم في أي حوار يرمي للحل الشامل، باعتباره جزء من الأزمة الراهنة.

رئيس حزب المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ – صورة لـ(سودان تربيون)
وقال الشيخ في مقابلة مع “سودان تربيون” الثلاثاء، إن المؤتمر الوطني حشد أحزابا أشبه بـ “أصنام العجوة”، يستطيع التهامها في أي وقت وهي “بلا قيمة وليست طرفا في الأزمة، ولن تقدم ولا تؤخر”.

وأوضح أن الحوار الذي يجري حاليا يديره المؤتمرين الوطني والشعبي، وفقا لرؤاهم الذاتية ولاجتهاداتهم ولمصالحهم، بينما وقف الآخرين بعيدا.

وشدد على عدم وجود أي خيار إلا بمشاركة كل الأطراف في المؤتمر التحضيري، الذي دعا له الإتحاد الأفريقي، باعتباره المنبر الوحيد الذي سيكفل مشاركة كل الأطراف في الإعداد للحوار وفقا لرؤى مشتركة وتنازلات عادلة.

وتابع “سنتواصى في النهاية على رؤية كلية شاملة دون إقصاء أي طرف، وجميعا نكون مسؤولين عن خياراتنا في الحوار وكل ما يتصل به سواء على مستوى القضايا مثار النقاش أو الشخصيات القومية وأعمال اللجان وسواها”.

وأفاد إبراهيم الشيخ بأن التعاطي مع قضية الحوار يستلزم قدرا، أعلى من الجدية والمسؤولية واستصحاب رؤى الجهات الرئيسية والأساسية في الأزمة، أصحاب الصلة بقضايا الحرب والسلام محذرا من أن تجاهل تلك الأطراف لا يعني سوى إعادة إنتاج الأزمة بشكل أو بآخر.

وأكد رئيس حزب المؤتمر السوداني، تأييد كل قوى المعارضة للحوار الشامل، لكن النظام الحاكم وفق قوله ظل يجنح إلى استصحاب الآخرين في قطار السلطة بمنحهم المناصب الوزارية أو رشوتهم بالأموال، لافتا إلى أن العديد من التجارب كشفت عطب المنهج الذي يعمل به المؤتمر الوطني بعد فشل كل التفاهمات الثنائية.

غير أن إبراهيم الشيخ شدد على أن حتمية تهيئة المناخ الملائم للحوار، باختيار شخص محايد لإدارته بديلا عن الرئيس عمر البشير، الذي قال إن طريقته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار أكدت أن هذا النوع من الإدارة غير مطلوب.

وكان البشير انتهر خلال الجلسة الثانية للحوار، عبد الله علي مسار، بعد أن احتج على عدم منحه الفرصة للحديث، وزجره بلهجة حاسمة قائلا إنه يوزع الفرص وفقا لقائمة أمامه قبل أن يستفسره ما إذا كان حديثه واضحا أم لا.

ونوه الشيخ الى ضرورة التفريق بين اختيارهم الحوار كأداة لتفكيك الأزمة السياسية، والعمل أيضا على تفكيك نظام الحزب الواحد والانتقال إلى دولة ديمقراطية تعددية، وبين اعتباره خيارا أوحدا.

وشرح بالقول “اختيار جانب الحوار لا يعني انسداد الأفق أمام بقية الخيارات المتمثلة في الانتفاضة أو الثورة الشعبية أو الاعتصام المدني.. الخيارين متاحين، وأحدهما لا يلغي الآخر، ولا ينتظره يمكن أن يسيران بشكل متوازي”.

ونبه الشيخ الى أن طريق الحوار يستلزم عدم إقصاء أي طرف لأن نهاياته تبتغي الوصول إلى تسوية بما يعني عدم تجاهل الإطراف الشريكة في الأزمة.

وأضاف “المؤتمر الوطني طرف في الأزمة وبالتالي سيكون طرفا أصيلا في الحل، وفي النهاية يحتكم الجميع للانتخابات ويختار الشعب من يريد”.

وتابع “الحوار لا ينبغي أن يقصي المؤتمر الوطني من المشهد السياسي لكن يتم استصحابه بحجمه الحقيقي وبمشاركة تتناسب ووزنه، أي تضخم حاز عليه بتقادم الزمن، وبثروة البلاد والانقلاب على الحكم لاقيمة له.. الوطني نفسه لا بد أن يكون مستعدا للعودة لحجمه ووزنه الطبيعي ويقبل أن يتشارك الثروة والسلطة مع الآخرين بدون تمييز وادعاء بأنه الأكبر”.

وحدة المعارضة

في سياق آخر رفض إبراهيم الشيخ وصم المعارضة بالضعف والتفكك، وشدد على أن قواها تتقدم يوميا في المشهد السياسي وتقدم نموذجا وصفه بالطيب لوحدتها وتماسكها مستشهدا بموقفها الصلد في مواجهة الحوار الحالي.

وأشار الى أن كافة قوى المعارضة اصطفت خلف “نداء السودان” الذي جمع الحركات المسلحة وقوى في الداخل مع مبادرة المجتمع المدني وحزب الأمة.

وتابع “هذه كلها مؤشرات تقول ان المعارضة لم تتجمد في موقف بعينه وحالة بعينها.. كل يوم تبذل مجهودا مقدرا في اتجاه وحدتها”.

وأعلن أن الفترة المقبلة ستشهد إعادة بناء تحالف (نداء السودان) بشكل أوسع بعد مناقشة قضايا الهيكل والميثاق والمنهج، مؤكدا أن ذات التنظيم سيكون المركز الموحد لكل قوى المعارضة السودانية، سيما مع انضمام أحزاب أخرى في القريب العاجل.

وأبدى رئيس حزب المؤتمر السوداني عدم اكتراثه حيال المساعي المبذولة من الحكومة للقاء الحركات المسلحة أو حزب الأمة بشكل منفرد، وأبدى ثقته في أن كل تلك الكيانات تواثقت على طرح الحل الشامل على أي طاولة تفاوضية، ولن يعود أحد لتجريب الحلول الثنائية، مردفا “الجميع وعى الدرس ولن تتكرر تلك التجارب مجددا”.

sudantribune

تعليق واحد

  1. لعدم شمولها أطراف الأزمة المستوجبة للحوار، يعنى أنتم أيها العجزة المخرفين؟ ولماذا لم تشاركوا في الحوار ؟الم تقدم لكم الدعوي للحوار؟ أنتم والذين من شاكلتكم سبب مصائب السودان وتستحقوا الإعدام رمياً في وسط البحر الاحمر أو في قلب الصحراء وترككم بدون ماء ولا طعام .. كل رؤوساء الأحزاب الحالية يستحقون الموت شنقا وهم سبب المصائب التى ألمت بالبلد وكلهم عملاء همهم أنفسهم ومصلحتهم ومصلحة أسيادهو وأولياء نعمتهم وكلهم ضد البلد .. الواحد عمره أكثر من 80 سنة ويحلم بالحكم وعمره كله ما قدم حاجة ولو لنفسه ناهيك عن السودان ” عالم قش وربش” …