مصري سعودي إماراتي
لا شك في أن هناك حالة من التوأمة والإخوة الصادقة والتحالف الوثيق بين السعودية والإمارات ومصر، وهذه الحالة ليست وليدة اليوم ولا الأمس، بل تعود إلى عشرات السنين، ولكنها اليوم تتجلى في أوضح صورها ومعانيها على الصعد العسكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية كافة أيضاً.
ومن أروع ما تابعت مؤخراً هو السوبر المصري الذي استضافته مدينة العين، وتحديداً في أحد أجمل ملاعب العالم، استاد هزاع بن زايد، وللمرة الأولى أرى هذه الحالة النادرة من الطلب المستمر على تذاكر المباراة التي نفدت بالكامل، على الرغم من أن برشلونة والبرازيل وغيرها لعبت على هذه الأرض، إلا أن لمواجهة الأهلي والزمالك نكهة مختلفة، تتجاوز الاهتمام المصري لتتعداه لكل العرب من محيطهم إلى خليجهم، وشاهدت عرباً من خارج الإمارات جاؤوا خصيصاً لحضور المباراة، ومنهم من دفع ثمن تذكرة طائرة، وحجز فندقاً، إضافة إلى ثمن التذكرة حتى يتابع على الطبيعة هذين العملاقين اللذين قدما مباراة تليق بمكانتهما وسمعتهما «بغض النظر عن الاحتكاك الذي حدث بين اللاعبين وأوقف المباراة دقائق، وهو أمر يحدث في أي مكان»، ولكن المباراة ارتقت لتوقعات الجمهور، وتابعنا خمسة أهداف كاملة كان يمكن لها أن تزيد لولا إضاعة الزمالك لضربة جزاء غيرت مسار المباراة من فوز متوقع للزمالك إلى لقب جديد للأهلي في ديار زايد الخير.
ويوم الثلاثاء سوف نتابع مواجهة سعودية – إماراتية بين الأهلي وشقيقه الهلال على بطاقة نهائي دوري أبطال آسيا، وهي المواجهة التي اتسمت بتوحد مشجعي الفريقين حول رؤية واحدة، وهي أنهم يقفون مع الفائز، لأنه يمثلهم في النهاية، سواء كان الأهلي أو الهلال، وشاهدنا أعلام الإمارات في ملعب الرياض، وسوف نشاهد أعلام السعودية في دبي، لا بل سبق وأن شاهدنا علم السعودية، إلى جانب علم الإمارات، يوم لعب الأهلي مع النفط الإيراني، وتأهل على حسابه، في رسالة معانيها ومضامينها واضحة ولا تحتاج لتفسير.
من الآن نقول مبروك لمن سيمثلنا في النهائي ومبروك للإمارات ولأبوظبي الرياضية ولمديرها العام أخي وصديقي الغالي يعقوب السعدي وللإعلام الإماراتي على الجهد الكبير والمتميز الذي منحوه للسوبر المصري بحرفية ومهنية عالية ليست غريبة عليهم، وأضافوا إلى القمة رونقاً إماراتياً وإعلامياً يليق بها وبمن استضاف الحدث.