دراما التأهل التاريخي
لو جئنا بالمخرج الراحل آلفريد هتشكوك، زعيم مخرجي أفلام الرعب عبر التاريخ، قبل ظهور جيمس وان وتوبي هوبر ولوتشيو فولتشي، وغيرهم ممن أبدعوا في زرع القشعريرة في أجسادنا، حتى صرنا نخاف أن نتابع أفلامهم ليلاً، أو عندما نكون بمفردنا في البيت،
كل ما فعله هؤلاء المخرجون «كوم»، وما تابعناه في مواجهة الهلال والأهلي على بطاقة نهائي دوري أبطال آسيا «كوم» آخر،
فإن يتقدم الأهلي بهدف مبكر عبر ليما ثم يسجل إيفرتون ريبيرو هدفاً قاتلاً، في وقت قاتل، وبطريقة قاتلة، جعل الجميع يعتقدون أن النتيجة أهلاوية والتأهل أصبح في الجيب، وسمعت وقرأت وتابعت هجوماً عنيفاً من بعض عشاق الهلال «المعروفين والمشهورين» عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديداً عبر «تويتر»، وهم «يجلدون» في المدرب دونيس حتى وصفه أحدهم بأنه مساعد لكوزمين،
ولكن ما حدث في الشوط الثاني جعلهم يصفونه بالبطل الذي جعل حلم الوصول لنهائي آسيا ممكناً لا بل واقعاً حتى الدقيقة 93 من الوقت الإضافي، وجعل كوزمين وأنصار الأهلي شبه مقتنعين أن النتيجة هلالية إلى أن سجل الكوري كيونج كوان الهدف التاريخي الذي قلب كل المعادلات، وكتب تاريخاً جديداً للأهلي، ونقل الفرحة من الهلاليين إلى الأهلاويين الذين أرى ملعبهم للمرة الأولى في حياتي ممتلئاً عن بكرة أبيه وسط تشجيع إماراتي من كل الأندية، وليس من عشاق «الفرسان» وحدهم، وهو إنجاز يُحسب لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس النادي الذي دعمه وتابعه، ولرئيس مجلس إدارة الأهلي عبدالله النابودة الذي فكر وخطط وأحضر المدرب والمحترفين وللإدارة بأكملها، وهم المنظمون والمحترفون فكراً وممارسة وللمدرب كوزمين، الذي كادت أن تفلت منه المباراة وللاعبين الذين قاتلوا حتى النفس الأخير وللإعلام الإماراتي الذي ساندهم بكل مهنية وذكاء، ولم يضع عليهم ضغوطاً هائلة ترتد سلبياً عليهم، وفي النهاية هو انتصار للكرة الإماراتية التي سبق وأن توجت بطلة لدوري أبطال آسيا في نسختها الأولى عام 2003 عبر «الزعيم» العيناوي، وها هي تعود من جديد للنهائي عبر فارسها الأهلاوي.
ألف مبروك لكم وهارد لك للهلال الذي قاتل هو الآخر حتى النهاية، وتمكن من تعديل النتيجة، بعد أن كان متأخراً بهدفين وكاد أن يخرج متأهلاً لولا قدم كيونج يون كوان.